الحب تعريفه، أنواعه، موجباته، المستحق الحقيقي له، حقيقته، معيار صدقه، الدين رسالة حب
الحُبّ تعريفه، أنواعه، موجباته، المستحق الحقيقيّ له، حقيقته، معيار صدقه، الدين رسالة حب
كتب الدكتور غازي محمود الشمري حول هذا الموضوع في كتابه ( الحب في السنة وأثره في حياة الأمة) والصادر عن دار المقتبس سنة (1439هـ - 2018م)
فقال:
أولًا ـ تعريف الحبّ:
الحُبُّ في اللغـة: نَقِيضُ البُغْضِ، والحُبُّ الودادُ والمَحَبَّـةُ، مأخوذ من مادة: (حبب) التي تدل على اللزوم والثَّبات، واشتقاقه من أحَبَّه إذا لزمه.
وأَحَبَّهُ فهـو مُحِبٌّ وهو مَحبُوبٌ، وحَبَبْتُ هو أَحْبَبْتُه بمعنى، وأَحَبَّـه اللهُ فهو مَحْبُوبٌ.
والمَحَبَّةُ اسم للحُبِّ. والحِبابُ ـ بالكسر ـ المُحَابَّةُ والمُوادَّةُ، ويقـال: حُبَّ الشيءُ فهـو مَحْبُوبٌ وتَحَبَّبَ إليـه تَوَدَّدَ. وامرأةٌ مُحِبّـةٌ لزوجِها ومُحِبٌّ أيضًا. وتَحَابُّوا أحَبّ كُلُّ واحد منهم صاحبَه. والحِبُّ الحَبِيبُ مثل: خِدْنٍ وخَدِينٍ. قال ابن بري رحمه الله: الحَبِيبُ يجيءُ تارة بمعنى المُحِبِّ، كقول المُخَبَّلِ:
أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِراقِ حَبِيبَها | وما كانَ نَفْسًا بالفِراقِ تَطِيبُ |
أَي مُحِبَّها. ويجيءُ تارة بمعنى المحْبُوب، كقول ابن الدُّمَيْنةِ:
وإنّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِن جانِبِ الحِمَى | إِلَيَّ وإِنْ لم آتهِ لحَـبِيـبُ |
أَي لمَحْبُوبٌ. والحِبُّ: المَحْبُوبُ، والأُنْثَى حِبَّةٌ. وجَمْعُ الحِبِّ: أَحْبَابٌ، وحِبَّانٌ، وحُبُوبٌ، وحِبَبَةٌ([1]).
وكان أُسَامَـةُ بْنُ زيدِ بنِ حارِثـةَ يُـدْعَى حِبَّ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم([2])، أَي: مَحْبُـوبَهُ وكان صلى الله عليه وسلم يُحِبُّه.
والحِبَّـةُ والحِبُّ بمنزلـة الحَبِيبَـةِ والحَبِيـبِ وفـي حديـث فاطمـةَ رضي الله عنها، قالَ لَهَا عليٌّ رضي اللهُ عنه: «إنَّهَا حِبَّةُ أَبِيكِ وَرَ بِّ الْكَعْبَةِ»([3]). يقصد عائشة رضي الله عنها.
وحُبَّتُكَ )بالضَّمِ): ماأَحْبَبْتَ أَنْ تُعْطَاهُ أَو يكونَ لَكَ. واخْتَرْ حُبَّتَكَ ومَحَبَّتَكَ: أَي الذي تُحِبُّه. ويقال: تَحابُّوا، أَحبَّ بعْضُهُمْ بعْضًا، وهما يَتَحابَّانِ. وفي الحديث: «تَهادَوْا تَحابُّوا»([4])، أَي: يُحِبّ بعْضُكُمْ بعْضًا. والتَّحبُّبُ إظْهارُ الحُبِّ. وَحَبَّانُ وحُبَّانُ وحِبَّانُ بالتثليث، وحُبيِّبٌ مُصغَّرًا: أسماءمن الحُبّ.
