حب الصحابة للجهاد في سبيل الله
حب الصحابة للجهاد في سبيل الله تعالى
كتب الدكتور غازي محمود الشمري حول هذا الموضوع في كتابه ( الحب في السنة وأثره في حياة الأمة) والصادر عن دار المقتبس سنة (1439هـ - 2018م)
فقال:
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾[المائدة: 54].
عَلِمْنَا من هذه الآية أن الذين يُحِبُّهُمْ اللهُ تعالى وَيُحِبُّونَهُ، من صفاتهم أنهم يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله تعالى، وَلَا يَخَافُونَ فيـه لَوْمَةَ لَائِمٍ. وهذا يعني أنَّ الجهاد في سبيل الله دليلٌ على حبِّ الله تعالى، وثمرةٌ من ثمراته.
وفي الحقيقة، إن واقع حياة الصحابة رضي الله عنهم، يُثبِتُ أنَّ حبَّهم للجهاد فـاق حبَّ الآباء والأبناء والأزواج والعشيرة، فضلًا عـن الأمـوال والتجارة والمساكن، فلم يكن شيءٌ أحبَّ إليهم من الله ورسوله والجهاد في سبيله، بعد أن سمعوا قول الله تعالى:
﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾[التوبة: 24].
ولقد بيَّن لهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِظمَ درجةِ الجهادِ ورَغَّبَهم فيه:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَقَابُ قَوْسٍ([1]) فِي الْجَنَّةِ؛ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ»، وَقال: «لَغَدْوَةٌ([2]) أَوْ رَوْحَةٌ([3])فِي سَبِيلِ الله، خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ»([4]).
وسمعوه يقول أيضًا: «... إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا الله لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ الله، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ الله فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ». أُرَاهُ قال: «وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ»([5]).
وإذا قلَّبنا صفحات السّنَّة المشرَّفة؛ نجد أن الجهاد طغى على حياتهم، وحبَّ الشهادة هَيْمَنَ على كيانهم، فهم كما قال عنهم ربهم جلَّ وعلا: ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾[الأحزاب: 23]. وكما قال سبحانه: ﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾[النور: 37].
لقد بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد حياتهم أبدًا، وعاشوا وماتوا على ذلك، وما بدَّلوا تبديلًا.
فقد وردت في السنة الشريفة أحاديثُ عامةٌ وخاصةٌ تشهد لهم بذلك.
أولًا ـ ذِكْرُ حُبِّ المهاجرينَ والأنصـارِ للجهادِ عامةً:
عـن أَنَس رضي الله عنـه قال: خَـرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَـى الْخَنْـدَقِ، فَإِذَا الْـمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ النَّصَبِ وَالْجُوعِ قَالَ: «اللهمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْـمُهَاجِرَهْ». فَقَالُوا مُجِيبِينَ لَهُ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدًا، عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدًا([6]).
كما كانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم على الموت في سبيل الله تعالى.
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَايَعْتُمْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قَالَ: عَلَى الْـمَوْتِ([7]).
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم شَاوَرَ حِينَ بَلَغَهُ إِقْبَالُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ: إِيَّانَـا تُرِيـدُ يَـا رَسُولَ الله؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَـوْ أَمَرْتَنَـا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لأَخَضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا...([8]).
ثانيًا ـ ذكرُ حبِّ أفرادٍ من الصحابةِ للجهاد:
1 ـ سَيِّدُنا أبو بكر رضي الله عنه:
بعث أبو بكر جيشًا إلى الشام، فخرج يُشِّيعُهُم على رجليه، فقالوا: يا خليفة رسول الله، أن لو ركبت. قال: احتسب خطاي في سبيل الله([9]).
2 ـ سيدُنا عَمْروٍ رضي الله عنه:
عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال: لولا أن أسيرَ في سبيلِ الله، أو أضع جبيني لله في التراب، أو أجالس قومًا يلتقطون طيِّب الكلام كما يُلتقط طيِّبُ التَّمْر؛ لأحببت أن أكونَ قد لحقْتُ باللهِ([10]).
