إنفاق الصحابة في سبيل الله تعالى
إنفاق الصحابة في سبيل الله تعالى
كتب الدكتور غازي محمود الشمري حول هذا الموضوع في كتابه ( الحب في السنة وأثره في حياة الأمة) والصادر عن دار المقتبس سنة (1439هـ - 2018م)
فقال:
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾[التوبة: 111].
لقد باع الصحابة أنفسهم وأموالهم لله تعالى، ووفوا ببيعهم.
أولًا ـ إنفاق النبي صلى الله عليه وسلم:
قبل البدء بذكر إنفاق الصحابة الكرام، لابد من ذكر إنفاق النبي صلى الله عليه وسلم، فهو قدوتهم في ذلك.
فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يُوازَى في الجود والكرم، والسماحة والسخاء، والبذل والعطاء في سبيل الله تعالى، ولا يبارى في ذلك. بهذا وصفه كل من عرفه من الصحابة، ومن غيرهم ممن كان العطاء سببًا لإسلامهم، وهذه الأحاديث التي تثبت ذلك([1]):
عَنْ أَنَسٍ رضي الله تعالى عنه: «أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَأَتَى قَوْمَـهُ فَقَالَ: أَيْ قَـوْمِ! أَسْلِمُـوا. فَـوَالله إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الْفَقْرَ. فَقَالَ أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلاَّالدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الإِسْلاَمُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا»([2]).
وعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ من رَمَضَانَ فيُدارِسُهُ الْقُرْآنَ، فلرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المرْسَلَةِ»([3]).
وعَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «غَزَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ الْفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِمَنْ مَعَـهُ مِـنَ الْـمُسْلِمِينَ، فَاقْتَتَلُـوا بِحُنَيْنٍ، فَنَصَـرَ الله دِينَهُ وَالْـمُسْلِمِينَ، وَأَعْطَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِئَةً مِنَ النَّعَمِ ثُمَّ مِائَةً ثُمَّ مِئَةً.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْـمُسَيَّبِ، أَنَّ صَفْوَانَ قَالَ: وَالله لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَا أَعْطَانِي، وَإِنَّهُ لأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ»([4]).
فكان صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ الناس بَذْلًا في سبيل الله تعالى، لِمَا يَقْدِر عَلَيْهِ.
ثانيًا ـ إنفاق الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: «لَمّا خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَخَرَجَ أَبو بَكْرٍ مَعَهُ؛ احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَالَهُ كُلّهُ، وَمَعَهُ خَمْسَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ أَوْ سِتّةُ آلَافٍ، فَانْطَلَقَ بِهَا مَعَهُ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدّي أَبُو قُحَافَةَ ـ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ ـ فَقَالَ: وَاَلله إنّي لَأَرَاهُ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ. قَالَتْ: قُلْت: كَلّا يَا أَبَتِ، إنّهُ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا. قَالَتْ: فَأَخَذْت أَحْجَارًا، فَوَضَعْتهَا فِي كُوّةٍ فِي الْبَيْتِ، الّذِي كَانَ أَبِي يَضَعُ مَالَهُ فِيهَا، ثُمّ وَضَعْت عَلَيْهَا ثَوْبًا، ثُمّ أَخَذْت بِيَدِهِ فَقُلْت: يَا أَبَتِ، ضَعْ يَدَك عَلَى هَذَا الْـمَالِ. قَالَتْ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: لَا بَأْسَ، إذَا كَانَ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا فَقَدْ أَحْسَنَ، وَفِي هَذَا بَلَاغٌ لَكُمْ. وَلَا وَاَلله مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئًا، وَلَكِنّي أَرَدْت أَنْ أُسَكِّنَ الشّيْخَ بِذَلِكَ!»([5]).
عن عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قال: «أَمَرَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ نَتَصَدَّقَ فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالًا. فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُـهُ يَوْمًا. قَالَ: فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟». قُلْتُ: مِثْلَهُ. وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟».قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ الله وَرَسُولَهُ.قُلْتُ: وَالله لاَ أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا!»([6]).
ثالثًا ـ إنفاق سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه:
1 ـ شراؤه بِئْرَ رُوْمة ووقْفُه للمسلمين:
قال عُثْمَان رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُوْمَةَ، فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلاَءِ الْـمُسْلِمِينَ؟»، فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ رضي الله عنه([7]).