والمُحَبَّةُ والمَحْبُوبَةُ والمُحَبَّبَةُ والحَبِيبَةُ جميعًا من أسماءِ مَدِينَة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وإنَّمَا سُمِّيَتْ بذلك لحُبِّ النبّيِ صلى الله عليه وسلم وأَصحابه إياها.
وحُبَّب فلانٍ أي: ما أحَبَّه. وحَبُبْتُ إليه ـ كَكَرُمَ ـ: صِرْتُ حَبِيبًا له. وحَبَّذَا الأَمْرُ أي: هو حَبِيبٌ. وحَبَّ إليَّ هذا الشيءُ حُبًّا وحَبَّبَهُ إليَّ: جَعَلَنِي أُحِبُّهُ. وحَبَابُككذا أي: غايةُ مَحَبَّتِكَ، أومَبْلَغُ جُهْدِكَ([5]).
وهناك معانٍ جميلة أيضًا في أصل الحب والمحبة واشتقاقهما:
قيـل: المحبـة أصلها الصفاء؛ لأن العـرب تقـول لصفاء بيـاض الأسنان ونضارتها: حَبَب الأسنان([6])، فالحب اسم لصفاء المودة([7]).
وقيل: مأخوذة من الحَبَاب، وهوما يعلو الماء عند المطر الشديد، فعلى هذا، المحبة: غليان القلب وثورانه عند العطش والاهتياج إلى لقاء المحبوب([8]).
وقيل: مشتقة من اللزوم والثبات، ومنـه: أحَبَّ البعيرُ إذا بَرَكَ فلم يَقُمْ، قال الشاعر:
حُلْتُ عليـه بالفـلاةِ ضَرْبًا | ضربَ بَعِيْـرِالسَّوْءِ إذ أَحَبَّـا |
فكأن المحِبَّ قد لزم قلبُه محبوبَه، لا يبرح عن ذكره، ولم يَرُمْ عنه انتقالًا.
وقيل: بل هي مأخـوذةٌ من القَلَـق والاضطراب، ومنـه سُمّيَ القُرْطُ حِبًّا؛ إما لِقَلَقِهِ في الأُذُن واضطرابه، أو للزومه للأُذُن، وكلا المعنيين في الحُبِّ صحيح.
وقيل: بل هـي مأخوذة من الحُبّ، وهي الجَـرَّةُ الضَّخْمـةُ. والحُبُّ الخابِيةُ ـ فارسي معرب ـ وهو الإناء الذي فيه الماء، لأنه يمسك ما فيه، فلا يسع فيه غيرَ ما امتلأ به، وكذلك قلب المحب ليس فيه سعة لغير ِمحبوبة([9]).
وقيل: مأخوذة من الحُبّ ـ بالضم ـ وهو الخشبات الأربع، التي يستقر عليها ما يوضع عليها من جَرَّة أو غيرِها، فسُمِّي الحُبُّ بذلك؛ لأن الـمُحِبَّ يتحمل لأجل محبوبها لأثقال من عِزّ وذُلّ، كما تتحمل الخشباتُ ثِقْلَ ما يوضع عليها([10]).
وقيل: بل هي مأخوذة من الحَبّ ـ بالفتح ـ جمع حَبَّة، وهو لُباب الشيء وخالِصُه وأصْلُه، فإن الحَبَّ أصل النبات والشجر أو من الحِبَّ ـ بالكسر ـ وهي بذور الصحراء، وحَبَّةُ القلب ما به قِوامُهُ؛ فسمي الحُبّ حُبًّا لأنه لُبَاب الحياة، كما أن الحَبّ لباب النبات([11]).