3 ـ سيدنا عبدُ اللهِ بنُ عمروِ بنِ العاص رضي الله تعالى عنهما:
عن سيدنا عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ رضي الله عنهما قال: لأن أغزوَ في البحرِ غزوةً أحبَّ إليَّ من أن أُنفقَ قِنْطارًا ([11]) مُتَقَبَّلًا في سبيل الله عزَّ وجل([12]).
4 ـ سيدنا خالدُ بْنُ الوليدِ رضي الله تعالى عنه:
عن سيدنا خالد بن الـوليد رضي الله تعالى عنـه قال: قـد منعني كثيرًا من القراءةِ الجهادُ في سبيل الله تعالى([13]).
لقد شلغه الخروج للجهاد في سبيل الله تعالى عن قراءة القرآن.
وقـال رضي الله عنـه: مَا كَانَ فِي الْأَرْضِ لَيْلَـةٌ أُبَشَّرُ فِيهَا بِغُلَامٍ، وَيُهْدَى إِلَـيَّ عَرُوسٌ أَنَا لَهَا مُحِبٌّ، أَحَبَّ إِلـَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الْجَلِيدِ، فِي سَرِيَّةٍ مِنَ الْـمُهاجِرِينَ، أُصَبِّحُ بِهِمُ العَدُوَّ فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادَِ([14])! .
فقد فاق حبُّ الجهاد عندهم حبَّ الشهوات من النساء والبنين.
5 ـ سيدنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله تعالى عنهما:
عـن سيدنـا جَابِـر بْـنِ عَبْدِ الله رضـي الله تعالـى عنهما قـال: غَزَوْتُ مَـعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً. قَالَ جَابِرٌ: لَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا وَلاَ أُحُدًا، مَنَعَنِي أَبِي. فَلَمَّا قُتِلَ عَبْدُ الله [يعني أباه] يَوْمَ أُحُدٍ؛ لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ قَطُّ([15]).
وعنـه قال: قال لي أبي عبدُ الله: أي بنـي، لـولا نُسَيَّاتٍ(نساء صغيرات) أُخَلِّفُهُنَّ من بعدي من بنات وأخوات؛ لأحببتُ أن أقدمَك أمامي، ولكن كن في نُظَّار المدينة (أي حُرَّاسها). قال: فلم ألبث أن جاءت بهما عمتي قتيلين. يعني أباه وعمه، قد عرضتهما على بعير([16]).
6 ـ سيدنا عبدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما:
عَن سيدنا ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَهْوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةَ، فَلَمْ يُجِزْهُ، وَعَرَضَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهْوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةَ، فَأَجَازَهُ([17]).
قال ابن هشام: وكان يومُ أُحُدٍ يومَ السبت للنصف من شوَّال. قَالَ فَلَمّا كَانَ الْغَدُ يَوْمُ الْأَحَدِلِسِتّ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَوّالٍ؛ أذَّن مُؤَذّنُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي النّاسِ بِطَلَبِ الْعَدُوّ، فَأَذّنَ مُؤَذّنُهُ أَنْ لَا يَخْرُجَنّ مَعَنَا أَحَدٌ إلّا أَحَدٌ حَضَرَ يَوْمَنَا بِالْأَمْسِ. فَكَلّمَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إنّ أَبِي كَانَ خَلّفَنِي عَلَى أَخَوَاتٍ لِي سَبْعٍ، وَقَالَ: يَا بُنَيّ، إنّهُ لَا يَنْبَغِي لِي وَلَا لَك أَنْ نَتْرُكَ هَؤُلَاءِ النّسْوَةَ لَا رَجُلَ فِيهِنّ، وَلَسْت بِاَلّذِي أُوثِرُكَ بِالْجِهَادِ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفْسِي، فَتَخَلّفْ عَلَى أَخَوَاتِك، فَتَخَلّفْتُ عَلَيْهِنّ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ مَعَهُ. وَإِنّمَا خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُرْهِبًا لِلْعَدُوّ، وَلِيُبَلّغَهُمْ أَنّهُ خَرَجَ فِي طَلَبِهِمْ لِيَظُنّوا بِهِ قُوّةً، وَأَنّ الّذِي أَصَابَهُمْ لَمْ يُوهِنْهُمْ عَنْ عَدُوّهِمْ([18]).