وتفصيل ذلك، أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ الْـمَدِينَةَ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ غَيْرَ بِئْرِ رُومَةَ، وهي بئر معروفة في المدينة صاحبها يهودي، لَمْ يَكُنْ يَشْرَبُ مِنْهَا أَحَدٌ إِلاَّ بِثَمَنٍ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ، فَيَجْعَلُ فيها دَلْوَهُ مَعَ دِلاَءِ الْـمُسْلِمِينَ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ»([8]). فأتى عثمانُ اليهوديَّ فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشْرَ ألفَ درهم، فجعله للمسلمين. فقال له عثمان: إن شئتَ جعلتُ على نصيبي فرسين، وإن شئتَ فلي يوم ولك يوم. قال: بل لك يوم ولي يوم. وكان إذا كان يوم عثمان؛ استقى المسلمون ما يكفيهم يومين. فلما رأى ذلك اليهودي قال: أفسدتَ عليَّ ركيتي. فاشترى النصف الآخر بثمانيةِ آلافِ درهم. وهكذا اشْتَراها سيدنا عثمان رضي الله عنه، فوقفها في سبيل الله تعالى، وجعل نصيبه منها كنصيب غيره من المسلمين، فكان يشرب منها الْغَنِيُّ وَالْفَقِير وَابْن السَّبِيلِ([9]).
2 ـ تجهيزه جيش العسرة في غزوة تبوك:
كان ذلك فِي رَجَبَ سَنَةَ تِسْعٍ من الهجرة، لغزو الروم في تبوك.
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ»، فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ([10]).
وتفصيل ذلك، أن رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَ النّاسَ بِالتّهَيّؤِ لِغَزْوِ الرّومِ، وَذَلِكَ فِي زَمَانٍ مِنْ عُسْرَةِ النّاسِ وَشِدّةٍ مِنَ الْحَرّ وَجَدْبٍ مِنَ الْبِلَادِ. ثُمّ حَضّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الْغِنَى عَلـى النّفَقَـةِ وَالْحُمْلَانِ فِي سَبِيلِ الله. فَحَمَلَ رِجَـالٌ مِـنْ أَهْـلِ الْغِنَى وَاحْتَسَبُوا، وَأَنْفَقَ عُثْمَانُ بْنُ عَفّانَ فِي ذَلِكَ نَفَقَةً عَظِيمَةً لَمْ يُنْفِقْ أَحَدٌ مِثْلَهَا، أَنْفَقَ أَلْفَ دِينَارٍ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللهمّ ارْضَ عَنْ عُثْمَانَ، فَإِنّي عَنْهُ رَاضٍ»([11]).
فجهَّز الجيش بتسعِ مئةٍ وخمسينَ بعيرًا. وأتمَّ الألفَ بخمسينَ فرسًا. وعن قتادة قال: حمل في جيش العسرة على ألفِ بعيرٍ وسبعينَ فرسًا([12]).
وجهَّز عثمان رضي الله عنه الجيش جهازًا كاملًا، من العَتاد والراحلة، حتى لم يجعلهم رضي الله عنه يحتاجون لأبسط الأشياء، كعقال أو خطام (حبل)، لبعير أو فرس.
قال سيدنا عثمان: «فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى مَا يَفْقِدُونَ عِقَالًا وَلاَ خِطَامًا»([13]).
وسُرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم كثيرًا من عثمانَ رضي الله عنه.
فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: «جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأَلْفِ دِينَارٍ ـ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ وَاقِعٍ: وَكَانَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِي: فِي كُمِّهِ ـ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَنَثَرَهَا فِي حِجْـرِهِ. قَالَ عَبْـدُ الرَّحْمَنِ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّبُهَا فِي حِجْرِهِ وَيَقُولُ: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ!»، مَرَّتَيْنِ»([14]).
3 ـ زيادته للمسجد النبوي:
ثم إن الْـمَسْجِدَ ضَاقَ بِأَهْلِهِ، ورَغَّبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في توسعته، فاشترى عثمان رضي الله عنه قطعة أرض ملاصقة للمسجد، فزاد فيه موضِعَ خمسِ سَوَارٍ([15]).
