ظاهر العمر الزيداني واثاره العمرانية دراسة تاريخية
آثاره العمرانية دراسة تاريخية
كتب الأستاذ الدكتور خالد محمد صافي حول هذا الموضوع في كتابه " ظاهر العمر الزيداني حاكم الجليل في القرن الثاني عشر ( 1689-1775 م) والذي صدر عن دار المقتبس في بيروت سنة 1439هـ-2018 م
فقال:
أنشأ ظاهر العمر وأفراد الأسرة الزيدانية من أبنائه وإخوته وأعمامه الذين حكموا تحت سلطته الكثير من الأبنية، بعضها اندثر والآخر مازال قائماً. وقد شهدت بلاد الشام في القرن الثامن عشر إقامة العديد من الأبنية من قبل الزيادنة وأسعد باشا العظم وأحمد باشا الجزار وآخرين، وذلك بخلاف القرن السابع عشر الذي قال عنه كرد علي: «وكان بعض الولاة في القرن الذي قبله (القرن السادس عشر) يرهقون الرعيـة ويقيمـون شيئاً بـاسم العمـران. أما هـذا القرن فغاية ما يقال فيه إنه تخريب الموجود»([1]) وهذا لا يعني أن جميع أو معظم الولاة وغيرهم قد اهتموا بالبناء في القرن الثامن عشر، ولكن العديد منهم أحبوا العمران ومكنهم طول فترة حكمهم من إقامة مشروعاتهم العمرانية وإتمامها. وساهمت كثرة تبدل الولاة الآخرين وقصر فترة حكمهم في قلة بل ندرة مشروعاتهم العمرانية. وعبر «فولني» عن أثر التبدل السريع للولاة والحكام على الحركة العمرانية عندما تحدث عن آغا غزة بقوله: «والرملة كاللد خربة، وآغا غزة جعلها مقره بإقامته في سرايا سقفها متداعي. وقد قيل ذات يوم لأحد أعوان الآغا: لماذا لا يصلح الآغا غرفته مادام يأبى ترميمها كلها؟ فقال: وإن عزل في العام المقبل فمن يعوضه عن نفقات الترميم»([2]).
ويعود إنشاء الزيادنة لكثير من الأبنية لعدة أسباب منها طول فترة حكم ظاهر العمر التي شملت معظم سنوات القرن الثامن عشر، إذ مكنهم ذلك من إقامة المباني وإنجازها. وساهم تقسيم ظاهر العمر للمناطق التي يحكمها بين أبنائه وإخوته وأعمامه في الإكثار من الإعمار والبنيان، فأبناء ظاهر الذين رأوا أنفسهم حكاماً أو أمراءً حصنوا عواصمهم وبنوا لأنفسهم السرايات([3]). وجاء سعي ظاهر للحفاظ على مركزه وتثبيت سلطته ودرء الأخطار الخارجية عنها ولاسيما من قبل ولاة الدولة العثمانية دافعاً له لإنشاء الأسوار والقلاع والأبراج لأغراض دفاعية، إضافة إلى رغبته في السيطرة على الطرق الرئيسية داخل بلاده لضبط الأمن والنظام فيها. وساعد توافر الأموال عن طريق تحصيل الضرائب وانتعاش الزراعة والتجارة في عهد ظاهر في الإنفاق على إقامة هذه المشروعات العمرانية.
وامتازت أبنية الزيادنة في أغلبها بالبساطة، فهي خالية من الزخارف والتعقيد الفني والرحابة التي عرفت بها أبنية القرن الثامن عشر مثل قصر أسعد باشا العظم في دمشق([4]). واقتصرت بعض إنشاءات الزيادنة على ترميم الأسوار والقلاع والأبراج الصليبية، أو قامت على أساسات هذه الأبنية التي أصابها الخراب([5]). واستخدمت الأبنية الزيدانية في معظمها حجارة خرائب المنطقة التي بنيت فيها.
وتأثرت الهندسة المعمارية الزيدانية بشكل عام بالفن العثماني الذي كان منتشراً في بلاد الشام، وهو فن متأثرٌ بالنمط المعماري الإسلامي الذي يتخذ من الأشكال (أنصاف الدوائر) والقباب والهلال أشكالاً هندسيةً معمارية، وتم التزام ذلك في الأجزاء الداخلية لأبنية الزيادنة([6]).
و تألفت أبنية الزيادنة من ثلاثة أنواع أولها هو الغالب، وهي الأبنية العسكرية التي أقيمت لأغراض دفاعية مثل الأسوار والقلاع والأبراج، ويعود ذلك إلى طبيعة الإمارة الزيدانية التي حافظت على وجودها بقوتها العسكرية التي شكلت الأبنية العسكريـة أحد أركانها. وقـد أقيمـت القـلاع علـى الحدود الجنوبية والشمالية والشرقية، وحصن ظاهر العمر عكا وحيفا للدفاع عن الحدود الغربية البحرية ضد أي هجمات عن طريق البحر، كما تم إنشاء القلاع داخل البلاد للسيطرة على الطرق الرئيسة. والنوع الثاني من أبنية الزيادنة المساجد. أما الثالث فهو المساكن أو السرايات والأسواق والخانات والبرك. ومن الجدير بالذكر أن الحكام حتى تلك الفترة كانوا يهتمون بإنشاء المباني الخاصة، إذ كان الحكم ذا طبيعة سطحية لا يقدم خدمات عامة للسكان.