7 ـ سيدنا أَبو مُوسَى رضي الله عنه:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنـه قَالَ: خَرَجْنَا مَـعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ، فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا، وَنَقِبَتْ قَدَمَايَ، وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي، وَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ؛ لِمَا كُنَّا نَعْصِبُ مِنَ الْخِرَقِ عَلَى أَرْجُلِنَا وَحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بِهَذَا الْحَدِيثِ، ثُمَّ كَرِهَ ذَاكَ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَصْنَعُ بِأَنْ أَذْكُرَهُ. كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِهِ أَفْشَاهُ([19]).
8 ـ سيدنا الْمِقْدَادِ بْنُ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ الله عَنْهُ بِدِمَشْقَ، وَهُوَ عَلَى تَابُوتٍ مَا بِهِ عَنْهُ فَضْلٌ([20])، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَوْ قَعَدْتَ الْعَامَ عَنِ الْغَزْوِ([21]). قَالَ: أَبَتْ عَلَيْنَا الْبَحُوثُ([22]) ـ يَعْنِي سُورَةَ التَّوْبَـةِ ـ قَالَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿(انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا ﴾[التوبة: 41]، فَلاَ أَجِدُنِي إِلاَّ خَفِيفًا([23]).
9 ـ سيِّدُنا أَبو طَلْحَةَ رضي اللهُ تعالى عنه:
عَنْ سيدنا أَنَسٍ رضي الله تعالى عنه، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ رضي الله تعالى عنه قَرَأَ سُورَةَ بَرَاءَةٌ، فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الآيَةِ: ﴿انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾[التوبة: 41]، فَقَالَ: ألا أَرَى رَبِّي يَسْتَنْفِرُنِي شَابًّا وَشَيْخًا؟! جَهِّزُونِي. فَقَالَ لَهُ بَنُوهُ: قَدْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ، وَغَزَوْتَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ، وَغَزَوْتَ مَعَ عُمَرَ، فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ فَقَالَ: جَهِّزُونِي. فَجَهَّزُوهُ، فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفِنُوهُ فِيهَا إِلا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فَلَمْ يَتَغَيَّرْ([24]).
10 ـ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيّ وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رضي الله عنهما:
قَالَ ابْـنُ هِشَامٍ: وَأَجَازَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمئِذٍ [في غـزوة أُحـد] سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيّ وَرَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ، أَخَا بَنِي حَارِثَةَ، وَهُمَا ابْنَا خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَ قَدْ رَدّهُمَا، فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ الله إنّ رَافِعًا رَامٍ ! فَأَجَازَهُ. فَلَمّا أَجَازَ رَافِعًا، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله: فَإِنّ سَمُرَةَ يَصْرَعُ رَافِعًا ! فَأَجَازَهُ. وَرَدّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَعَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ ابْنِ الْخَطّابِ، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَحَدَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ أَحَدَ بَنِي حَارِثَة، وَعَمْرَو بْنَ حَزْمٍ أَحَدَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ، وَأُسَيْدَ بْنَ ظُهَيْرٍ أَحَدَ بَنِي حَارِثَةَ. ثُمّ أَجَازَهُمْ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُمْ أَبْنَاءُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَتَعَبّأَتْ قُرَيْشٌ وَهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافِ رَجُلٍ، وَمَعَهُمْ مِئَتَا فَرَسٍ قَدْ جَنَبُوهَا([25])، فَجَعَلُوا عَلَى مَيْمَنَةِ الْخَيْلِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهَا عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ([26]).
