الحب السامي
الحب السامي تعريفه، تأثيره، عجائبه، منزلته، شفاعته
كتب الدكتور غازي محمود الشمري حول هذا الموضوع في كتابه ( الحب في السنة وأثره في حياة الأمة) والصادر عن دار المقتبس سنة (1439هـ - 2018م)
فقال:
أولًا ـ تعريفُ الحبِّ السامي:
لمَّا كان الحبُّ يسمو بسموِّ متعلقه، كان الحبُّ السامي هو حبُّ العبد لله تعالى، لأنه يتعلق بفاطر السماوات والأرض، الذي﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[الشورى: 11].
وكلُّ حبٍّ اتصل بحب الله تعالى، كحب الرسول صلى الله عليه وسلم والآل والأصحاب ومن تبعهم بإحسان، وكل ما يحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم هو حب سامٍ؛ لأنه يخرج من مشكاة واحدة، هي الحبُّ الأصلُ حبُّ الله تعالى.
ثانيًا ـ تأثير الحب السامي:
إنَّ هـذا الحـب، هـو مـن أجلّ النعـم التـي أودعهـا اللهُ سبحانـه قلـوبَ عباده.
فمن تأثيره: إنه إذا سرى إلى القلوب القاسية ألانها، وإلى النفوس الجامحة عقلها، وإلى العقول الشاردة ردَّها.
«إذا سرى هذا الحبُّ في الجبـال الراسيـات ترنَّحـتْ، ورقصـتْ، ومالتْ، واضطربتْ»([1]).
«إنَّ الحبَّ ليُحَوِّلُ بإذنِ اللهِ تعالى المرَّ حلوًا، والتراب تِبْرًا، والكَدَرَ صفاءً، والألمَ شفاءً، والسجنَ روضةً، والسَقَمَ نعمةً، والقهْرَ رحمةً، وهو الذي يُلينُ الحديدَ، ويُذيبُ الحجرَ، ويبعثُ الميِّتَ وينفخُ فيه الحياةَ، ويُسَوِّدُ العبدَ»([2]).
«إن هذا الحبَّ هو الجناحُ الذي يطيرُ به الإنسانُ الماديُّ الثقيلُ في الأجواء، ويصلُ به إلى فاطرِ الأرضِ والسماءِ، ومن الثرى إلى الثُريَّا، ومن العالمِ الكثيفِ إلى العالمِ اللطيفِ»([3]).
ثالثًا ـ عجائب الحب السامي:
إنَّ الحبَّ الساميَ يسمو بصاحبهِ فوقَ الجراحاتِ والآلامِ؛ فلا يُحِسُّ بها؛ لأنَّ لذةَ هذا الحبِّ تغلبُ كلَّ الآلام !
وهـذه قصـةُ الصحابي عَبّادِ بْنِ بِشْرٍ رضي اللهُ عنـه، الذي أُصيبَ بالسِّهامِ وهو يصلي، فلم يتركْ صلاتَه!