وقيل: بل هي مأخوذة من حَبَّة القلب، وهي العَلَقةُ السَّوْداء التي تكون داخِلَ القَلْبِ، وهي حَماطةُ القلب أَيضًا، يقال: أَصابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلان، إِذا شَغَفَ قَلْبَه حُبُّها. وقال أَبو عمرو: الحَبَّةُ وَسَطُ القَلْبِ، وهي سُوَيْدَاؤه أو مُهْجَتُهأو ثَمَرَتُه. فسميت المحَبَّة بذلك لوصولها إلى حَبِّة القلب. وذلك قريب من قولهم: ظَهَرَهُ إذا أصاب ظَهْرَه، ورَأَسَهُ إذا أصاب رَأْسَه، ورآه إذا أصاب رِئَتَه، وبَطَنَهُ إذا أصاب بَطْنَه. ولكن في هذه الأفعال وصل أثر الفاعل إلى المفعول، وأما في المحبة فالأثر إنما وصل إلى المُحِبِّ، وهو الفاعل نفسه! ([12]).
قال بعضهم: المحبة الميل الدائم بالقلب الهائم([13]).
وقال الحارث المحاسبي: المحبـة ميلك إلى الشيء بكلّيّتك، ثم إيثارك له على نفسك وروحك ومالك، ثم موافقتك له سِرًّا وجهرًا، ثم علم بتقصيرك في حبِّه([14]).
وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى: «اختلف الناس في تفسير محبة الله ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرت عباراتهم في كل رواية، وليست ترجع بالحقيقة إلى اختلاف مقال، ولكنها اختلاف أحوال. فقال سفيان: المحبة اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام، كأنه التفت إلى قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾[آل عمران: 31]. وقال بعضهم: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم اعتقادُ نصرته، والذبُّ عن سنته، والانقيادُ لها، وهيبةُ مخالفته. وقال بعضهم: المحبة دوام الذكر للمحبوب. وقال آخر: إيثار المحبوب. وقال بعضهم:المحبة الشوق إلى المحبوب. وقال بعضهم: المحبة مواطأة القلب لمراد الرب، يُحِبُّ ما أحبَّ، ويكره ما كره. وقال آخر: المحبة ميل القلب إلى موافق له. وأكثر العبارات المتقدمة إشارة إلى ثمرات المحبة دون حقيقتها. وحقيقة المحبة: الميل إلى ما يوافق الإنسان» ([15]).
وقال الدكتور نور الدين عتر حفظه الله تعالى: «الحبُّ والمَحَبَّةُ عبارتان عن معنىً في القلب هو أوسع الصفات شمولًا، وأعظمها تأثيرًا، إذ هو ميل القلب وانجذابه إلى المحبوب، وذلك يطبع الإنسانَ بمشاعرَ وسلوكٍ، حتى قد يُضحِّي المحب بكل غالٍ ورخيص في سبيل إرضاء حِبِّه، بل يفنى عن نفسه ـ أي يذهل عنها في محبوبه ـ ويتحوَّل عن صفاته إلى صفات محبوبه» ([16]).
فعلى ذلك، يكون قد تواطأ كلام العلماء في حدّ المحبة على أنها: المَيْل. وبناءً عليه، يمكن القول بعبارة بسيطة بأنَّ الحب: هو مَيْلُ القلب إلى المحبوب.
أما ماعدا ذلك، كالاتّباع، والنُّصْرة، والموافقة، والشوق، والإيثار، والتضحية، وغيرِ ذلك، فهو ثمرات، وآثار، ونتائج، ومظاهر للحب.
ثانيًا ـ أَنواعُ المحبّة:
يمكن أن ينقسمَ الحبُّ إلى قسمين: عَقْليّ، وقَلْبيّ.
أمَّا الحبُّ العقليُّ: فمحلُّه العَقْل لأنه نتيجة فكر، كالحب لله تعالى وللرسل والأنبياء.
فعندما يقول الحق سبحانه: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: 54]. أي أنهم يحبون الله بعقولهم. وهو الحبُّ المراد لله تعالى في التكليف، والتكليف يقع دائمًا في إطار المقدور عليه.
