فترة حكم ظاهر العمر الزيداني الأولى 1730-1705م
فترة حكم ظاهر العمر الزيداني الأولـى
(1705 ـ 1730م)
كتب الأستاذ الدكتور خالد محمد صافي حول هذا الموضوع في كتابه " ظاهر العمر الزيداني حاكم الجليل في القرن الثاني عشر ( 1689-1775 م) والذي صدر عن دار المقتبس في بيروت سنة 1439هـ-2018 م
فقال:
تميزت هذه الفترة كما ذكر بالحكم الاسمي الصوري لظاهر، إلا أن المصادر أيضاً تختلف حول المناطق التي كانت تحت حكمه خلالها. فيبدو من رواية عبود الصباغ السابقة أن حكمه شمل طبرية والدامون، بينما جعل الشهابي حكمه بعد أبيه يشمل صفد وديارها وعكا وديارها، مع أن سياق الأحداث يؤكد أن ظاهر العمر لم يحكم عكا قبل منتصف الأربعينات من القرن الثامن عشر([1]). وبالتالي فإن رواية الشهابي ومن تبعه مثل الشدياق ونوفل والدبس حول تولي ظاهر حكم عكا في الفترة الأولى من حكمه لا يعول عليها، ويدفعنا ذلك إلى الشك في حكم ظاهر بلاد صفد كلها في هذه الفترة. والمرجح أكثر هنا رواية عبود الصباغ، والاحتمال القائم هو أن الأمير منصور منح عمر الزيداني قسماً من بلاد صفد([2]). وربما جاء الالتباس لدى حيدر الشهابي من كون طبرية والدامون تشكلان قسماً من بلاد صفد، وبالتالي فإن الأقرب للحقيقة وتسلسل الحدث التاريخي أن حكم ظاهر في الفترة بين (1705 ـ 1730م) لم يزد على حكم طبرية، وعرابة البطوف، والدامون([3])، وأنه لم يحدث حتى بداية الثلاثين من القرن الثامن عشر أن قام بالبدء في فرض سلطته السياسية والعسكرية والتوسع خارج معقله في طبرية([4]). ويرى «كوهين» أن عائلة الزيداني بقيت بعد وفاة عمر تخدم باعتبار أفرادها شيوخاً في الجليل الأسفل والشيخ نافع في الجزء الشرقي من الجليل الأعلى والشيخ نجم وابن عمه الشيخ حسين في الجزء الغربي من الجليل الأعلى([5]).
وحسب رواية عبود الصباغ فان ابن عم ظاهر (محمد العلي) حكم في الدامون تحت اسم ظاهر منذ بداية حكمه، ولكن يبدو أن رواية عبود ينتابها الخطأ. والأقرب إلى الحقيقة أن عمه أو عم أبيه (علي) هو الذي كان يحكم الدامون، وأنه استمر بذلك حتى العقد الثالث من القرن الثامن عشر، بدليل بنائه مسجد الدامون سنة 1722([6])، وتجارته مع التاجر الألماني (قنصل انجلترا وهولندا) خلال العقدين الأول والثاني من القرن الثامن عشر([7]). وبالتالي فإن ابنه محمد يكون بذلك قد تولى التزام الدامون تحت اسم ظاهر في أواخر العشرينات من القرن الثامن عشر.
وتمتاز الفترة بين 1705 ـ 1730م بقلة المعلومات عن حكم ظاهر العمر وشيوخ الزيادنة، إذ إن عبود الصباغ لا يتناول هذه الفترة سوى بحادث واحد وهو معركة البعنة،([8]) والذي يبدوا أنه نفس الحادث الذي أشار إليه الشهابي في سنة 1721م([9])