حركة التوسع الأولى التي قام بها ظاهر العمر
حركة التوسع الأولى التي قام بها ظاهر العمر
كتب الأستاذ الدكتور خالد محمد صافي حول هذا الموضوع في كتابه " ظاهر العمر الزيداني حاكم الجليل في القرن الثاني عشر ( 1689-1775 م) والذي صدر عن دار المقتبس في بيروت سنة 1439هـ-2018 م
فقال:
شهدت الفترة بين (1730 ـ 1752م) حركة توسع كبيرة قام بها ظاهر، استطاع خلالها تثبيت نفوذه وسلطته على أفراد الأسرة الزيدانية، ومد نفوذه على المناطق المجاورة. فخرج بذلك من نطاق حكمه على مناطق طبرية وعرابة البطوف والدامون التي استمر يحكمها اسمياً طيلة الفترة السابقة إلى السيطرة على كامل أنحاء الجليل. وبالرغم من اختلاف كل من عبود الصباغ وميخائيل الصباغ على تاريخ بداية حكم ظاهر، إلا أن هناك شبه اتفاق بين الطرفين على بداية هذه الحركة التوسعية. ويبدو من سياق التسلسل التاريخي عند عبود الصباغ أنها بدأت في نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات، وبذلك يقترب من ميخائيل الصباغ الذي يرجعها إلى بداية الثلاثينات. وحول هذه الحركة قال عبود الصباغ: «وصار ظاهر كل سنة يتقوى عن سنة ويحارب مشايخ الفلاحين الذين بالقـرب منـه، ويأخـذ بلادهم ويلتـزمها من وزيـر صيدا... لأنـه اشتهر بالقوة رجالاً ومالاً»([1]). وأرجع عبود سبب هذه الحركة التوسعية إلى ازدياد قوة ظاهر المالية والعسكرية، واستغلاله ذلك لتوسيع نطاق حكمه.
ومهد ميخائيل الصباغ لذلك بالحديث عن ظلم الولاة والحكام ومشايخ عرب الصقر في بلاد صفد([2]). وكأنه يوحي بالأسباب التي جعلت ظاهراً يفكر في هذه الحركة التوسعية والأجواء المهيأة لذلك.