وقد يتسامى هذا الحبُّ العقلي إلى أن يصيرَ قلبيًا، وقد يُجرَّب ذلك حين يُجري اللهُ على أناسٍ أشياءَ هي شرٌ في ظاهرها، ولكنهم يظلون على محبةٍ لله. ومعنى ذلك أنَّ حبَّهم لله انتقل من عقولهم إلى عاطفتهم، أي أنَّه يصبح حبًّا مُتأصِّلًا في النفس كأنَّه غريزةٌ وطَبْعٌ.
وأمَّا الحبُّ القلبيُّ: فمحلُّه القَلْبُ لأنه نتيجة عاطفة، وهو فِطْرِيٌّ طبْعيٌّ، كحبِّ النفس والمال والولد وسائر الناس.
وهذا الحبُّ لا قانون له، ولا يُكَّلف به، فلا يستطيع الإنسان أنْ يجعلَه سَجيَّةً في نفسه؛ لأنه لا يملك قلبه ([17]).
وكل أنواع المحبة تتفرع عن هذين القسمين.
فمن هذه الأنواع:
1 ـ المحبة الإيمانية: وهو حب الله تعالى وما والاه، كحب الأنبياء والرسل ـ على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ـ والملائكة، والصحابة، والصديقين، والصالحين، وكل ما يأمر به الدين، وهي من قبيل المحبة العقلية التكليفية، وقد تصبح عاطفية.
2 ـ مَحبَّةُ الإشْفَاقِ وَالرَحْمَةِ: كمَحَبَّة الْوَالِدِ لوَلَدِه.
3 ـ مَحبَّةُ التعْظَيمِ والإجْلَالِ: كمَحبَّة الابْنِ أَبَاهُ، والتلميذِ أُسْتَاذَهُ.
4 ـ المحبةُ الغريزية: وهي محبةُ الإنسان زوجَه.
5 ـ مَحبَّةُ المُشَاكَلَة وَالاسْتِحْسَانٍ: كَمَحَبَّةِ سَائِر النَّاس.
6 ـ حبُّ الإنسانِ نفسَه: وهو حُبٌّ طَبْعٌ وَلَا سَبِيل إِلَى قَلْبه ([18]).
7 ـ حب الدنيا بأنواعها.
وهذه الأنواع من المحبوبات تبقى فـي حدود القبـول مـا لم تطغـى علـى حبِّ اللهِ تعالى وحب رسولهِ والجهادِ في سبيلهِ؛ لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾[التوبة: 24].
ثالثًا ـ أسباب الحب:
قال الإمام الغزالي: ترجع أقسام الحب إلى خمسة أسباب:
1 ـ وهو حب الإنسان وجود نفسه وكماله وبقائه.
2 ـ وحبه من أحسن إليه فيما يرجع إلى دوام وجوده، ويعين على بقائه ودفع المهلكات عنه.
3 ـ وحبه من كان محسنا في نفسه إلى الناس وإن لم يكن محسنا إليه.
4 ـ وحبه لكل ما هو جميل في ذاته، سواء كان من الصور الظاهرة أو الباطنه.
5 ـ وحبه لمن بينه وبينه مناسبة خفية في الباطن([19]).
وقال الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى:
ولا ريب أن أسباب المحبة ترجع إلى أنواع الجمال والكمال والنوال، كما قرره الإمامُ الغزاليُّ رضي الله عنه وغيرُه ([20]).
وقال الدكتور نور الدين عتر حفظه الله تعالى:
قد لخصها أئمة العلم والعرفان والمحبة في جانبين عظيمين: الاتصاف بصفات الكمال، والجود بالعطايا والنوال ([21]).
رابعًا ـ المستحقُّ الحقيقيُّ للحبِّ:
ونحن إذ نبحث عن المستحق الحقيقي للحب؛ لنعطيه قلوبنا وما فيها من المشاعر، حتى لا نضعها في غيرِ محلِّها فتضيع وتذهب سُدىً قال ابن الفارض:
أنت القـتـيلُ بكـلِّ مـن أَحْبَبْتَـهُ | فاخترَْ لنفسِكَ في الهوى من تصطفي |
قال يحيى بن معاذ: من نشر المحبة عند غيرِ أهلها؛ فهو في دعواه دعيّ([22]).
