التواضع والعدل والأمانة عند الصحابة رضي الله عنهم
التواضع والعدل والأمانة عند الصحابة رضي الله عنهم
كتب الدكتور غازي محمود الشمري حول هذا الموضوع في كتابه ( الحب في السنة وأثره في حياة الأمة) والصادر عن دار المقتبس سنة (1439هـ - 2018م)
فقال:
أولًا ـ التواضع عند النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله تعالى عنهم:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾[المائدة: 54].
يُفهم من هذه الآية أنَّ الذين يحبهم الله تعالى ويحبونه، من صفتهم: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي: متواضعون لهم رحماءُ بهم رفقاء.
1 ـ تواضع النبي صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة:
قـال الله تعالـى مخاطبًـا رسولـه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[الشعراء: 215].
وقال تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾[الأحزاب: 21]
فقد أُمره سبحانه بالتواضع ولين الجانب للمؤمنين.
وكان صلى الله عليه وسلم على عُلُوِّ مقامه، ورفعة منزلته، عظيمَ التواضع، وكان يدعو إليه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ الله عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِله إِلاَّ رَفَعَهُ الله»([1]).
وهي دعوة من رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم للتواضع.
وأذكر فيما يأتي أمثلة بسيطة من تواضعه صلى الله عليه وسلم .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويتبع الجنائز، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار... ([2]).
وعـن أبـي أمامـة بـن سهل بن حنيف عن أبيـه رضي الله عنـه قـال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتـي ضعفـاء المسلميـن ويزورهم، ويعـود مرضاهم، ويشهـد جنائزهم([3]).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ»([4]).
مع أنه صلى الله عليه وسلم هو خير البريـة، فهـو سيد ولد آدم، وصاحب المقـام المحمود، لكنه قالها تواضعًا.
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: أُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برجل تَرْعَدُ فَرَائِصُهُ([5]) قال: فقال لـه: «هـوِّن عليك، فإنما أنا ابـن امـرأة مـن قريش، كانت تأكل القديد([6]) في هذه البطحاء»([7]).قال: ثم تـلا جريـر بـن عبـد الله البجلي: ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾[ق: 45]([8]).
وعَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ([9]).
وعَنِ الأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ ـ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ ـ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ([10]).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ([11]) لأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ»([12]).
وعندما دخل صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا، طأطأ رأسه، حتى مست لحيته ظهر الدابة التي كان عليها:
قال عَبْدُ الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ: إنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمّا انْتَهَى إلَى ذِي طُوًى؛ وَقَفَ عَلَى رَاحِلَتِهِ مُعْتَجِرًا([13]) بِشُقّةِ بُرْدٍ حِبَرَةٍ([14]) حَمْرَاءَ، وَإِنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لِيَضَعُ رَأْسَهُ؛ تَوَاضُعًا لِله حِينَ رَأَى مَا أَكْرَمَهُ الله بِهِ مِنَ الْفَتْحِ، حَتّى إنّ عُثْنُونَهُ([15]) لَيَكَادُ يَمَسّ وَاسِطَةَ الرّحْلِ([16]).
وعَنْ أَسَمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: فَلَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكّةَ وَدَخَلَ الْـمَسْجِدَ؛ أَتَى أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ يَقُودُهُ، فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «هَلّا تَرَكْتَ الشّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتّى أَكُونَ أَنَا آتِيَهُ فِيهِ!». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله، هُوَ أَحَقّ أَنْ يَمْشِيَ إلَيْك مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إلَيْهِ أَنْتَ. قَالَ: [قَالَتْ]: فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمّ مَسَحَ صَدْرَهُ، ثُمّ قَالَ لَهُ أَسْلِمْ: فَأَسْلَمَ([17]).
ومن تَوَاضُعِه صلى الله عليه وسلم وَشَفَقَتهِ عَلَى الْأَطْفَالِ؛ فقد صلى بأُمامةَ ابنةِ ابنتِه زينب، يحملها على عاتقه.
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَهْوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَلأَبِي الْعَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا([18]).