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وحدثني عَمّي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله الْأَنْصَارِيّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرّقَـاعِ مِـنْ نَخْـلٍ، فَأَصَابَ رَجُـلٌ امْـرَأَةَ رَجُـلٍ مِـنْ الْـمُشْرِكِينَ، فَلَمّا انْصَـرَفَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم قَافِلًا، أَتَى زَوْجُهَا وَكَانَ غَائِبًا، فَلَمّا أُخْبِرَ الْخَبَرَ؛ حَلَفَ لَا يَنْتَهِي حَتّى يُهْرِيقَ فِي أَصْحَابِ مُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم دَمًا! فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا، فَقَالَ: مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا (يحرسنا) لَيْلَتَنَا [هَذِهِ]؟ قَالَ: فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنْ الْـمُهَاجِرِينَ، وَرَجُلٌ آخَرُ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَا: نَحْنُ يَارَسُولَ الله، قَالَ: فَكُونَا بِفَمِ الشِّعْبِ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ قَدْ نَزَلُوا إلَى شِعْبٍ مِنْ الْوَادِي، وَهُمَا عَمّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَعَبّادُ بْنُ بِشْرٍ فِيمَا قَالَ ابْنُ هِشَامٍ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمّا خَرَجَ الرّجُلَانِ إلَى فَمِ الشِّعْبِ؛ قَالَ الْأَنْصَارِيّ لِلْمُهَاجِرِيّ: أَيُّ اللّيْلِ تُحِبّ أَنْ أَكْفِيكَهُ، أَوّلَهُ أَمْ آخِرَهُ؟ قَالَ: بَـلْ اكْفِنِـي أَوّلَهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعَ الْـمُهَاجِرِيّ فَنَامَ، وَقَامَ الْأَنْصَارِيّ يُصَلّي؛ قَالَ: وَأَتَى الرّجُلُ، فَلَمّا رَأَى شَخْصَ الرّجُلِ؛ عَرَفَ أَنّهُ رَبِيئَةُ الْقَوْمِ (حارس القوم). قَالَ: فَرَمَى بِسَهْمِ فَوَضَعَهُ فِيهِ. قَالَ: فَنَزَعَهُ وَوَضَعَهُ فَثَبَتَ قَائِمًا. قَالَ: ثُمّ رَمَاهُ بِسَهْمِ آخَرَ فَوَضَعَهُ فِيهِ. قَـالَ: فَنَـزَعَـهُ فَوَضَعَـهُ وَثَبَـتَ قَائِمًا؛ ثُمّ عَادَ لَهُ بِالثّالِثِ فَوَضَعَهُ فِيهِ. قَالَ: فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، ثُمّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمّ أَهَبّ صَاحِبَـهُ، فَقَـالَ: اجْلِسْ فَقَـدْ أَثْبَتّ، قَـالَ: فَوَثَبَ، فلما رَآهُمَـا الرّجُلُ عَرَفَ أَنْ قَـدْ نَـذِرَا بـِهِ (عَلِمَا بـه) فَهَرَبَ. قَالَ: وَلَمّا رَأَى الْـمُهَاجِرِيُّ (عَمّـارُ بْـنُ يَاسِرٍ) مَا بِالْأَنْصَارِيّ (عَبّادِ بْنِ بِشْرٍ)مِنْ الدّمَاءِ؛ قَالَ: سُبْحَانَ الله! أَفَلَا أَهْبَبْتَنِي (أفلا أيقظتني) أَوّ لَمَا رَمَاك؟ ! قَالَ: كُنْت فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا (وَهِيَ سُورَةُ الْكَهْفِ)، فَلَمْ أُحِبّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتّى أُنْفِدَهَا، فَلَمّا تَابَعَ عَلَيَّ الرّمْيَ رَكَعْتُ فَأَذِنْتُك (أعْلَمْتُك)، وَأَيْمُ اللهِ! لَوْلَا أَنْ أُضَيّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِصلى الله عليه وسلم بِحِفْظِهِ؛ لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِدَها!([4]).
فلولا أن أثخَنتْهُ الجراحُ، وغَلَبَ عَلَيْهِ الدّمُ، وخشي على المسلمين؛ لما انصرف من صلاته قبل أن يُتِمَّها ولو خرجتْ روحُه!
وعبادٌ رضي الله عنه، شهد بدرًا، وقُتِل يوم اليمامة، كان أحدَ المتهجِّدين، وهو الذي أضاءت له العصا في الليل فمشى في ضوئها([5]).
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنـه، أَنَّ رَجُلَيْـنِ خَرَجَـا مِنْ عِنْـدِ النَّبِـيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَـةٍ مُظْلِمَةٍ، وَإِذَا نُورٌ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا حَتَّى تَفَرَّقَا، فَتَفَرَّقَ النُّورُ مَعَهُمَا. وَقَالَ مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَرَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ حَمَّادٌ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ: كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ([6]).
وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بالليل؛ فدعا له.
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالـت: تَهَجَّـدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، فَسَمِعَ صَوْتَ عَبَّادٍ يُصَلِّي فِي الْـمَسْجِدِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَصَوْتُ عَبَّادٍ هَذَا؟». قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ:«اللَّهُمَّ ارْحَمْ عَبَّادًا»([7]).