11 ـ صحابيان من بني عبد الأشهل رضي الله عنهما:
ويمشون على جراحهم لِئلّاَ تفوتهم غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عَنْ أَبِي السّائِبِ مَوْلَى عَائِشَةَ بِنْتِ عُثْمَانَ قَالَ: إنّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي عَبْـدِ الْأَشْهَلِ، كَانَ شَهِـدَ أُحُـدًا مَـعَ رَسُولِ الله قَـالَ: «شَهِدْتُ أُحُـدًا مَـعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَخٌ لِي، فَرَجَعْنَا جَرِيحَيْنِ. فَلَمّا أَذّنَ مُؤَذّنُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِالْخُرُوجِ فِي طَلَبِ الْعَدُوّ؛ قُلْت لِأَخِي أَوْ قَالَ لِي: أَتَفُوتُنَا غَزْوَةٌ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ وَاَلله مَا لَنَا مِنْ دَابّةٍ نَرْكَبُهَا، وَمَا مِنّا إلّا جَرِيحٌ ثَقِيلٌ! فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ أَيْسَرَ جُرْحًا، فَكَانَ إذَا غُلِبَ حَمَلْته عُقْبَةً وَمَشَى عُقْبَةً، حَتّى انْتَهَيْنَا إلَى مَا انْتَهَى إلَيْهِ الْـمُسْلِمُون»([27]).
12 ـ سيدنا أبو أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه:
وغَزَا أَبُو أَيُّوبَ الرُّومَ فَمَرِضَ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ: إِذَا أَنَا مُتُّ؛ فإنْ صَافَفْتُمُ الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ([28]).
وتفصيل ذلك:
قال ابن سعد: شهد أبو أيوبَ بدرًا، ثم لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا هو في أخرى، إلا عامًا واحدًا، فإنه اُستُعمِل على الجيش رجل شاب، فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذاك العام يَتَلَهَّفُ([29]) ويقول: ما عليَّ من استعمل عليَّ؟ وما عليَّ من استعمل عليَّ؟ وما عليَّ من استعمل عليَّ؟ قال: فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية، فأتاه يعوده فقال: حاجتك؟ قال: نعم. حاجتي إذا أنا متُّ فاركب بي، ثم سُغْ بي في أرض العـدو ما وجدت مساغًا([30])، فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع. فلما مات؛ ركب به ثم سار به في أرض العدو ما وجد مساغًا ثم دفنه، ثم رجع. قال: وكان أبو أيوب رحمة الله عليه يقول: قال الله تعالى: ﴿انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾[التوبة: 41] لا أجدني إلَّا خفيفاً أو ثقيلاً... وتوفي أبو أيوب عام غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية بن أبي سفيان سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه يزيد بن معاوية، وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم. فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره ويرُمُّونَهُ (أي يُصْلِحُونَهُ)، ويستقون به إذا قحطوا([31]).
وأمرَ يزيدُ بالخيلِ فَجَعَلَتْ تُقْبِلُ وتُدْبِرُ عَلَى قبرِهِ، حتى عَفَا أثرُ القبرِ. روي هذا عن مجاهد.
وقيل: إنَّ الرُّومَ قالت للمسلمين في صبيحة دَفْنِهِم لأبي أيوب: لقد كَانَ لكمُ الليلةَ شأنٌ. قالوا هذا رجلٌ من أكابرِ أصحابِ نبيِّنا وأقدمِهم إسلامًا، وقد دفنَّاهُ حَيْـثُ رأيتـم. وواللهِ لئن نُبِشَ! لا ضُرِبَ لكـم بناقوسٍ فِـي أرضِ العربِ ما كانتْ لنا مملكةٌ!([32]).