2 ـ تواضع الصحابة رضي الله تعالى عنهم:
أبدأ بالخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم:
أ ـ تواضع الخليفة أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه:
عن أبي صالح الغفاري، أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزًا كبيرةً عمياءَ، في بعض حواشي([19]) المدينة من الليل، فيستقي لها ويقوم بأمرها، فكان إذا جاء؛ وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت. فجاءها غيرَ مرةٍ كيلا يُسْبَقَ إليها. فرصده عمر، فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة. فقال عمر: أنت هو لعمري! ([20]).
وأبو بكر رضي الله عنه، كان رجلًا تاجرًا، فكان يغدو كلَّ يومٍ السوقَ، فيبيع ويبتاع، وكانت له قطعة غنم تروح عليه، وربما خرج هو نفسه فيها، وربما كفيها فرعيت له. وكان يحلب للحَيِّ أغنامَهم، فلما بويع له بالخلافة؛ قالت جاريةٌ من الحيّ: الآن لا تُحلب لنا منائحُ([21]) دارنا. فسمعها أبو بكر فقال: بلى لَعَمْري لأحلبنَّها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه. فكان يحلب لهم، فربما قال للجارية من الحي: يا جارية، أتحبين أن أَرْغي لك أو أُصَرِّح([22])؟ فربما قالت: أرْغِ. وربما قالت: صَرِّحْ. فأيُّ ذلك قالت فعل([23]).
ب ـ تواضع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
عـن عياض بـن خليفـة قال: رأيت عمـر عام الرمادة وهـو أسود اللون، ولقد كان أبيض، فنقول: ممَّ ذا؟ فيقول: كان رجلًا عربيًا، وكان يأكل السمن واللبن، فلما أمْحَـلَ الناس حرَّمَها حتى يحيـوا، فأكل بالـزيت، فغيَّر لـونـه، وجاع فأكثر([24]).
وعن عيسى بن معمر قال: نظر عمر بن الخطاب عام الرمادة إلى بطيخة في يد بعض ولده فقال: بخ بخ يا بن أمير المؤمنين، تأكل الفاكهة وأمةُ محمدٍ هزلى؟! فخرج الصبي هاربًا وبكى. فأُسْكِتَ عمر بعدما سأل عن ذلك، فقالوا: اشتراها بكف من نوى([25]).
وعن سنان بن سلمة، وكان أميرًا على البحرين قال: كنا أُغيلمةً بالمدينة في أصول النخل، نلتقط البلح الذي يسمونه الخلال، فخرج إلينا عمر بن الخطاب، فتفرق الغلمان وثَبَتُّ مكاني، فلما غشيني قلت: يا أمير المؤمنين، إنما هذا ما ألقت الريح. قال: أرني أنظر فإنه لا يخفى علي. فنظر في حجري فقال: صدقت. فقلت: يا أمير المؤمنين، ترى هؤلاء الآن، والله لئن انطلقت لأغاروا عليَّ فانتزعوا مامعي. قال: فمشى حتى بلغني مأمني([26]).
وعن طارق بن شهاب قال: خرجَ عمرُ بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة، وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقـه، وأخذ بزمـام ناقتـه فخاض بها المخاضة. فقال أبـو عبيدة: يا أمير المؤمنين، أنت تفعل هذا! تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة! ما يسرني أنَّ أهلَ البلدِ استشرفوك (نظروا إليك). فقال عمر: أوَّهْ، لو لم يقلْ ذا غيرُك أبا عُبيدة؛ جعلته نكالًا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم . إنَّا كنا أذل قوم فأعزَّنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العِزَّ بغير ما أعزَّنا اللهُ به أذلَّنا اللهُ([27]).
ت ـ تواضع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه:
كان عمرُ وعثمانَ إذا قَدِمَا من مكةَ ينزلان بالمُعَرَّس([28])، فإذا ركبوا ليدخلوا المدينة لم يبق منهم أحدٌ إلا أردف وراءه غلاما، فدخلا المدينة على ذلك. قال: وكان عمر وعثمان يردفان. فقلت له: أراد التواضع؟ قال: نعم، والتماسَ حملِ الراجل لئلا يكون كغيرهم من الملوك. ثم ذكر ما أحدث الناسُ من أن يمشوا غلمانهم خلفهم وهم ركبان، ويعيب ذلك عليهم به([29]).