وهذه المناقبَ وما قبلها، وغيرَها لأمير المؤمنين الشهيد عثمان، تجمعها روايتا الترمذي والنَّسَائي، وفيهما الحوار الذي حاجَّ به الخوارج؛ لمَّا حاصروه في داره قبل قتله رضي الله عنه:
عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ الدَّارَ حِينَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ فَقَالَ: ائْتُونِي بِصَاحِبَيْكُمُ اللَّذَيْنِ أَلَّبَاكُمْ عَلَيَّ. قَالَ: فَجِيءَ بِهِمَا فَكَأَنَّهُمَا جَمَلاَنِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا حِمَارَانِ. قَالَ: فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ وَالإِسْلاَمِ! هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ الْـمَدِينَةَ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ غَيْرَ بِئْرِ رُومَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ، فَيَجْعَلُ دَلْوَهُ مَعَ دِلاَءِ الْـمُسْلِمِينَ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِى الْجَنَّةِ؟»، فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ صُلْبِ مَالِي، فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا؛ حَتَّى أَشْرَبَ مِـنْ مَاءِ الْبَحْـرِ! قَالُـوا: اللَّهُمَّ نَعَـمْ.قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ وَالإِسْلاَمِ! هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْـمَسْجِدَ ضَاقَ بِأَهْلِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَشْتَرِي بُقْعَةَ آلِ فُلاَنٍ، فَيَزِيدُهَا فِى الْـمَسْجِدِ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِى الْجَنَّةِ؟». فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ صُلْبِ مَالِي، فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ تَمْنَعُونِي أَنْ أُصَلِّيَ فِيهَا رَكْعَتَيْنِ؟ ! قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ وَالإِسْلاَمِ! هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي جَهَّزْتُ جَيْشَ الْعُسْرَةِ مِنْ مَالِي؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ وَالإِسْلاَمِ! هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى ثَبِيرِ مَكَّةَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَنَا، فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ حَتَّى تَسَاقَطَتْ حِجَارَتُهُ بِالْحَضِيضِ، قَالَ: فَرَكَضَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: «اسْكُنْ ثَبِيرُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ؟». قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ! شَهِدُوا لِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَنِّي شَهِيدٌ! ثَلاَثًا ([16]).
والشهادة بأنه شهيد، يعني بأنه يُقتل مظلومًا.
رابعًا ـ إنفاق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:
وَذَلِكَ «أَنّ رَسُـولَ الله صلى الله عليه وسلم رَغَّـبَ فِي الصّدَقَـةِ وَحَـضّ عَلَيْهَـا، فَقَـامَ عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَتَصَدّقَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ.وَقَامَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيّ فَتَصَدّقَ بِمِئَةِ وَسْقٍ([17]) مِنْ تَمْرٍ»([18]).
وقال الزهري: «تصدَّق عبـدُ الرحمن بنُ عـوفٍ على عهـد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله، ثم تصدَّق بعدُ بأربعينَ ألفَ دينارٍ، ثم حمل على خمسِ مئةِ فرسٍ في سبيل الله، وخمس ِمئةِ راحلةٍ، وكان أكثر ماله من التجارة»([19]).
خامسًا ـ إنفاق أبي الدحداح رضي الله عنه:
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: «صَلَّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنِ الدَّحْدَاحِ، ثُمَّ أُتِيَ بِفَرَسٍ عُرْيٍ فَعَقَلَهُ رَجُلٌ، فَرَكِبَهُ فَجَعَلَ يَتَوَقَّصُ بِهِ([20])، وَنَحْنُ نَتَّبِعُهُ نَسْعَى خَلْفَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَمْ مِنْ عِذْقٍ([21]) مُعَلَّقٍ ـ أَوْ مُدَلًّى ـ فِي الْجَنَّةِ لاِبْنِ الدَّحْدَاحِ!» ـ أَوْ قَالَ شُعْبَةُ ـ: «لأَبِي الدَّحْدَاحِ!»([22]).
وسبب ذلك ما رواه أَنَسٌ: إنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ لِفُلاَنٍ نَخْلَةً، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا، فَمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ». فَأَبَى، وأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي، قال: فَفَعَلَ. قال: فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي، فَجْعَلْهَا لَهُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كَمْ مِنْ عَذْقٍ رَدَاحٍ لأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ» مِرَارًا. فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ، أُخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَتْ: قد رَبِحْتَ الْبَيْعَ، أَوْ كَلِمَةً نحوها([23]).
سادسًا ـ إنفاق أبي طلحة رضي الله عنه:
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾[آل عمران: 92]، أَوْ ﴿ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﴾[البقرة: 245]، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ ـ وَكَانَ لَهُ حِائِطٌ ـ: يَا رَسُولَ الله حَائِطِي لِله، وَلَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّهُ لَمْ أُعْلِنْهُ. فَقَالَ: «اجْعَلْهُ فِي قَرَابَتِكَ أَوْ أَقْرَبِيكَ»([24]).