فالحب يبحث عن أسبابه في الصفات الكاملة، وكلما عَلَتْ هذه الصفات؛ قوي الحبُّ لصاحبها، وكان هو الأجدر بالمحبة. ومهما بلغ الإنسان من صفات الكمال، فإنها تبقى محدودة ليست مطلقة، لأنه مخلوق، والمخلوق يبقى ضعيفًا لأن وجوده بيد خالقـه، وكمالـه علـى سبيل المجاز، ولايُتَصَـوَّرُ اجتماعُ صفات الكمال كُلُّها حقيقةً إلَّا في حقِّ الخالق جلَّ جَلالُه.
«والعبد إذاعلم أن الكمال الحقيقي ليس إلا لله، وأنَّ كلَّ ما يراه كمالًا من نفسه أو غيرِه فهو من اللهِ و باللِه و إلى اللهِ؛ لم يكن حبُّهُ إلا للهِ وفي اللِه» ([23]).
فإذا عرفنا هذه الحقيقة؛ علمنا أن المستحق الحقيقي للحب هو الله سبحانه وتعالى مولانا وخالقنا، الذي له الأسماء الحسنى والصفات الأسمى جل جلاله: ﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ﴾[طه: 8].
﴿ هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ﴿٢٢﴾ هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٢٣﴾ هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[الحشر: 22 ـ 24].
فإذا تحقـق الحبُّ لله تعالـى، تفـرَّع من هذا الحب الأصل حبٌ علـى مَنْ سواه، فيه ومن أجله سبحانه، وبهذا لايعدو الحبُّ أن يكون لله تعالى أولًا وآخرًا.
وبناءً على ذلك؛ فإن من أحبَّ غيرَ الله تعالى ـ لا من حيث نسبتُه إلى الله تعالى ـ أو قصَّرَ في حُبِّه لله تعالى؛ فذلك لجهله و قصوره في معرفته سبحانه وتعالى.
خامسًا ـ حقيقة الحب:
الحبُّ ليس دعوى، بل هو كلُّ محامدِ الدين، مع صدقِ التوكُّلِ واليقين، ودوامِ الشوقِ والحنين، لا خلاف في ذلك عند المحبين الصادقين، وهذامستخلص من سيرة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم، وسيرة أصحابه الغُرِّ الميامين، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
قال بعضهم: كنا عند ذي النون المصري فتذاكرنا المحبة، فقال ذو النون: كُفُّوا عن هذه المسألة لا تسمعها النفوس فتدعيها، ثم أنشأ يقول:
الخوف أولى بالمسـي | ء إذا تألَّه والحَزَنْ |
والحبُّ يَجْمُلُ بالتقيِّ | وبالنقيِّ من الدَّرَنْ([24]) |
وقال رجل للسَّرِيِّ السَّقَطيّ([25]): كيف أنت؟ فأنشأ يقول:
مَنْ لم يبِتْ والحُبُ حَشْو فُـؤَادِه | لم يَدْرِ كيف تَفَتَّتُ الأكبادُ([26]) |
وقال الجنيد: رفع إلي سَرِيٌّ مرةً رقعةً فقال لي: احفظ هذه الرقعة فإذا فيها مكتوب:
ولمَّا شَـكَوْتُ الحبَّ قال كَذَبْتَني | ما لي أرى الأعضاءَ منك كواسيا؟ ! |
ما الحبُّ حتى يلصقَ الجلدُ بالحشى | وتـذبُلَ حتى لا تجـيبَ المناديا |
وتنْحُلَ حتى لا يُبَقِّي لك الهوى | سوى مقلةٍ تبكي بها أو تناجيا!(([27] |
وقال أبو بكر الكتاني: جرت مسألةٌ في المحبةِ بمكةَ أيامَ الموسم، فتكلم الشيوخ فيها، وكان الجُنَيْدُ أصغرَهم سِنّا، فقالوا له: هاتِ ما عندك يا عراقيُّ. فأطْرَقَ رأسَه، ودمعتْ عيناه، ثم قال: عبدٌ ذاهبٌ عن نفسه، متصلٌ بذكر ربه، قائمٌ بأداء حقوقه، ناظرٌ إليه بقلبه، أحرقَ قلبَه أنوارُ هُويتِه، وصفا شُرْبُه من كأس ودِّه، وانكشفَ له الجبَّارُ من أستار غَيْبٍ، فإن تكلَّم فباللهِ، وإن نطقَ فمن اللهِ، وإن تحرَّك فبأمر اللهِ، وإن سكن فمع اللهِ، فهو باللهِ وللهِ ومع اللهِ. فبكى الشيوخ وقالوا: ما على هذا مزيدٌ، جَبَرَكَ اللهُ يا تاجَ العارفين([28]).
