رد فعل الأمة العربية على معاهدة الشريف حسين مع بريطانيا
رد فعل الأمة العربية على معاهدة الشريف حسين مع بريطانيا
كتبت الكاتبة الفلسطنية (أريج أحمد القططي حول هذا الموضوع في كتابها (فلسطين في مجلة المنار الصادرة في مصر (1898-1940) ) الصادر عن دار المقتبس في بيروت – سنة (1439هـ - 2018م)
فقالت:
احتفل الملك حسين بهذه المعاهدة احتفالًا رسميًّا في مكة المكرمة والحجاز وجعل يوم هذا الاحتفال عيدًا وطنيًّا، وقدم له أركان حكومته وكبار الدولة التهاني، واحتفل مثل هذا الاحتفال في شرق الأردن، ولُقِّب الملك حسين في هذه الاحتفالات بـ (ملك البلاد العربية ومؤسسها) و(بأمير المؤمنين) ومُدِحَ هو ونجله الأمير عبد الله بالخطب والقصائد([1]).
في أثناء هذا نشرت حكومة الانتداب في فلسطين خلاصة المعاهدة مترجمة باللغة العربية ففهم منها جميع الناس في كل مكان أنها أعظم نكبة على الأمة العربية والإسلام، واجتمع المؤتمر الفلسطيني العام للنظر فيها فقرر رفضها والاحتجاج عليها، وقامت قيامة الصحف المصرية وانبرت جميعها للرد والاحتجاج والتشنيع على ملك الحجاز([2]).
حين نتتبع كيف تعاملت مجلة المنار مع سياسة الشريف حسين نرى أنها قد مرت بمراحل، ففي بداية تعيين حسين أميرًا على مكة من قبل الحكومة العثمانية، كانت المنار تمتدح سياسته وتعامله مع باقي أمراء الجزيرة، فعلى سبيل المثال كتبتالمجلة في نوفمبر سنة 1910م مقالًا بعنوان «أمير مكة حسين وسعيه المشكور في نجد»، ووصفته بأنه «مشهور بالروية والحزم والإخلاص للدولة».
وبقيت المجلة على نفس رأيها حتى بعد إعلان استقلال حسين بالحجاز عن الدولة العثمانية، وانتقدت حينها العصبية التركية التي يمارسها الاتحاديون، وقيامهم بإعدام عدد من نبغاء العرب، ونرى ذلك مثلًا في مقال «آراء الخواص في المسألة العربية واستقلال الشريف حسين في الحجاز» الذي نُشر في أغسطس سنة 1916م.
ولكن المنار بدأت تنتقد حسين، فأعربت عن شعورها بالحزن لقيام الشريف حسين بقتال الوهابيـة، وذلك في مقال «الوحدة العربيـة ودعوة ملك الحجاز إلى قتال الوهابية» الذي نشر في أغسطس سنة 1919م.
وبدأت تزيد في انتقاده بعد إعلانه الحرب على تركيا، وتحالفه مع الإنجليز، ومساعدتهم على احتلال البلاد العربيـة، ونرى ذلك في عدة مقـالات بدايـة من سنة 1920م.