سـابعًا ـ إنفاق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: «أنه كان لا يعجبه شيءٌ من ماله إلَّا خرج منه لله عز وجل. قال: وكان ربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفًا. قال: وأعطاه ابن عامر مرتين ثلاثين ألفًا، فقال: يا نافع، إني أخاف أن تفتنِّي دراهم ابن عامر، اذهب فأنت حرٌّ»([25]).
وعن نافع قال: «ما ماتَ ابنُ عمرَ حتى أعتقَ ألفَ إنسانٍ، أو زاد. وقال: باع ابن عمر أرضًا له بمئتي ناقة، فحمل على مئةٍ منها في سبيل الله عز وجل، واشترط على أصحابها أن لا يبيعوا حتى يجاوزوا بها وادي القرى. وقال نافع: كان ابن عمر إذا اشتدَّ عَجَبُهُ بشيءٍ مِنْ مَالِهِ قَرَّبَهُ لربه عز وجل. قال نافع: وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما شمَّرَ أحدهم فيلزم المسجد، فإذا رأه ابن عمر رضي الله تعالى عنه على تلك الحالة الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن والله ما بهم إلا أن يخدعوك، فيقول ابن عمر: فمن خَدَعَنَا بالله عز وجل تخدَّعْنا له. قال نافع: فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب([26]) له قد أخذه بمال عظيم، فلما أعجبه سيره أناخه مكانه، ثم نزل عنه فقال: يانافع، انزعوا زِمامَهُ ورَحْلَهُ وجَلِّلُوهُ وأشْعِرُوهُ([27])، ..........................................
وأَدْخِلُوهُ في البُدْنِ([28])»([29]).
أي إنَّ ابن عمـر رضي الله عنهما، تصدَّق بهذا البعيـر الغالـي الثمن، وأمَرَ نافعًا ـ وكان مولى له ـ أن يجعَلَه في مال الصدقة.
ثامنًا ـ إنفاق صهيب بن سنان رضي الله عنه:
وترك صهيب مالـه في مكـة في سبيل الله تعالى، وهاجر ليلحـق بالمصطفى إلى المدينة.
قال صهيب رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وخرج معه أبو بكر رضي الله عنه. وكنت قد هممت بالخروج معه، فصدني فتيان من قريش، فجعلت ليلتي تلك أقوم ولا أقعد. فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه، ولم أكن شاكيًا. فقاموا فلحقني منهم ناس بعدما سِرتُ بريدًا ليردوني، فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أواقي من ذهب وتخلون سبيلي وتفون لي؟ فتبعتهم إلى مكة فقلت لهم: احفروا تحت أَسْكُفَةِ([30]) الباب، فإن تحتها الأواق، واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلَّتين. وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحول منها ـ يعني قباء ـ فلما رآني قال: «يا أبا يحيى، ربـح البيـع! ثـلاثًا. فقلت: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحد، وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام»([31]).
تاسعًا ـ إنفاق فقراء الصحابة رضي الله عنهم:
عَـنْ أَبِـي مَسْعُـودٍ رضي الله عنـه قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ آيَـةُ الصَّدَقَـةِ كُنَّـا نُحَامِلُ.. الحديث»([32]).
وفي روايةٍ للبخاريِّ: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ؛ انْطَلَقَ أَحَدُنَا إِلَى السُّوقِ، فَتَحَامَلَ فَيُصِيبُ الْـمُدَّ..»([33]).
وفي روايةٍ لمسلمٍ قَالَ: «كُنَّا نُحَامِلُ عَلَى ظُهُورِنَا»([34]).
قال ابـن حجـر: قَوْلـه: «كُنَّا نُحَامِـلُ»: أَيْ نَحْمِلُ عَلَى ظُهُـورِنَا بِالْأُجْرَةِ، يُقَالُ: حَامَلْت بِمَعْنَى حَمَلْت كَسَافَرْت. وَقَالَ الْخَطَّابِيّ: يُرِيدُ نَتَكَلَّفُ الْحَمْل بِالْأُجْرَةِ؛ لِنَكْتَسِبَ مَا نَتَصَدَّقُ بِهِ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ، حَيْثُ قَالَ: «اِنْطَلَقَ أَحَدُنَا إِلَى السُّوقِ فَيُحَامِلُ» أَيْ: يَطْلُبُ الْحَمْلَ بِالْأُجْرَةِ([35]).
ويستوقفنا هذا الحديث، ففيه الكثير من المعاني السامية الجليلة التي تُلَخِّصُ حياةَ الصحابة، وتُبيِّن كيفيةَ فَهْمِهِم للدين؟ !