ولم تكن آثار الزيادنة مثار اهتمام الباحثين والرحالة الأوروبيين، ولذا المعلومات الواردة عنها قليلة جداً. وتعتمد دراستها على المصادر التاريخية المعاصرة لحكم الزيادنة ووصف الرحالة الأوروبيين. ولم تقم دراسات أثرية جادة لدراسة الآثار العمرانية الزيدانية، فقد كانت دائرة الآثار التابعة لحكومة فلسطين تولي الاهتمام للآثـار العمرانيـة العائـدة للفتـرة قبـل سنـة 1700م([7]). وذلك بسبب الانطلاق من التعريف القانوني للآثار بأنها تلك العائدة إلى الفترة قبل سنة 1700م([8]).
وتعرضت الآثار العمرانية الزيدانية إلى الخراب والدمار بفعل زلازل سنة 1759م وسنة 1837م. وبفعل الإهمال الذي اصابها بعد انقضاء الحكم الزيداني، ولذلك يُخشى لاحقاً ألا تتوافر أي إمكانية للبحث عن أسس وأصول المنشآت والمباني العائدة إلى العهد العثماني في جنوب غرب بلاد الشام بصورة عامة، وفي عهد ظاهر العمر بشكل خاص([9]).
وأدى النقص في دارسة الآثار العمرانية للعهد العثماني في فلسطين دراسة أثرية دقيقة وعميقة إلى صعوبة تحديد المباني العائدة للزيادنة تحديداً دقيقاً. إذ نُسب إلى ظاهر العمر وأفراد أسرته الزيدانية الكثير من الأبنية من قبل الباحثين عن الآثار دون أن يكون لها ذكر في المصادر التاريخية المعاصرة للحكم الزيداني أو لدى رحلات الرحالة الذين قدموا إلى المنطقة في تلك الفترة. واعتمد هؤلاء الباحثون بدرجة كبيرة على روايات أبناء القرى التي توجد بها هذه الأبنية، ولذلك فإن الشك ينتاب أقوال هؤلاء الباحثين لاعتمادهم على روايات شعبية كهذه.
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى ضرورة إجراء دراسات أثرية علمية لتلك الفترة للوصول إلى حقيقة هذه الأبنية، للتأكد من فترة بنائها، والقائمين على ذلك. وغني عن القول أن هذه الآثار العمرانية بحاجة إلى جهود حثيثة لترميمها والحفاظ عليها خوفاً من الضياع والاندثار لاسيما أن الكيان الصهيوني يحاول جاهداً طمس أي معالم للوجود العربي في فلسطين في محاولة مقصودة لإبراز الآثار العمرانية اليهودية فقط.
ويتناول هذا الفصل دراسة الآثار العمرانية للزيادنة دراسةً تاريخيةً تعتمد على ما ذكرتـه كتب التاريـخ وكتابـات الرحالـة عنهـا، مـع التنبيـه إلى أن بعض ما نسب للزيادنة من أبنية مشكوك فيه.
1 ـ عكا:
شيد ظاهر سوراً أحاط عكا من جهتي البر والبحر، وأجري ترميماً للعديد من أبراجها التي تعود للعهد الصليبي، وبنى فيها قصراً ومسجدين وسوقاً.
أ ـ الأسوار:
حصن ظاهر مدينة عكا بسورٍ أحاطها من جميع الجهات، فقد كانت قبل استيلائه عليها قرية غير مسورة ودون وسائل دفاعية([10]). وشكل السور الذي بناه مخمساً هندسياً غير منتظم، ضلعين من أضلاعه يواجهان البر في الشرق والشمال، وثلاثة أضلاع تواجه البحر من الجنوب والغرب والشمال. ويبلغ ارتفاع ضلعيه البريين اثنى عشر متراً، وارتفاع أضلاعه البحرية حوالي عشرة أمتار. وللسور بوابتان، واحدة برية تدعى بوابة السرايا (على اسم سرايا ظاهر المجاورة للبوابة) وتقع في الشمال الغربي، والثانية بحرية تطل على مرفأ المدينة وتدعى بوابة السباع نسبة إلى شكل السبع المنقوش عليها في الجهة الجنوبية الغربية([11]). وتضم الأسوار البرية السور الشرقي الذي يبدأ من باب البر الواقع في نهاية السور المذكور من جهة البحر عند برج «قبو برج» وينتهي عند برج الكومندار في أقصى الشمال الشرقي للمدينة. أما السور الشمالي فيقع بين برج الكمندار وبرج كريم على ساحل البحر. وتتكون الأسوار البحرية من السور الغربي الذي يقع بين برج كريم في الشمال وبرج السنجق جنوباً و يتوسط برج الحديد المسافة بينهما. والسور الجنوبي الذي يمتد بين برج السنجق وباب البحر. ويقع بينهما قهوة البحر والجمرك والميناء وبرج السلطان([12]). وسُمك السور أقل من متر، ويوجد بعض الاختلاف في سمك الأسوار لاسيما الأسوار البحرية([13]).