سادسًا ـ معيار الحب الصادق:
إنَّ المعيار الحقيقي للحب الصادق: هو طاعة المحبوب في بذل المطلوب، لأن ديدن المحب أن يطلب رضا محبوبه. وقد عبَّر عنه البيان القرآني بمفهوم واضح ودقيق، وهو الاتباع، لقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾[آل عمران: 31]. فمن ادعى حبَّ الله تعالى ـ وهو الحب الأصل ـ فعليه اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن ادعى حبَّ الرسول ـ وهو فرع عن حب الله تعالى ـ فعليه الاتِّباع أيضًا، فالاتِّباع أضحى معيارًا للحب، ودليلًا عليه، وجالبًا لحب الله تعالى بآنٍ واحد.
والاتباع مفهوم شامل، يندرج تحته الطاعة بكل معانيها، فهي تستلزم الاستسلام والانقياد لأمر المحبوب، وتقديم التضحيات في سبيله مهما غلت.
قال ابن بطال: محبة العبد لخالقه هي التزام طاعته، والانتهاء عن معاصيه؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ ﴾[آل عمران: 31]، وكذلك محبة رسول الله هي التزام شريعته واتباع طاعته([29]).
وقال: سئل بعض الصالحين عن المحبة ما هي؟ فقال: مواطأة القلب لمراد الرب، أن توافق الله عزَّ وجلَّ، فتحبَّ ما أحبَّ، وتكره ما كره.
ونظم محمود الوراق هذا المعنى فقال:
تعصـي الإلهَ وأنتَ تُظهِرُ حبَّه | هذا لعمري في القياس بديعُ |
لو كان حبًا صادقًا لأطعته | إن المحبَّ لمن يحبُّ مطيعُ([30])|
|
سابعًا ـ الدين رسالة حب:
يتبين لنا هذا من خلال النقاط الآتية:
1 ـ القرآن الكريم والسنة النبوية يدعوان إلى المحبة.
2 ـ النظر في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾[المائدة: 54].
إنَّ ما يُفْهَمُ من هذه الآية أنَّ غيابَ الحبِّ هو سبب الرِّدة عن الدين، أو التقاعس عن أداء أوامره، وإلَّا لَمَا قال: ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾؛ لو كان الحبُّ موجودًا ! وهو نظير قوله تعالى: ﴿ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ﴾[محمد: 38]
فالدين يكون حيث كان الحب، ويغيب إذا غاب، فلا دين بلا حب.
3 ـ الانتماء لهذا الدين هو محض اختيار أصله محبة، قال اللهُ تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[البقرة: 256].
4 ـ لقد جاء الدين لينشر الحب بين الناس وبين خالقهم سبحانه وتعالى، وبين الناس أنفسهم، ويُخبرهم بأنَّ الله تعالى يُحبُّهم، تارة بالتصريح وتارة بالكناية، في القرآن الكريم والسنة المطهرة على السواء، ثم ينظر، هل يُحَافِظُ الناس على هذا الحبّ وما يستلزمه؟ !