ونظرةٌ عَجْلى تقول لنا: إن أحكام الدين عند الصحابة رضي الله عنهم كانت محلَّ التطبيق، أي السمع والطاعة، فهم كما وَصَفَهُم ربُّهم جلَّ جلاله بقوله: ﴿وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾[البقرة: 285].
* * *
[1])) انظر: الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للقاضي عياض: فصل في جوده وكرمه وسخائه وسماحته صلى الله عليه وسلم، ص154.
[2])) صحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب في سخائه صلى الله عليه وسلم، ص(1021 ـ 1022)، ح6021.
[3])) صحيح البخاري: كتاب بَدء الوَحْي، باب كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْوَحْي إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، ص2، ح6.
[4])) المرجع نفسه، ص1022، ح6022.
[5])) ابن هشام، السيرة النبوية: (أَبُو قُحَافَةَ وَأَسْمَاءُ بَعْدَ هِجْرَةِ أَبِي بَكْرٍ)، ص420. والإمام أحمد، المسند: حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، (ج6/ ص350)، ح27002. والطبراني، المعجم الكبير: مسند النساء، باب الألف، أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، (ج24/ ص88)، ح235. وعزاه لهما الهيثمي في مجمع الزوائد: كتاب الجهاد والسير، باب الهجرة إلى المدينة، (ج6/ ص59). وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحق وقد صرح بالسماع.
[6])) سنن أبي داود: كتاب الزكاة، باب الرخصة في ذلك، ص(248 ـ 249)، ح1678. وجامع الترمذي: أبواب المناقب، باب رجاؤه صلى الله عليه وسلم أن يكون أبو بكرممن يُدعى من جميع أبواب الجنة، ص(836 ـ 837)، ح3675.واللفظ له.وقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
[7])) صحيح البخاري: كتاب المساقاة، باب مَنْ رَأَى صَدَقَةَ الْـمَاءِ وَهِبَتَهُ وَوَصِيَّتَهُ جَائِزَةً، مَقْسُومًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مَقْسُومٍ، ص378، ترجمة الباب.
[8])) سنن الترمذي: أبواب المناقب، باب في [عد عثمان تسميته شهيدًا، وتجهيزه جيش العسرة]، ص841، ح3699. وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ. وسنن النسائي: كتاب الإحباس، باب وقف المساجد، ص510، ح3638. واللفظ له.
[9])) انظر: تهذيب الكمال للمزي: باب العين، من اسمه عُثَامٌ وعُثْمَانُ وعُثَيْمٌ، ترجمة رقم3847، عثمان بن عفان، (ج19/ ص450).
[10])) صحيح البخاري: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إِذَا وَقَفَ أَرْضًا أَوْ بِئْرًا َاشْتَرَطَ لِنَفْسِهِ مِثْلَ دِلاَءِ الْـمُسْلِمِينَ، ص621، ح2778.عن عثمان رضي الله عنه.
[11])) انظـر: ابـن هشام السيرة النبويـة: [حَـثّ الرّسُولِ عَلَـى النّفَقَـةِ وَشَأْنُ عُثْمَانَ فِي ذَلِكَ]، ص1024.
[12])) تهذيب الكمال للمزي: باب العين، من اسمه عثام وعثمان وعثيم، ترجمة رقم 3847، عثمان بن عفان (ج19/ ص450).
[13])) جامع الترمذي: أبواب المناقب، باب في عدِّ عثمان تسميته شهيدًا وتجهيزه جيش العسـرة، ص841، ح3699. وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ. وسنن النسائي: كتاب الجهاد، باب فَضْلِ مَنْ جَهَّزغَازِيًا، ص(439 ـ 440)، ح3184. واللفظ له.
[14])) سنن الترمذي: أبواب المناقب، باب فِي مَنَاقِبِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، ص842، ح3701. وقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
[15])) انظر: تهذيب الكمال للمزي: باب العين، من اسمه عثام وعثمان وعثيم، ترجمة رقم 3847، عثمان بن عفان، (ج19/ ص450).
[16])) سنن الترمذي: أبواب المناقب، باب في عدِّ عثمان رضي الله تعالى عنه تسميته شهيدًا وتجهيزه جيش العسرة، ص(842 ـ 843)، ح3703 وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْـهٍ عَنْ عُثْمَانَ، واللفظ لـه. وسنن النسائي: كتاب الأحباس، باب وَقْفِ الْـمَسَاجِدِ، ص510، ح5638.