وأشار ميخائيل الصباغ إلى تحصين ظاهر لبرج الذبان الذي يعود للفترة الصليبية([14]). وهذا البرج يطل على الميناء ويعرف في عكا «بالمنارة»([15]). وبنى ظاهر برج الخزينة الذي استخدمه أحمد باشا الجزار فيما بعد لتخبئة أمواله وثروته، و تحول في عهد الوالي سليمان باشا العادل (1804 ـ 1818م) إلى مقر لإدارة الحكم([16]).
وقد نظم الخوري نقولا الصائغ أبياتاً من الشعر بمناسبة بناء السور، هي:
سُورٌ منيعٌ عاصمٌ عكَّا فما
| تُغتالُ إذ قد عيدَ منهُ الداثرُ |
من ظاهر العُمَر الذي اُشتهرَت لهُ | بينَ البريةِ أَنعُمٌ ومآثِرُ |
تَمَّتْ محاسنُهُ فيرنو ناظرٌ | في حُسنِ مبَناهُ ويخسأُ ناظرُ |
لما بناهُ الشيخُ ظاهرُ عَنْوةً | اعناهُ تاريخٌ بناهُ ظاهرُ |
وتاريخ الأبيات هو سنة 1164ﻫ (1750)([17]).
ونقشت أبيات من الشعر على لوحة رخام على البوابة البرية (وجد النقش عند احتلال بريطانيا لعكا سنة 1918 في مكتب الحاكم العثماني في عكا، ويوجد الآن في المتحف الفلسطيني في القدس) وهذه الأبيات الشعرية لشاعر مجهول يعتقد البعض أنها للشيخ عبد الحليم الشويكي:
بأمر الله هذا السور قاما | بعكا من فتى بالخير قاما |
أبي الفرسان ظاهر المُفدىْ | أعز الله دولته دواما |
فباطن بابه الرحمات فيه | وظاهره العذاب لمن تعاما |
وذا بالله صار حمى فأرخ | بناك الله فخراً لا يسامى |
وتاريخ الأبيات يعود إلى سنة 1163ﻫ (1749 ـ 1750م)([18]).
وتصدع السور في أواخر عهد ظاهر العمر في بعض المواقع بسبب قصفه من قبل قبطان حسن باشا في آب سنة 1775م. فأعاد الجزار ترميمه وترميم الأبراج سنة 1779م وسخر في ذلك سكان عكا والقرى المجاورة إذ فرض على كل قرية أن ترسل أناساً للعمل في عكا ثلاثة أيام في الأسبوع([19]). واستطاع أحمد باشا الجزار مواجهة حملة نابليون اعتماداً على سور ظاهر بعد إدخال التحصينات والترميمات اللازمة، ثم بنى سوراً آخر في أواخر فترة حكمه([20]).
وخـلال القـرن التاسع عشر دُمـر السور الشرقي الـذي أنشأه ظاهر حتى سطح الأرض نتيجة قصف مخزن البارود التابع لابراهيم باشا قائد الجيش المصري في بلاد الشام سنة 1840 من قبل أسطول الدولة العثمانية وحلفائها بينما بقيت أساسات السور الشمالي([21]).
ب ـ قصر أو سرايا ظاهر:
بنى ظاهر قصراً له في الزاوية الشمالية الغربية من المدينة على أساسات صليبية وزوده بالمدافع، وحفر حوله خندقاً صغيراً ضيقاً([22]).
ج ـ سوق ظاهر العمر:
شيد ظاهر سوقاً في عكا لأغراض تجارية، وضم السوق نحو مائة وعشر دكاكين على الجانبين مبنية بالحجارة ومسقوفة بالخشب ويفصل بين الدكاكين ممر ضيق مسقوف بالخشب أيضاً. ويقع السوق بين بوابة السراى وبوابة السباع، ويوجد في آخره من ناحية بوابة السباع سبيل ماء. قد أًصيب جزءٌ من هذا السوق بحريق سنة 1223ﻫ (1808م) نتيجة اندلاع النار في إحدى دكاكين بيع البارود والرصاص. وقرر سليمان باشا العادل هدم السوق كله وإعادة بنائه، وسمي السوق الجديد بالسوق الأبيض([23]).