وعن شرحبيل بن مسلم: أنَّ عثمانَ كان يُطعمُ الناسَ طعامَ الإمارة، ويدخل بيته فيأكل الخل والزيت([30]).
وعن الحسن قال: رأيت عثمان بن عفان يَقِيْلُ([31]) في المسجد وهو يومئذ خليفـة.قـال: ويقـوم وأثـر الحصى بجنبـه قال: فيقال: هـذا أميـر المؤمنين، هـذا أمير المؤمنين([32]).
ث ـ تواضع الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:
وتواضع سيدنا علي معلوم كباقي الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم، فقد كان يضطجع على الأرض، ويصيب جسده التراب([33]).
وعن صالح بياع الأكسيه، عن جدته قالت: رأيت عليًا إشترى تمرًا بدرهم، فحمله في ملحفته، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، ألا نحمله عنك؟ فقال: أبو العيال أحقُّ بحمله([34]).
وعن زاذان قال: كان علي يمشي في الأسواق وحده وهو خليفة، يرشد الضالَّ، ويعين الضعيف، ويمرُّ بالبياع والبقَّال فيفتح عليه القرآن ويقرأ: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ﴾[القصص: 83]. ثم يقول: نزلت هذه الآية فى أهل العدل والتواضع من الولاة، وأهل القدرة من سائر الناس([35]).
ج ـ تواضع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:
ولحذيفةَ بنِ اليمانِ قصةٌ مع عمرَ رضيَ اللهُ عنهما.
عن ابن سيرين قال: كان عمر بن الخطاب إذا بعث أميرًا كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانًا وأمرته بكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا. فلما بعث إلى المدائن كتب إليهم: إني قـد بعثت إليكم فلانًا فأطيعـوه. فقالـوا: هذا رجل له شأن. فركبوا ليتلقوه، فلقوه على بغل تحته إكاف، وهو معترض عليه رجلاه من جانب واحد، فلم يعرفوه، فأجازوه. فلقيهم الناس، فقالوا: أين الأمير؟ قالوا: هو الذي لقيتم. قال: فركضوا في أثره، فأدركوه وفي يده رغيف، وفي الأخرى عرق، وهو يأكل. فسلموا عليه. فنظر إلى عظيم منهم فناوله العرق والرغيف. قال: فلما غفل ألقاه. وقال: أعطاه خادمه. قال ابن سيرين: فقالوا: سلنا ما شئت؟ فقال: أسألكم طعاما آكله، وعلفًا لحماري هذا ما دمت فيكم. فأقام ما شاء الله. ثم كتب إليه عمـر: أن اقدم فقدم. فلما بلغ عمـرَ قدومُه؛ كمن له على الطريق في مكان لا يراه، فلما رآه على الحال التي خرج من عنده عليها أتاه فالتزمه وقال: أنت أخي وأنا أخوك([36]).
ح ـ تواضع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
عن أبي بكر بن حفص: أن عبد الله بن عمـر رضي الله عنهما، كان لا يأكل طعامًا إلَّا وعلى خوانه يتيمٌ([37]).
خ ـ تواضع أبي هريرة رضي الله عنه:
ولم تتغير نفوس الصحابة بعد أن فتحت عليهم الدنيا وأصبحوا أمراء.
فقد رؤي أبو هريرة وهو أمير المدينة وعلى ظهره حزمة حطب وهو يقول: طَرِّقُوا([38]) للأمير([39]).
ولو تقصينا تواضع الصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ لطال بنا البحث. وفيما ذُكر غُنية إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
ثانيًا ـ العدل عند النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله تعالى عنهم:
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾[النساء: 58].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ﴾[النحل: 90].