5 ـ عندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المرءُ مع من أحبَّ»)[31](؛ هذا يعني أنَّ المحبّ والمحبوب يدينان بدين واحد، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرّ، وهذا ما عبَّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»([32]).
وكذلك عندمـا أقْسَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، أنـه لا يمكن دخـول الجنـة إلَّا بالإيمان، ولا إيمان إلَّا بالحب، حيث قَال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَـدِهِ، لاَتَدْخُلُونَ الْجَنَّـةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ»([33]).
6 ـ الحب والإيمان مرتبطان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، فالإيمان يزيد بالحب، والحب يزيد بالإيمان، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ﴾[البقرة: 165].
* * *
([1]) انظر: لسان العرب: محمد بن مكرم بن منظور، حرف الباء، (حبب)، (ج1/ ص289). ومقاييس اللغة: أبو الحسين أحمد بن فارس، كتاب الحاء، (حب)، (ج2/ ص26). ومختار الصحاح، محمد بن أبي بكر الرازي، باب الحاء، (ح ب ب)، ص(105 ـ 106). والقاموس المحيط: محمد بن يعقوب الفيروزابادي، باب الباء، فصل الحاء، (ج1/ ص50). وتاج العروس: محمد بن محمد أبو الفيض الملقب بمرتضى الزبيدي، باب الباء الموحَّدة، (حبب)، (ج2/ ص212 ـ 213).
[2])) متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب الحدود، باب كَرَاهِيَةِ الشَّفَاعَةِ فِي الْحَدِّ إِذَا رُفِعَ إِلَى السُّلْطَانِ، ص586، ح 3475. وصحيح مسلم: كتاب الحدود، باب قَطْعِ السَّارِقِ الشَّرِيفِ وَغَيْرِهِ، وَالنَّهْي عَنِ الشَّفَاعَةِ فِي الْحُدُودِ، ص748، ح4410.
[3])) سنن أبـي داود: كتـاب الأدب، بـاب في الانتصار، ص691، ح4898. عـن عائشة رضي الله عنها.
[4])) موطأ الإمام مالك: كتاب حسن الخُلُق، باب مَاجَاءَ فِي الْـمُهَاجَرَةِ، ص650، ح16. عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ عَبْدِ الله الْخُرَاسَانِيِّ.
[5])) انظر: لسان العـرب لابـن منظـور: (حبب)، (ج1/ ص293)، والقاموس المحيط للفيروزأبادي، بـاب البـاء، فصـل الحاء، (ج1/ ص50). وتـاج العروس للـزبيدي، (ج2/ ص218 ـ 220).
[6])) أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، الرسالة القشيرية: ص537.
[7])) ابن قيم الجوزية، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، ص49.
[8])) الإمام القشيري، الرسالة القشيرية، ص537. وابن القيم، روضة المحبين: ص49.
([9]) ينظر: مقاييس اللغة لابن فارس، كتاب الحاء: (حب)، (ج2/ ص21). ولسان العرب لابن منظور: (حبب)، (ج1/ ص296)، وتاج العروس للزبيدي، (حبب)، (ج2/ ص220 ـ 221)، ومختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي: (ح ب ب)، ص105، والرسالة القشيرية للإمام القشيري، ص537، وروضة المحبين لابن القيم، ص49.
[10])) انظر: لسان العرب: (حبب)، (ج1/ ص295)، والقاموس المحيط، باب الباء، فصل الحـاء، ص(ج1/ ص51)، وتـاج العروس، (حبـب)، (ج2/ ص224)، والرسالـة القشيرية: ص538، وروضة المحبين: ص50.
[11])) انظر: لسان العرب: (حبب)، (ج1/ ص294 ـ 295).ومختار الصحاح، ص105. والرسالة القشيرية: ص537. وروضة المحبين: ص49.