د ـ مسجدا الرملة والجرينة:
أشار «ماريتي» إلى بناء ظاهر العمر لمسجدين في عكا بعد استيلائه عليها([24]). وعرف أحدهما بمسجد الرمل، ويقع قرب خان الشواردة في الشمال الغربي للمدينة. ويبدو أنه بني على أنقاض كنيسة صليبية تعود بتاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي أو ربما جلبت حجارته من أنقاض كنيسة قديمة، إذ وجد على أحد نوافذه مزيج من الكتابة اللاتينية واللومباردية معناها «أي المار من الشارع! ! أرجوك أن تطلب الرحمة. «ايبون فازي Ebale Fazie» بانية هذه الكنيسة»([25]) ويدعى المسجد الآخـر بمسجد الجرينـة نسبـة إلـى الحي الذي بني فيه([26]).
ﻫ ـ خان الشونة:
نسب إلى ظاهر العمر بناء خان الشونة، وهو خان صغير يأوي إليه المسافرين والتجار الذين يأتون للمدينة([27]).
و ـ حمامان:
بنى ظاهر العمر في المدينة حمامين عامين مزخرفين بالرخام([28]).
2 ـ حيفا:
رأى ظاهر بعد أن صد الحملات البحرية التي أرسلها عثمان باشا الكرجي وإلى دمشق لاسترداد حيفا سنة 1760م أن ينقل المدينة إلى مكان أكثر سلامة يتمتع بمرفأ جيد، وعثر على مثل هذا المكان جنوب شرق حيفا القديمة على بعد اثنين أو ثلاثة كيلومترات. وعندئذ أمر جنوده سنة 1761م بهدم حيفا القديمة، وبعثرة حجارة كبيرة في المرفأ القديم، فُعطل تماماً، وبهذا العمل بلغت حيفا القديمة نهايتها([29]). وذكر الرحالة «ماريتي» أن حيفا الجديدة بُنيت قرب حيفا القديمة التي كانت لسنوات عديدة قرية بائسة. وقد استخدمت في بناء حيفا الجديدة مواد حيفا القديمة، وبنى ظاهر أسواراً لها من جهة البحر([30]). وقال ميخائيل الصباغ: «تبعد المدينة الجديدة عن القديمة بربع ساعة وسمى ظاهر المدينة الجديدة بالعمارة الجديدة ثم غلب عليها فيما بعد اسم حيفا الجديدة، وبني فيها برجاً»([31]) وظل اسم العمارة الجديدة يطلق عليها من قبل سكان البلاد حتى بداية القرن التاسع عشر([32]). و يعتبر ظاهر العمر مؤسس مدينة حيفا الجديدة التي بلغ محيط سورها المبنى على شكل شبه منحرف متساوي الساقين ستمائة وثلاثين متراً تقريباً. وكان طول السور المواجه للبحر مائتين وثلاثين متراً تقريباً، والضلع المقابل له حوالي مائة وستين متراً وكل ساق من الساقين مائة وعشرين متراً. وبلغت مساحة المدينة داخل السور حوالي عشرين ألف متر مربع. وكان سمك السور حوالي خمسة وسبعين سنتمتراً وارتفاعه أربعة أمتار ونصف. وعزز ظاهر دفاع السور بعدد من الأبراج المربعة على طول الأضلاع الأربعة، ونصب المدافع على الأبراج. وجعل للسور بوابتين تقفلانه مع حلول الظلام، تقع الأولى شرقاً وعرفت بالبوابة الشرقية أو بوابة عكا، وتقع الثانية غرب السور وعرفت بالبوابة الغربية. واخترقت الطريق الواصلة بين البوابتين المدينة بطولها([33]).
وأشار «ماريتي» إلى أن ظاهراً بنى في حيفا داراً للجمارك، وأن بيوت المدينة الجديدة عبارة عن اكواخ مبنية بشكل غير منتظم نقل ظاهر إليها سكان حيفا القديمة([34]). وشيد ظاهر على رأس الجبل المطل على المدينة حصناً يشرف على البلد من الجنوب، والحصن مكون من طابقين قاعدته على شكل مستطيل دعي «برج السلام» أو برج «أبو سلام»، واختصاراً البرج. وقد أُنشئ هذا الحصن للدفاع عن المدينة الجديدة، ولايزال قائماً في مدينة حيفا حتى الآن([35]).
وينسب إلى ظاهر بناء جامع في مدينة حيفا الجديدة([36]) كما ينسب إليه بناء سرايا فيها([37]).
3 ـ طبرية:
تعتبر طبرية العاصمة الأولى لظاهر، فقد أقام فيها في الفترة بين 1705 ـ 1746م، كما أنه حصنها سنة 1737م إذ شاهده الرحالة «بوكوك» يقول بذلك لمواجهة هجمات سليمان باشا العظم وإلى دمشق([38]). وشهدت طبرية العديد من المنشآت التي أقامها ظاهر وابنه صليبي وأخوه يوسف العمر.