1 ـ عدل النبي صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة:
لقـد عـدل الصحابـة رضي الله عنهم مقتديـن بالنبـي صلى الله عليه وسلم، وأكتفي هنا بـذكرِ شاهدٍ لعدلِ كلٍ من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، فَفَزِعَ([40]) قَوْمُهَا إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يَسْتَشْفِعُونَهُ. قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسَامَةُ فِيهَا، تَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَتُكَلِّمُنِي فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله!». قَالَ أُسَامَةُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ الله. فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ قَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَـوْ أَنَّ فَاطِمَـةَ بِنْـتَ مُحَمَّـدٍ سَرَقَـتْ لَقَطَعْتُ يَـدَهَا». ثُـمَّ أَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِتِلْكَ الْـمَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُهَا. فَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا بَعْدَ ذَلِكَ وَتَزَوَّجَتْ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَتْ تَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ([41]).
وعَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُنَاسًا فِى الْقِسْمَةِ، فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِئَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ، فَآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِى الْقِسْمَةِ. قَالَ رَجُلٌ: وَاللهِ إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ. فَقُلْتُ: وَاللهِ لأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ ! رَحِمَ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ»([42]).
2 ـ عدل الصحابة رضي الله عنهم:
أ ـ عدل الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه:
عن عروة، عن أبيه قال: لمَّا ولي أبو بكرٍ؛ خَطَبَ الناسَ، فحمد اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد: أيها الناس، قد وليت أمركم ولست بخيركم، ولكن نزل القرآن، وسَنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم السُنَن، فَعَلَّمَنَا فَعَلِمْنَا. اعلموا أن أكْيَسَ الكيْسِ([43]) التقوى، وأن أحَمَقَ الُحمْقِ الفجور، وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وأن أضعفكم عندي القـوي حتى آخـذ منـه الحـق. أيهـا الناس، إنما أنا متَّبِع ولست بمبتدِع، فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوِّموني([44]).
قوله: «وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقـه، وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق»: هذا يعني أنـه سيشيع العدل بين الناس، ينتصف للمظلوم، ويأخذ على يد الظالم.
قوله: «وإن زغت فقوِّموني»: يعني أنه سيقيم العدل حتى على نفسه.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام يوم جمعة فقال: إذا كان بالغداة فاحضروا صدقات الإبل تقسم، ولا يدخل علينا أحد إلا بإذن. فقالت امرأة لزوجها: خذ هذا الخطام، لعلَّ اللهَ يرزقنا جملًا. فأتى الرجل فوجد أبـا بكـر وعمـر رضي الله عنهما قد دخلوا إلى الإبل، فدخل معهما. فالتفت أبـو بكـر رضي الله عنـه فقال: ما أدخلك علينا؟ ثم أخذ منـه الخطام فضربـه. فلما فرغ أبـو بكـر من قسم الإبل، دعا بالرجل فأعطاه الخطام وقال: استقد فقال له عمر: والله لا يستقيد، لا تجعلها سنة. قال أبو بكر: فمن لي من الله يوم القيامة؟ فقال عمر رضي الله عنه: أرضه. فأمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه غلامه أن يأتيه براحلته ورحلها، وقطيفة وخمسة دنانير، فأرضاه بها([45]).
وصنيع عمر ليس كراهيةً للعدل، بل حفظًا لهيبة الخليفة، كي لا يتجرَّأ الناس على سلطان الدين. والرجل خالف أمر الخليفة ودخل عليهم، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾[النساء: 59]. ودخول الناس في هذا الوقت قبل القسمة يربك القائمين على قَسْم الصدقات، وبالتالي يُخل بمصلحـة الناس. كما أنـه يمكن إرضاء الرجل، وهـذا ما كان، فقد أعطاه الصدِّيق راحلتَه ورحْلَهَا (جمل بما حمـل)، وقطيفـة([46])، وخمسة دنانير، وهو شيء كثير، يدل على عدل أبي بكر وورعه وكرمه رضي الله عنه.
ب ـ عدل أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه:
وعدل عمر رضي الله عنه قد استفاض عنه؛ عُرف به.