رابعًا ـ منزلة الحب السامي:
لاشك أن منزلـة هذا الحب هي أرقـى المنـازل، ومقامـه أعلـى المقامات، ودرجته أعلى الدرجات، وكأنما جعل اللهُ سبحانه هذا الحبَّ مقياسًا بينه وبين عباده، يتفاضلون به في درجات القرب منه جل جلاله.
قال الإمام الغزالي: أما بعد، فإنَّ المحبةَ لله هي الغايةُ القصوى من المقامات، والذروةُ العليا من الدرجات، فما بعد إدراك المحبة مقام إلا وهو ثمرة من ثمارها، وتابع من توابعها، كالشوق والأنس والرضا وأخواتها، ولا قبل المحبة مقامإلا وهو مقدمة من مقدماتها، كالتوبة والصبر، والزهد، وغيرها وسائر المقامات([8]).
ولمَّا بلغ نبيُّنا وسيدُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم في حبه لله تعالى الغايةَ القصوى، والذروة العليا؛ حاز على درجة الخُلَّة والمحبوبية، فصار حبيبَ الله تعالى وخليلَه، وسيِّدَ ولدِ آدمَ، وصاحبَ المقام المحمود، والحوضِ المورود.
كذلك لمَّا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أحبَّ الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه؛ كان أبو بكـر أحـبَّ الناس إلـى النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الرجـال، وكان أعلـى الناس منزلـة بعـد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غَيْـرَ رَبِّي لاَتَّخَذْتُ أَبَـا بَكْـرٍ، وَلَكِنْ أُخُـوَّةُ الإِسْلاَمِ وَمَوَدَّتُـهُ، لاَ يَبْقَيَنَّ فِي الْـمَسْجِدِ بَابٌ إِلاَّ سُدَّ، إِلاَّ بَابَ أَبِي بَكْرٍ»([9]).
هذا الحب السامي، يـوصل العبد إلى درجات لم يكن ليبلغها بعملـه، وإنما بهذه العاطفة الصادقة التي تملك عليه قلبه ولُبّه، وتهيمن على كيانه.
عن عبد اللهِ بن مسعود رضي اللهُ عنه قال: جاء رجل إِلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، كيف تقـول في رجـلٍ أحبَّ قـومًا ولم يَلْحَقْ بهـم؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «المرءُ مع من أحبَّ»)[10](.
إنها تحمـل أثقال السائريـن إلـى بلاد لم يكونـوا إلا بِشِقِّ الأنفس بالغيها، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا أبدًا واصليها، وتُبَوِّئهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها ([11]).
للهِ درُّ ها نِعْمَ المطيَّةٌ! إنها تلغي المسافاتِ بين المُحِبِّ والمحبوبِ)[12](.
اللهمَّ أدخلنا بابك، واجعلنا من جملة أحبابك.
خامسًا ـ شفاعة الحب السامي:
إنَّ لحبِّ اللهِ تعالى وحبّ ِرسولهِ صلى الله عليه وسلم شفاعةً كبرى، نرى ذلك جليًا في هذين الحديثين:
الحديث الأول:
عَنْ عُمَـرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنـه، أَنَّ رَجُلًا عَلَـى عَهْـدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهمَّ الْعَنْـهُ، مَا أَكْثَـرَ مَا يُؤْتَـى بِـهِ. فَقَـالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَلْعَنُوهُ، فَـوَاللهِ مَا عَلِمْتُ: أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ»([13]).
أي أنَّ الذي يعْلَمُهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم من حال هذا الرجل: هو حبه لله ولرسوله.
ومع أنه ارتكبَ كبيرةً وهي شرب الخمر، أوجبتْ عليه حدًّا وهوالجَلْد، فإنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن لعنه، فقد شفع له حبُّه للهِ تعالى وحبُّه لرسولهِ صلى الله عليه وسلم .
لقد صدق عليه قول أبي عثمان الحيري: صادقٌ في حُبِّهِ مقصِّرٌ في حقِّه)[14]).
الحديث الثاني:
وهو حَدِيثُ تَوْبَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَصَاحِبَيْهِ، مُرَارَةِ بْنِ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيِّ، وَهِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيِّ، حِينَ تَخَلَّفَوا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، حيث نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْـمُسْلِمِينَ عَـنْ كَلاَمِهم حتى يقضيَ الله فيهم، قَالَ كَعْبٌ في حديثـه الطويل: «حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيَّ ذَلِكَ مِنْ جَفْوَةِ النَّاسِ، مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ، وَهْوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَنْشُدُكَ بِاللهِ! هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ فَسَكَتَ. فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ. فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَفَاضَتْ عَيْنَايَ، وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ..»([15]).