أ ـ الأسوار والأبراج والقلاع:
ذكر الرحالة «ماريتي» أن ظاهراً بنى سور مدينة طبرية على أساسات سور المدينة الذي يعود للعهد الصليبي، ولكن على نموذج أصغر من السابق([39]). بينما نفى الرحالة بيركهارت ذلك بقوله: «وطبرية القديمة لا تبدو بأنها كانت تحتل أي جزء من حدود طبرية الحالية، ولكنها كانت تقع على مسافة قصيرة إلى أبعد من ذلك في اتجاه الجنوب وقرب حدود البحيرة. وتبدأ خرائبها على بعد حوالي خمس دقائق للماشي من سور البلدة الحالية»([40]). وأحاط ظاهر المدينة بسور من جهات البر الثلاثة، وبلغ سمكه أكثر من ثلاثة أمتار ونصف وارتفاعه حوالي ستة أمتار([41]). وأشار الرحالة «ماريتي» إلى أن «محيط سور المدينة يبلغ حوالي ميل، وهو ذو شكل مربع. وللسور بابان يفتح أحدهما غرباً والثاني جنوباً، والباب الجنوبي أصغر من الباب الغربي وهو الباب الوحيد المفتوح بصورة دائمة. وبنيت أسوارها من حجارة سوداء»([42]). أما الرحالة «بيركهارت» فقد وصف سورها بالقول: «والبلدة من جهة اليابسة محاطة بسور سميك متين البناء، يبلغ ارتفاعه حوالي عشرين قدماً (حوالي ستة أمتار) مع متراس أو حاجز عالٍ ومزاغل لإطلاق نيران الأسلحة الصغيرة. وهذا السور يحيط بالبلدة من ثلاثة جوانب ويلامس طرفاه الماء... والبلدة محاطة بعشرين برجاً مستديراً تنتصب على مسافات غير متساوية، والأبراج والسور مبنية جميعها من حجارة سوداء متوسطة الحجم... وجميعها في حالة جيدة»([43]).
واستُخدمت في بناء السور حجارة البازلت الأسود التي تستخرج من مكان يبعد مقدار ساعة من المدينة يعرف بالمقالع([44]).
وأقام ظاهر العمر خارج المدينة من جانبها الشرقي قلعة على قمة جبل حيث تشرف على المدينة وتدافع عنها ضد الأعداء. وقد أصابها الخراب بفعل زلازل سنة 1759 وأصبحت خَرِبة إثر ذلك([45])، وهُدمت أجزاء من سور المدينة بفعـل هـذه الزلازل. وقـام صليبـي بـن ظاهـر العمـر وحاكم طبريـة بإصلاح التصدعات والثغرات التي حدثت في السور([46]).
ب ـ المساجد:
شيد ظاهر العمر سنة 1156ﻫ (1743م) مسجداً في طبريا عرف بالمسجد الكبيـر وهـو المعـروف الآن بالمسجـد الزيدانـي([47]). ونقش تاريخ بناءه بالتأريخ الهجري على لوح من الرخام على مدخله([48]). وينسب إلى يوسف العمر بناء مسجد ثانٍ([49]).
ج ـ القصر أو السراي:
بنى صليبي ابن الشيخ ظاهر (الذي حكم طبريا في الفترة بين 1746 ـ 1773م) قصراً فسيحاً وجعله مقراً له. وامتاز القصر بزخرفته الجميلة، وعرف هذا القصر أو السرايا بالصقرية كون صليبي قد بناها من أسلابٍ غنمها من عرب الصقر. وتعرض القصر الذي يقع في الزاوية الشمالية الغربية للمدينة إلى هدم بعض أجزائه بفعل زلازل سنة 1759. وقد أعاد صليبي ترميمه بعد ذلك([50]).
د ـ آثار أخرى:
ينسب إلى يوسف العمر بناء إحدى القباب الثلاث لحمامات طبرية، إذ أن طبرية مشهورة بحماماتها المعدنية التي يتردد عليها السكان من أنحاء عديدة من بلاد الشام للعلاج من الروماتيزم وأمراض أخرى. وتم ترميم هذه الحمامات لاحقاً على الطراز الحديث([51]). هذا وقد تعرضت أجزاء من سور طبرية وأبراجها للهدم بفعل زلازل سنة 1837([52]).
4 ـ دير حنا:
تقع قرية دير حنا على تل يبعد عن عكا شرقاً بنحو 32 كم([53]). وشيد فيها الزيادنة العديد من الأبنية وهي:
أ ـ الأسوار والأبراج:
حكم سعد العمر دير حنا منذ بداية القرن الثامن عشر حتى سنة 1755م. وخلال فترة حكمـه أحاط القريـة بسورٍ منيع([54]). وعززه بحوالـي عشرين برجاً دائرياً([55]). وقد نوه المؤرخ التركي سعد أفندي إلى تحصينات دير حنا سنة 1776م بقوله: «إنها محاطة بسور مزدوج، وقد بُني السور الداخلي من قبل سعد العمر، وهو مرتفع ومعزز باثنى عشر برجاً. وبُني السور الخارجي من قبل ظاهر العمر وابنه علي الظاهر، وأضاف علي الظاهر برجين أحدهما من الجانب الشرقي والآخر في الجانب الغربي، وكل منهما مستقل عن القلعة (سوري القرية). وأنشأ البرجان لغرض الدفاع عن القلعة في حالة الحصار»([56]).