عن أنسٍ، أنَّ رجلًا من أهل مصرَ أتى عمرَ بنَ الخطَّاب فقال: يا أمير المؤمنين، عائذٌ بك من الظلم. قال: عُذْتَ مُعَاذًا. قال: سابقْتُ ابنَ عمرو بنَ العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم، ويقدم بابنه معه، فقدم. فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب. فجعل يضربه بالسوط، ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين! قال أنس: فضرب. فواللهِ لقد ضربه ونحن نحب ضَرْبَهُ، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع السوط على صَلَعَة عمرو. فقال: يا أمير المؤمنين، إنما ابنه الذي ضربني، وقد استقدت منه. فقال عمر لعمرو: مُذْ كم تعبَّدتم الناسَ وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟! قال: يا أمير المؤمنين، لم أعلم، ولم يأتني!([47]).
ثالثًا ـ الأمانة عند النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله تعالى عنهم:
1 ـ الأمانة عند النبي صلى الله عليه وسلم:
أمانة النبي صلى الله عليه وسلم معلومةٌ عند الناس قبل أن يُبعث نبيًّا، «حَتّى مَا اسْمُهُ فِي قَوْمِهِ إلّا الْأَمِينُ؛ لِمَا جَمَعَ اللهُ فِيهِ مِنْ الْأُمُورِ الصّالِحَةِ»([48]).
ثمَّ اصطفاه الله سبحانه وتعالى نبيًّا ورسولًا، وأمينًا على تبليغ دينه سبحانه للعالمين.
2 ـ الأمانة عند الصحابة رضي الله تعالى عنهم:
الصحابة رضي الله عنهم معدَّلون في كتاب الله تعالى، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم .
لما قُدِمَ بسيفِ كِسرى ومنطقتِه وزبرجدتِه على عمر رضي الله عنه فقال: إنَّ أقوامًا أَدَّوْا هذا لـذوو أمانـة! فقـال عليٌّ رضـي الله عنـه: إنَّكَ عَفَفْـتَ؛ فَعَفَّتْ الرَّعيِّةُ!([49]).
وإنَّ حَمْلَهُـم أمانـةَ الدين وتبليغهـا إلى الناس، هـو أكبرُ من الأمانـة على الذهب والفضة، ولو لم يكونوا أُمَنَاءَ لما اختارَهم الله تعالى عَوْنًا لرسوله صلى الله عليه وسلم في تبليغ الدين!
[1])) صحيح مسلـم: كتاب البـر والصلـة والأدب، بـاب اسْتِحْبَابِ الْعَفْـوِ وَالتَّوَاضُعِ، ص(1131 ـ 1132)، ح6592.
[2])) الحاكم، المستدرك على الصحيحين: تفسير سورة ق، (ج2/ ص3734). هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
[3])) المرجع نفسه، (ج2/ ص3735). هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
[4])) صحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب مِنْ فَضَائِلِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ صلى الله عليه وسلم، ص(1040 ـ 1041)، ح6138.
[5])) الفَريص والفرائص: جمع فَريصة، وهي لَحْمة عند نُغْضِ الكَتِف في وَسَط الجَنْبِ، عند مَنْبِض القَلْب، تُرْعَد وتثور عند الفَزْعة والغضب. [الفائق: (فرص)، (ج3/ ص98)].
[6])) القَدِيد: اللَّحْم المَمْلُوح المُجَفَّف في الشمس فَعِيل بمعنى مفعول [النهاية في غريب الحديث والأثر: (قدد). (ج4/ ص40)].
[7])) البَطْحاءَ: الحصى الصِّغار. وبَطْحاءُ الوادي وأَبْطُحُه حَصاه اللين في بطن المَسِيل، وأَبْطَح مكة مسيل واديها [لسان العرب: (بطح)، (ج2/ ص412)].
[8])) الحاكم، المستدرك على الصحيحين: تفسير سورة ق، (ج2/ ص3733). هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
[9])) متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب الاستئذان، باب التَّسْلِيمِ عَلَى الصِّبْيَانِ، ص1087، ح6247. واللفظ له. ومسلم كتاب السلام، باب اسْتِحْبَابِ السَّلاَمِ عَلَى الصِّبْيَانِ، ص964، ح5665.