[17])) الْوَسْق: الحِمْل.وجَمْعُ وَسْقٍ: أَوْسُقٍ.[ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر: (وسق)، (ج5/ ص401)].
[18])) ابن هشام، السيرة النبوية: (مَا نَزَلَ فِي ذِكْرِ أَصْحَابِ الصّدَقَاتِ)، ص1051.
[19])) الإصابة في تمييز الصحابة (ج4/ ص347).
[20])) (فَجَعَلَ يَتَوَقَّص بِهِ): أَيْ يَتَوَثَّب. [النووي، شرح صحيح مسلم: كتاب الجنائز، باب رُكُوبِ الْـمُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ إِذَا انْصَرَفَ، (ج7/ ص33)].
[21])) الْعِذْق هُنَا بِكَسْرِ الْعَيْن الْـمُهْمَلَة، وَهُوَ الْغُصْن مِنْ النَّخْلَة وَأَمَّا الْعَذْق بِفَتْحِهَا فَهُوَ النَّخْلَة بِكَمَالِهَا وَلَيْسَ مُرَادًا هُنَا.[النووي، شرح صحيح مسلم: كتاب الجنائز، باب =
= رُكُوبِ الْـمُصَلِّى عَلَى الْجَنَازَةِ إِذَا انْصَرَفَ، (ج7/ ص33)].
[22])) صحيح مسلم: كتاب الجنائـز، بـاب رُكُـوبِ الْـمُصَلِّي عَلَـى الْجَنَازَةِ إِذَا انْصَـرَفَ، ص(388 ـ 389)، ح2239.
[23])) الحاكم، المستدرك: كتاب البيوع، (ج2/ ص24)، ح2194.وقال: «صحيح على شرط مسلم، وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري». وهو حديث يليه رقمه 1295.ووافقه الذهبي.
[24])) جامع الترمذي: أبواب تفسير القرآن، باب وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ص674، ح2997، وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
[25])) أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء: عبد الله بن عمر بن الخطاب، (ج1/ ص294).
[26])) النَّجيبُ من الإِبل والجمع النُّجُبُ والنَّجائبُ، وهو القويُّ منها الخفيف السريع، وناقَةٌ نَجِيبٌ ونجيبةٌ. [ابن منظور، لسان العرب: (نجيب)، (ج1/ ص748)].
[27])) إشْعَار البَدَنة: وهو أنْ يطعن فى سنامه الأيمن حتى يسيل منه دم لُيعلَم أنه هَدْيٌ.=
= [الفائق: (شعر)، (ج2/ ص250)]. والهَديُّ بالتشديد وبالتخفيف: هو ما يُهْدَى إلى البَيْت الحَرام من النَّعَم لِتُنْحر.[النهايـة في غريـب الحديث والأثـر: (هـدا)، (ج5/ ص577)].
[28])) البَدَنَة تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، تنحر بمكة. وسُمِّيتْ بدَنةً لِعِظَمِها وسِمْنَها، لأنهم كانوا يُسَمِّنُونها، والجمع بُدْنٌ بالضم. انظر: [النهاية في غريب الحديث والأثر: (بدن)، (ج1/ ص269). و مختار الصحاح: (ب د ن)، ص51].
[29])) أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء: عبد الله بن عمر بن الخطاب، (ج1/ ص294).
[30])) الأُسْكُفّةُ والأَسْكُوفةُ: عَتَبةُ البابِ التي يُوطَأُ عليها، [لسان العرب: (سكف)، (ج9/ ص156)].
[31])) الحاكم، المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، (ج3/ ص452)، ح5706. وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
[32])) متفــق عليـه: البخاري، الصحيح: كتاب الزكاة، باب اتَّقُـوا النَّارَ وَلَـوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، ص228، ح1415. وصحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب الْحَمْلِ بِأُجْـرَةٍ يُتَصَدَّقُ بِهَا.. ص411، ح2355، وآيـة الصدقـة قولـه: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾[البقرة: 265].
[33])) صحيح البخاري: كتاب الزكاة، باب اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، ص(228 ـ 229)، ح1416.
[34])) صحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب الْحَمْلِ بِأُجْرَةٍ يُتَصَدَّقُ بِهَا وَالنَّهْىِ الشَّدِيدِ عَنْ تَنْقِيصِ الْـمُتَصَدِّقِ بِقَلِيلٍ، ص411، ح2356.
[35])) فتح الباري: كتاب الزكاة، بَاب اِتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة، وَالْقَلِيل مِنَ الصَّدَقَةِ، (ج3/ ص283).