تنظيمات ظاهر العمر الزيداني الإدارية والمالية والعسكرية
تنظيماته الإدارية والمالية والعسكرية
كتب الأستاذ الدكتور خالد محمد صافي حول هذا الموضوع في كتابه " ظاهر العمر الزيداني حاكم الجليل في القرن الثاني عشر ( 1689-1775 م) والذي صدر عن دار المقتبس في بيروت سنة 1439هـ-2018 م
فقال:
سعى ظاهر العمر إلى إقامة حكم قوي وإدارة مركزية هدفها حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار. إذ أراد كياناً ثابت الأركان يتسم بالاستمرارية، فاعتمد نظاماً إدارياً يستند بصورة رئيسة على العنصر المحلي من أفراد البيت الزيداني وخاصة أبناءه وإخوته دون أن يهمل الزعماء المحليين المواليين له من أجل كسبهم إلى جانبه. واتخذ من عكا عاصمته السياسية والإدارية والاقتصادية. واستخدم جهازاً إدارياً من الكتبة والموظفين، واستعان بالخبرات اللازمة الملائمة لنظام إداري يتناسب مع أهدافه وامتاز حكمه بالعدل والتسامح الديني.
واهتم ظاهر بتنظيم الأمور المالية في المناطق الخاضعة له، واتبع النظام المالي القائم على الالتزام السائد في تلك الفتـرة. وكلف الحكام الذي عينهم على مناطـق حكمـه بالمهام الإداريـة والماليـة. وتـولى جهـازه الإداري الشؤون المالية أيضاً. فكان الكيخيا مسئـولاً أيضاً عـن أمـور الخزينـة الماليـة وضبط الإيرادات والمصروفات. واتخـذ ظاهـر العمـر سياسة ماليـة معتدلـة مـع رعيتـه بعيداً عن التعسف والابتزاز.
وأبدى ظاهر اهتماماً بالغاً بإنشاء تنظيم عسكري يستند على قوة عسكرية تحفظ الأمـن والنظام في المناطق التابعـة لـه، وتثبـت مركـزه، وتحقـق طموحاته التوسعية. فلم يكتف بالعناصر المحلية لتشكيل قواته العسكرية بل أنشأ جيشاً نظامياً من المرتزقة يتمتع بجاهزية دائمة للقتال، وأقام مجموعة من القلاع والحصون ضمن استراتيجية دفاعية ضد أي هجمات خارجية، وللسيطرة على الطرق الرئيسة داخل بلاده. وجند موارد بلاده للإنفاق على جيشه الذي زوده بالعتاد العسكري الحديث. وأظهر جيش ظاهر تفوقاً نوعياً على جيوش القوى المجاورة له واستطاع من خلال جيشه حفظ كيانه مدة تزيد على سبعين عاماً.حقق خلالها انتصارات عسكرية عظيمة على جيوش أقوى من جيشه عدة وعدداً. ويتطرق هذا الفصل إلى معالجة التنظيم الأداري والمالي والعسكري لظاهر العمر.