[10])) الكُرَاعُ بالضم في البقر والغنم كالوظيف في الفرس والبعير، وهو مستدق الساق يذكر ويؤنث والجمع أكْرُعٌ ثم أكارِعُ. وفي المثل: أُعطيَ العبدُ كُرَاعًا فطلب ذراعًا. [مختار الصحاح: (ك ر ع)، (ج1/ ص586)].
[11])) صحيح البخاري: كتاب الأذان، باب مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَهْلِهِ فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَخَرَجَ، ص110، ح676.
[12])) المرجع السابق نفسه: كتاب الهبة، باب الْقَلِيلِ مِنَ الْهِبَةِ، ص415، ح2568.
[13])) الاعْتِجارُ: لفُّ العِمامة على الرأس. [مختار الصحاح: (عجر)، ص312].
[14])) الحبير مِن البُرُود: ما كان مَوْشِيًّا مُخَطّطًا. يقال بُرْدُ حَبِير وبُرْدُ حِبَرَة بوزن عِنَبة: على الوصف والإضافة وهو بُرْد يمَانٍ والجمع حِبَرٌ وحِبَرات. [النهاية في غريب الحديث والأثر: (حبر)، (ج1/ ص871)].
[15])) العُثْنُونُ: اللحية. [لسان العرب: (عثن)، (ج13/ ص276)].
[16])) ابن هشام، السيرة النبوية: [وُصُولُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلَى ذِي طُوَى]، ص931.
[17])) المرجع نفسه: [إسْلَامُ أَبِي قُحَافَةَ]، ص(931 ـ 932).
[18])) متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب الصلاة، باب إِذَا حَمَلَ جَارِيَةً صَغِيرَةً عَلَى عُنُقِهِ فِي الصَّلاَةِ، ص88، ح516، واللفظ له. وصحيح مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جَوَازِ حَمْلِ الصِّبْيَانِ فِي الصَّلاَةِ.. ص221، ح1212.
[19])) حاشية كل شيء جانبه وطَرَفُه. [النهاية في غريب الأثر: (حشا)، (ج1/ ص974)].
[20])) ابن عساكر، تاريخ دمشق: عبد الله ويقال: عتيق بن عثمان بن قحافة . أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، (ج30/ ص322).
[21])) مَنَائِح: جمع منيحة ومِنْحَة، ومِنْحَة اللَّبَنِ: أن يُعِيرَ أَخاه ناقَتَه أو شَاتَه فيحتلبَها مُدّةً ثم يردَّها. [الفائق: (منح)، (ج3/ ص389)].
[22])) أُصرِّح: أُلْبِد. وكان أبو بكرٍ يَحْلِب فيقولُ: أُلْبِدُ أم أُرْغِي؟ فإِن قالوا أَلْبِدْ أَلْصَقَ العُلْبَةَ بالضَّـرْع فَحَلَبَ ولا يكونُ لذلك الحَلْبِ رَغْوَةً، وإِن أَبَانَ العُلْبَةَ رَغَى الشَّخْبُ بِشِدَّةِ وُقُوعِـهِ في العُلْبَـةِ. [غريب الحديث لابن الجوزي: كتاب اللام، بـاب اللام مـع الباء، (ج2/ ص311)].
[23])) ابن سعد، الطبقات الكبرى: ذكر بيعة أبي بكر، (ج3/ ص186). عن عائشة وابن عمر وابن المسيب.
[24])) المرجع نفسه، والموضع نفسه.
[25])) المرجع السابق نفسه، (ج3/ ص315).
[26])) المرجع نفسه: سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي روى عن عمر، (ج7 / ص123).
[27])) أخرجه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين: كتاب الإيمان، (ج1/ ص130)، ح207 وقال: صحيح على شرط الشيخين لاحتجاجهما جميعا بأيوب بن عائذ الطائي وسائر رواته ولم يخرجاه، وله شاهد من حديث الأعمش عن قيس بن مسلم. ووافقه الذهبي.