وتعرض جزءٌ من تحصينات دير حنا إلى الهدم على يد محمد بك أبي الذهب سنة 1775م، حيث أرسل من جنوده من يهدمها([57]).
وهُدم الكثير من تحصينات دير حنا كذلك أثناء حصار أحمد باشا الجزار لعلي الظاهر سنة 1776م، إذ استقدم الجزار مدفعاً كبيراً من إحدى سفن الأسطول العثماني الذي كان يقوده حسن باشا، وأحدث بواسطته ثغرات كثيرة في السور. ثم هَدم عدداً كبيراً من الأبراج([58]).
ب ـ السرايا:
شيد سعد العمر سرايا كبيرة داخل القرية على شكل قلعة مكونة من طابقين. وكان الطابق الأسفل مخزناً للمعدات الحربية وحاجات أُخرى، بينما استُخدم الطابق العلوي الذي استند على مجموعة من الأقواس المسننة داراً للسكن يُصعد إليها بـدرج مـن الحجـر. وحفـر عـدة آبـار، وبنى بركة مجصصة كبيرة([59]). قال القساطلي: «إن الدار التي بناها سعد العمر صارت (أواخر القرن التاسع عشر) مسكناً لمواشي الفلاحين وأُبدل عزها بذلٍ»([60]).
الحمد لله وحده فيما أمر | على الهاشمي خير البشر |
يا من له فيمن رأى واعتبر | باني هذا الدير سعد العمر([61]) |
بيوت مع حكره وقفاً على | مسجده في كل عام صدر |
غرش على كل بيت كبير | ونصف على كل بيت صغر |
إلى حام المسجد الحرام | فمن تبقى الله فليخشى القدر |
بانيه يا مولاي يرجوك رحمة | وجنة الفردوس تكون له مقر |
فقد كان للرابوع فيه تاريخه | رام فيه كل مسجد واقتدر |
ج ـ المسجد:
أقام سعد العمر مسجداً في دير حنا ويقع المسجد في الركن الشمالي الشرقي للسرايا ملاصقاً للبوابـة الغربية([62]). وذكـر معمـر أن المسجد كان في الأصل ديراً من بقايا الصليبين. وقام بترميمه وجعله مسجداً للقرية. ومما يؤكد ذلك أن قبته الأصلية بقيت على حالها لم يصبها أي تغيير، وهي تشبه إلى حدٍ بعيد قبب الأجراس في الكنائس. وأُرخ بناء الجامع بشعرٍ نقش على بلاطة فوق بابه وهذا نصه:
والرابوع في البيت الأخير إشارة إلى السنة الهجرية 1144ﻫ/ 1731م([63]).
وذكـر القساطلي أن ظاهراً بنـى فـي ديـر حنـا داراً جميلةً لأبنائـه الصغار، ورصعها بالرخام وزينها بالنقوش، ولما تولى أحمد باشا الجزار اقتلع أكثر رخامها ورخام مسجد سعد ورصف به جامعه الذي بناه في عكا. وكذلك أزال عبدالله باشا الخزندار (هـو ما عـرف بعبد الله باشا الجزار الـذي حكم ولايـة صيدا بين 1818 ـ 1832م) ما تبقى، ونقله إلى حديقته التي أنشأها في عكا وسماها البهجة([64]).
5 ـ صفد:
حكم علي الظاهر مدينة صفد منذ أواسط أربعينات القرن الثامن عشر حتى منتصف السبيعنات، وقام خلال ذلك بترميم وتشييد العديد من الأبنية هي: ـ
أ ـ قلعة صفد:
بُنيت قلعة صفد سنة 1140م من قبل القائد الصليبي «فولك أوف أنجو Fulk of Angou» رابع ملوك مملكة بيت المقدس الصليبية الذي حكم في الفترة بين 1130 ـ 1144م. وكانت في العهد الصليبي مقراً لفرسان الهيكل الذين سماهم العرب الداوية (لفظة عربية محرفة عن كلمة آرامية بمعنى الفقراء)([65]). ووصف الرحالة التركي «إيفليا شلبي Evliya Tshelebe» القلعة أثناء رحلته بين 1648 ـ 1650م أنها خرابٌ تُستخدم حظائراً للغنم([66]).
ورمم علي الظاهر القلعة وأدخل عليها تحصينات عديدة. وقد بلغ طولها حوالي 320م وعرضها نحو 137م. وبنى علي الظاهر قلعة ثانية في الطرف الجنوبي الشرقي للمدينة([67]).