[12])) ابن منظور، لسان العرب: (حبب)، (ج1/ ص294). والزبيدي، تاج العروس، (حبب)، (ج2/ ص223). والإمام القشيري، الرسالـة القشيرية: ص536. وابن القيم، روضة المحبين: ص50.
[13])) الإمام القشيري، الرسالة القشيرية: ص538.
[14])) الإمام القشيري، الرسالة القشيرية، ص542.
[15])) الشفا بتعريـف حقـوق المصطفـى صلى الله عليه وسلم: فصل فـي معنـى المحبـة للنبي صلى الله عليه وسلم وحقيقتها، ص(505 ـ 506).
[16])) حب الرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وصحبه وسلَّم من الإيمان، ص4.
([17]) يُنظر: تفسير الشيخ محمـد متولـي الشعراوي (الخواطر)، ص (5/ 3208)، في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾[المائدة: 54].
([18]) ينظر: حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الإيمان، للدكتور نور الدين عتر، ص(7 ـ 8). و شرح صحيح البخاري لابن بطال: تفسير كتاب الإيمان، بَابَ حُب الرسول مِنَ الإيمَانِ، (ج1/ ص66). و شرح صحيح مسلم للنووي: كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإطلاق عدم الإيمان على من لم يحبه هذه المحبة، (ج2/ ص15).
[21])) الدكتور نـور الدين عتـر، حب الرسول صلى الله عليـه وآله وسلم من الإيمان، ص5. وانظر: إحياء علوم الدين للإمام الغزالـي: كتاب المحبة والشوق والأنس والرضا، (ج5/ ص10). وانظر: الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، للقاضي عياض، ص506.
[22])) الإمام القشيري، الرسالة القشيرية، ص545.
[23])) البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي)، (ج2/ ص27)، قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ ﴾[آل عمران: 31].
[24])) القشيري، الرسالة القشيرية، ص545.
[25])) سَرِيُّ بن المغلس السقطي أبو الحسن، خال الجنيد وأستاذه، وكان تلميذ معروف الكرخي. أوحد زمانه في الورع وأحوال السنة وعلوم التوحيد. قال السري: منذ ثلاثين سنة أنا في الاستغفار من قولي: الحمد لله مرّة. قيل: وكيف ذلك؟ فقال: وقع ببغداد حريق، فاستقبلني رجل فقال لي: نجا حانوتك. فقلت: الحمد لله. فمنذ ثلاثين سنة أنا نادم على ما قلت، حيث أردت لنفسي خيرًا مما حصل للمسلمين. [الرسالة القشيرية، ص(62 ـ 64)].
[26])) البيهقي، شعب الإيمان، العاشر من شعب الإيمان: معاني المحبة، (ج1/ ص385)، ح489.
[27])) المرجع نفسه، (ج1/ ص385(، ح490.
[28])) القشيري، الرسالة القشيرية، ص545.
[29])) شرح صحيح البخاري: كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان، (ج1/ ص67).
[30])) المرجع السابق نفسه والموضع نفسه.
[31])) متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب الأدب، باب علامة الحب في الله لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]، ص1075، ح6169، واللفظ له. وصحيح مسلم: كتاب البِرِّ والصلة، باب المرء مع من أحب، ص1150، ح6718.
[32])) سنن أبي داود: كتاب الأدب، باب مَنْ يُؤْمَرُ أَنْ يُجَالَسَ، ص683، ح4833. وجامع الترمذي: أبواب الزهد، باب الرجل على دين خليله، ص542، ح2378. عَنْ أَبِي هُرَيْرَة. قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
[33])) صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب بَيَانِ أَنّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ الْـمُؤْمِنُونَ وَأَنَّ مَحبّةَ الْـمُؤْمِنِينَ مِنَ الإِيمَانِ وَأَنَّ إِفْشَاءَ السَّلاَمِ سَبَبٌ لِحُصُولِهَا، ص44، ح194.