لقد علم هذا الصحابي ما للحب من شفاعة، فجعل ينشد ابنَ عمِّهِ، يُشهِدُه على حبّه لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، يرتجي بما للحب من شفاعة، ولو علم شفيعًا غيره لنشده به.
وما ظننت أن هذا الحبَّ يشفع لصاحبه في الدنيا،
([1]) محمد الحجار، الحب الخالد، ص(17 ـ 18). وسنرى ذلك في جبل أحُدٍ، وِحِراءِ، وثَبِيرٍ، في مبحث: حب العوالم الأخرى للنبي صلى الله عليه وسلم .
[2])) أبو الحسن الندوي، ربَّانية لا رهبانية، ص51.
[4])) سيرة ابن هشام، [ ابْنُ يَاسِرٍ وَابْنُ بِشْرٍ وَقِيَامُهُمَا عَلَى حِرَاسَةِ جَيْشِ الرّسُولِ وَمَا أُصِيبَا بِهِ]، ص (771 ـ 772). والمغازي للواقدي، غزوة ذات الرقاع، ص (396 ـ 397).
([5]) معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني: عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأوسي، (ج 13 / ص 470).
([6]) صحيح البخاري: كتاب مناقب الأنصار، باب مَنْقَبَة اُسَيْد بن حُضَيْرٍ وعبَّادِ بن بِشْرٍ رضي الله عنهما، ص 638، ح 3805.
[8])) إحياء علوم الدين: كتاب المحبة والشوق والأنس والرضا، بيان حقيقة المحبة وأسبابها، (ج5/ ص 3).
[9])) متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب الصلاة، باب الْخَوْخَةِ وَالْـمَمَرِّ فِى الْـمَسْجِدِ، ص613، ح3654، واللفظ له. صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب مِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، ص1050، ح6173، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه.
[10])) متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب الأدب، باب علامة الحب في الله لقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ﴾[آل عمران: 31]، ص1075، ح6169. واللفظ له. ومسلم، الصحيح: كتاب البِرِّ والصلة، باب المرء مع من أحب، ص1150، ح6718.
[11])) ابن قيَّم الجوزيَّة، محبة الله عز وجل، ص101.
[12])) دار حديثٌ مرةً عن المحبة، أمام أستاذنا الدكتور نور الدين عتر حفظه الله تعالى، ونحن على مقعد الدرس في مرحلة الماجستير ـ وكان الشيخ يُعنى بالمحبة كثيرًا، بل هو من أهلها، وكنَّا نلحظ الدموع في عينيه كلما ذكرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، أو ذكرَ شيخَه الشيخَ عبدَاللهَ سراجَ الدين رحمه الله تعالى ـ فسألني فقلت: يا سيدي: إنَّ المحبة تطوي المسافات وتقرِّبها بين المحِب والمحبوب، فقـال: «بل تلغيها! تلغي المسافات !». ومرةً قـال لي: قال شيخنـا عبد الله سراج رحمه الله تعالى: «المحبةُ بابٌ واسعٌ، دَخَلْتُ فيه ولا أُريدُ أن أخرجَ منه»!
[13])) صحيح البخاري: كتاب الحدود، باب مَا يُكْرَهُ مِنْ لَعْنِ شَارِبِ الْخَمْرِ وَإِنَّهُ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنَ الْمِلَّةِ، ص1169، ح6780.
[14])) البيهقي، شعب الإيمان، العاشر من شعب الإيمان: معاني المحبة، (ج1/ ص387)، ح496.
[15])) متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب حَدِيث كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ص(749 ـ 752)، ح4418. واللفظ له. وصحيح مسلم: كتاب التوبة، باب حَدِيثِ تَوْبَةِ كَعْبِ ابْنِ مَالِكٍ وَصَاحِبَيْهِ، ص(1200 ـ 1204)، ح7016.