تعرضت بعض أجزاء القلعة للهدم بفعل زلازل سنة 1759م، فأعاد علي الظاهر ترميمها([68]). وأرسل محمد بك أبو الذهب بعد سيطرته على عكا سنة 1775م فرقة من جنوده هدمت جانباً من القلعة([69]).
وصف الرحالة بيركهارت قلعـة صفد سنـة 1812م بالقول: «وصلنا إلى صفـد... ويبـدو أن القلعـة قـد أدخلت عليهـا بعض الترميمات الشاملـة خلال القرن الأخير. وهي محاطة بسور حصين وخندق عريض. وتشرف على منظر واسع يمتد فوق الأراضي المتجهة إلى عكا... وهناك قلعة أصغر منها عند سفح التل حديثة البناء ولها أسوار شبه مهدومة»([70]). وأصيبت القلعة وأبراجها بأضرار كبيرة بسبب زلازل سنة 1837م([71]).
ب ـ السرايا:
شيد علي الظاهر قصراً فـي صفـد يعـرف بالسرايا القديمـة ويقـع جنوب القلعة([72]).
ج ـ البركة:
ونُسب إلى علي الظاهر بناء البركة المعروفة «ببركة علي الظاهر» قرب قرية الصابغة على الضفاف الشمالية لبحيرة طبرية، وكان يستحم فيها([73]). وتتكون البركة التي تحيط بعين الصابغة من ثمان زوايا. وهي مبنية من حجارة البازلت المتوافرة في المنطقة. ويبدو أنها كانت في الأساس بركة رومانية طول كل ضلع من أضلاعها حوالي ثمانية أمتار، وسمك جدارها حوالي متر وثلث. وأجرى علي الظاهر مياه البركة في مجرى يوزعها على الطواحين الخمس الواقعة بالقرب من المكان، ومع مرور الزمن خربت هذه الطواحين، فاستخدم أبناء القرى هذه المياه للري([74]).
وأشار القساطلي الى تشييد علي الظاهر برجاً من قرية ميرون الواقعة في الشمال الغربي من مدينة صفد([75]).
6 ـ الدامون:
تقع قرية الدامون جنوب شرق عكا بنحو اثني عشر كيلومتراً([76]). وقد شيد الزيادنة فيها الأبينة التالية:
أ ـ جامع عمر بن صالح الزيداني:
يعتبر هذا المسجد من أقدم المساجد التي بناها الزيادنة في الجليل، ونُقش فوق مدخله شعر يؤرخ لسنة 1135ﻫ (1722 ـ 1723م). وبنى المسجد علي ابن صالح ا لزيداني عم ظاهر أو عم أبيه الذي حكم الدامون تحت السلطة الأسمية لظاهر العمر منذ بداية القرن الثامن عشر حتى منتصف العشرينات ثم خلفه ابنه محمد العلي الذي قتله ظاهر في بداية الأربعين([77]).
ب ـ سرايا الدامون:
أقام علي بن صالح الزيداني سرايا جميلة قطن بها أثناء حكمه، وسكنها نسله من بعده([78]).
7 ـ صفورية:
تقع صفورية إلى الشمال الغربي من الناصرة بنحو 7كم. وحكمها أحمد بن ظاهر في فتـرة الستينات مـن القـرن الثامـن عشر. وشيـد بها قلعـة على قمة تل صفورية فوق أساسات إحدى القلاع الصليبية المهدومة([79]). ويبدو أنها بُنيت في أواخر الستينات إذ أن «ماريتي» الذي زار القرية في الفترة بين 1760 ـ 1767م لم يشر إلى القلعة بل ذكر أن خرائب صفورية وبقايا أسوارها تشير إلى ماضيها العظيم([80]). وشيدت القلعة على شكل مربع طول جدرانه حوالي 15 متراً. وتتكون القلعة من طابقين بلغ سمك جدران الطابق الأرضي حوالي أربعة أمتار. واستخدمالبناؤون حجارة من الخرائب الموجودة التـي تعـود إلى مدينـة قديمـة مـن عهد الرومان. ونُقش فوق البوابة الكائنة في جنوب القلعة زخارف بسيطة. وكانت كل أقواس البناء مسننة([81]).
8 ـ قلعة جدين:
تقع القلعـة فـي قريـة جدين الكائنـة إلـى الشمال الشرقي لعكا بنحو 18 كيلومتراً، وهي قلعة صليبية أخذت اسمها من قلعة جودين التي بناها الصليبيون في أواخر القرن الثاني عشر أو أوائل القرن الثالث عشر الميلادي وقد استولى عليها ظاهر في منتصف ثلاثينات القرن الثامن عشر([82]). ونسب القساطلي ترميمها إلى ابنه علي الظاهر، ولكن المرجح أنها رممت من قبل ظاهر نفسه بعد استيلائه عليها، وعين صالح بن أحمد حسين حاكماً للقلعة وقد حل عليه الرحالة «ماريتي» ضيفاً في سنوات الستينات. وبقي صالح بن أحمد حسين حاكماً حتى وفاته في تشرين الأول 1770م([83]). وذكر «ماريتي» أن القلعة بنيت على أنقاض الحصن القديم «دندين Dindin» الذي بني من قبل الفرسان التيتونيين. وهي تتمتع بموقع هام يشرف على تلال وسهول عكا الممتدة حتى البحر([84]). وتتكون القلعة من طابقين، أُستخدم السفلي منها مخازناً. ويحيط بالقلعة سور معزز بأبراج دائرية، وتصل القلعة قناة مرصوفة محفورة في الصخور([85]). وتضم أسوار القلعة مسجداً وحماماً([86]).