[28])) (الُمعَرَّس): هو بضم الميم وفتح العين المهملة والراء المشددة، وهو موضع معروف بقرب المدينة على ستة أميال منها. [النووي، شرح صحيح مسلم: كتاب الحج، باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا، (ج9/ ص4)].
[29])) البيهقي، شعب الإيمان: فصل في التواضع، وترك الزهو، والصلف، والخيلاء، والفخر، والمدح، (ج17/ ص239)، ح7974. عن مالك، عن عمه، عن أبيه.
[30])) أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء: عثمان بن عفان، (ج1/ ص60).
[31])) القائِلةُ: الظهيرة. يقال: أتانا عند القائلة. وقد يكون بمعنى القيْلولة أيضًا وهي النوم في الظهيرة. تقول: قال من باب باع، وقَيْلُولَةً أيضًا ومَقيلا فهو قائِلٌ. [مختار الصحاح: (ق ي ل)، ص412].
[32])) أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء: عثمان بن عفان، (ج1/ ص60).
[33])) انظر: صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ص1062، ح6229.
[34])) البداية والنهاية لابن كثير، في ذكر شيء من سيرتـه الفاضلـة ومـواعظه (سيدنا علي).. (ج 8 / ص 6).
[35])) المرجع نفسه والموضع نفسه.
[36])) ابن الجوزي، صفة الصفوة: ذكر ولاية حذيفة، (ج1/ ص612)، وذكره أبو نعيم في الحلية باختصار: حذيفة بن اليمان، (ج1/ ص277).
[37])) البخاري، الأدب المفرد: كتاب اليتيم، باب فضل من يعول يتيمًا بين أبويه، ص61.
[38])) أي أوسِعوا الطريق لكي يستطيع المرور وعلى ظهره الحزمة.
[39])) الإمام القشيري، الرسالـة القشيريـة: بـاب الخشوع والتواضع، ص293، عن أبي نصر السراج الطوسي.
[40])) الفزَعُ: الذُّعْر. [مختار الصحاح: (ف ز ع)، ص373].
[41])) متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب.، ص728، ح4304 واللفظ له. وصحيح مسلم: كتاب الحدود، باب قَطْعِ السَّارِقِ الشَّرِيفِ وَغَيْرِهِ وَالنَّهْىِ عَنِ الشَّفَاعَةِ فِي الْحُدُودِ، ص748، ح4410.
[42])) متفق عليـه: صحيح البخاري: كتاب الحهاد، باب مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي الْـمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ وَغَيْرَهُـمْ مِـنَ الْخُمُسِ وَنَحْـوِهِ، ص524، ح3150. وصحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب إِعْطَاءِ الْـمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ عَلَى الإِسْلاَمِ وَتَصَبُّرِ مَنْ قَوِيَ إِيمَانُهُ، ص429، ح2447.
[43])) يقال: كان كَيْسَ الفعل أي حَسَنَه، والكَيْسُ في الأُمـور يجـري مَجْرى الرِّفـق. [لسان العرب: (كيس)، (ج6/ ص200)].
[44])) ابن سعد، الطبقات الكبرى: ذكر بيعة أبي بكر، (ج3/ ص182 ـ 183).
[45])) السنن الكبرى للبيهقي: كتاب النفقات، (ج8/ ص49)، ح15804.
[46])) والقَطيفة دِثار مُخْمل، وقيل: كساء له خَمْل، والجمع القَطائفُ وقُطُف. [ابن منظور، لسان العرب: (قطف)، (ج9/ ص285)].
[47])) المتقي الهندي، كنـز العمال في سنن الأقوال والأفعال: بـاب فضائل الصحابة، فضائل الفاروق رضي الله عنه، عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ح36010، (ج12/ ص660 ـ 661)، وعزاه لابن عبد الحكم.
[48])) السيرة النبوية لابن هشام: [ رُجُوعُ أَبِي طَالِب ٍ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ( من الشام) وَمَا كَانَ مِنْ زُرَيْر وَصَاحِبِيهِ ] ص 174.
[49])) ابن عساكر، تاريخ دمشق: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، ترجمة رقم: 5206، (ج 44 / ص 343). عن مخلد بن قيس العجلي عن أبيه.