ونسب القساطلي إلى علي الظاهر بناء قصر لحريمه في قلعة جدين([87])، وهناك شك في هذه الروايـة كـون علـي الظاهر قد حكم مدينة صفد، ولم تذكر المصادر التاريخية وكتب الرحالة أي وجود لعلي الظاهر في قلعة جدين.
9 ـ عبلين:
تقوم قرية عبلين على هضبة إلى الشمال الشرقي من شفا عمرو وجنوب شـرق عكـا بنحـو 23 كيلومتراً. وحكمها يـوسف العمـر حتـى وفاتـه في سنة 1767م([88]). وشَيد فيها العديد من الأبنية هي:
أ ـ السور والقلعة:
أحاط الشيخ يوسف العمر قرية عبلين بسور، وبنى قلعة على قمة الهضبة التي تقع عليها القرية([89]).
ب ـ جامع عبلين:
شيد يوسف العمر جامعاً في قرية عبلين. وأُرخ بناؤه بأبيات شعرٍ نقشت على لوح رخام بقي حتى بداية القرن العشرين على جدار المسجد ثم فقد([90]). وهذه الأبيات الشعريةهي:
لله بيت جامع | نشـرت به موقى الشعائر |
أنشأه يوسف مخلصاً | والله اعلم بالسـرائر |
من آل زيدان الأولي | شحنت بصنعهم الدفاتر |
أرخ على التقوى تأسس | والكمال جمال ظاهر |
والتأريخ هكذا «على التقوى تأسس» أي شرع في بنائه سنة 1178ﻫ الموافقة سنتي 1764 ـ 1765م. و «الكمال جمال ظاهر» أي أُكمل بناؤه سنة 1180ﻫ الموافقة سنتي 1766 ـ 1767م([91]). وعندما توفي الشيخ يوسف دفن في هذا الجامع([92]).
10 ـ الناصرة:
أ ـ سرايا ظاهر العمر:
بنى ظاهر العمر في الناصرة سرايا مؤلفة من عدة بيوت على قطعة أرض تقوم عليها الآن بناية بلدية الناصرة، وتعود ملكيتها إلى أحفاد عباس بن ظاهر العمر([93]). وذكر الرحالة «ماريتي» أن ظاهراً كان يقيم سنوياً شهرين أو ثلاثة في الناصرة، وأنه استخدم هذه السرايا مكاناً لإقامته أثناء هذه الفترة([94]). وربما استخدمـت كـذلك سكنـاً لزوجتـه نفيسة الدمشقيـة التـي فضلـت السكـن في الناصرة([95]). ولم يوجد في الناصرة فـي عهـد ظاهـر العمـر أي مسجد للمسلمين فأذن ظاهر للمسلمين بالصلاة في أحد بيوت سرايته والتأذين على سطحه. واستمر ذلك حتى عهد سليمان باشا العادل حيث أنشأ كتخذاه علي باشا مسجداً فيها إلى جوار سرايا ظاهر العمر بين سنوات 1805 ـ 1808م عرف بالمسجد الأبيض([96]). وهناك أقوالٌ أن المسجد بني من قبل أمين الفاهوم على نفقة وقف آل الفاهوم في الناصرة وذلك سنة 1804م. ويبدو أن سبب عدم وجود مسجد طيلة الفترة السابقة يعود إلى غلبة الطابع المسيحي للمدينة ولاسيما وأنه أُنشئ هناك عدة كنائس في نفس الفترة وربما يعود ذلك إلى تعرض ظاهر إلى ضغوط من قبل حاشيته التي غلب عليها الطابع المسيحي. والجدير بالذكر أن «فولني» قد أشار إلى أن المسلمين شكلوا ثلث سكان الناصرة فيما شكل الروم الكاثوليك الثلثين([97]).
ب ـ قلعة الناصرة:
حكم عباس بن ظاهر العمر الناصرة في بداية السبيعنات من القرن الثامن عشر، وأقام فيها قلعة سكنها قائمقام الحكومة العثمانية في القرن التاسع عشر([98]).
11 ـ كفر كنا:
تقع قرية كفركنا في الشمال الشرقي لمدينة الناصرة، وتسيطر على الطريق بين طبرية والناصرة. و ينسب إلى عثمان الظاهر بناء قلعة فيها([99]).