13 ـ أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله تعالى عنهن:
لقد ذكرت السنَّة المطهرة مشاركـة الكثير من نساء الصحابـة، وأمهات المؤمنين في الجهاد، فكنَّ يذهبن مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات، يصنعن الطعام، ويسقين الماء، ويُداوين الجرحى، ويَقُمْنَ على المرضى، وينقلن الجرحى والقتلى إلى المدينة:
أ ـ أُمُّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّة رضي الله عنها:
عَنْ أُمِّ عَطِيَّـةَ الأَنْصَارِيَّـةِ رضي الله عنها قَالَتْ: غَزَوْتُ مَـعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، فَأَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ، وَأُدَاوِي الْجَرْحَى، وَأَقُومُ عَلَى الْـمَرْضَى([33]).
ب ـ السيدةُ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ وَأُمُّ سُلَيْمٍ رضي الله عنهما:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَلَقَـدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْـتَ أَبِي بَكْـرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ، وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا، تَنْقُزَانِ الْقِرَبَ ـ وَقَالَ غَيْرُهُ تَنْقُلاَنِ الْقِرَبَ ـ عَلَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلآنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ([34]).
ت ـ أُمُّ سُلَيْمٍ وَنِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ رضي الله عنهن:
عَنْ أنسٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بِأُمِّ سُلَيْمٍ وَنِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ مَعَهُ إِذَا غَزَا، فَيَسْقِينَ الْـمَاءَ وَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى([35]).
ث ـ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ رضي الله عنها:
عَـنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَـوِّذٍ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنَّا نَغْـزُو مَـعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَسْقِي الْقَوْمَ وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الْجَرْحَى وَالْقَتْلَى إِلَى الْـمَدِينَةِ([36]).
* * *
[1])) الْقاب والْقِيبُ: بمعنـى القَدْر، وعَيْنُها واوٌ من قولهم: قَوَّبُـوا في هذه الأرض: أي أثَّرُوا فيها بِوَطْئِهم جعلوا في مَسافَتِها علامات. يقال: بَيْنِي وبَيْنه قابُ رُمحٍ وقاب قَوْس: أي مِقدارهما. حكـى الهروي عـن مجاهد: قـاب قـوسين: أي مقدار ذراعين. قـال مجاهد: والقوس: الذِّراع بلغة أَزْدِ شَنُوءَة. [النهاية في غريب الحديث والأثر: (قوب)، (ج4/ ص194)].
[2])) الغَدْوَة: المرّة من الغُدُوّ، وهو سير أوّل النهار نَقِيض الرَّوَاح. وقد غَدا يَغْدُو غُدُوًّا. والغُدْوة بالضم: ما بين صلاة الغَداة وطلوع الشمس. [النهاية في غريب الحديث والأثر: (غدا)، (ج3 / ص649)].
[3])) رَوْحَة: هي المَّرة من الرَّوَاح. [النهاية في غريب الحديث والأثر: (روح)، (ج2/ ص658)].
[4])) صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب الغدوة والروحة في سبيل الله، وقاب قوس أحدكم في الجنة، ص463، ح2793.
[5])) صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب دَرَجَاتِ الْـمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ الله تعالى، ص462، ح2790. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
[6])) صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب التحريض على القتال وقول الله عز وجل: ﴿ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾[الأنفال: 65]، ص469، ح2834
[7])) متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، ص708، ح4169. وصحيح مسلم: كتاب الإمارة، باب اسْتِحْبَابِ مُبَايَعَةِ الإِمَامِ الْجَيْشَ عِنْدَ إِرَادَةِ الْقِتَالِ وَبَيَانِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ تَحْت الشَّجَرَةِ، ص835، ح4822. ويَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ هو مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ.
[8])) صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسِّيَر، باب غَزْوَةِ بَدْرٍ، ص792، ح4621.
[9])) ابن أبـي شيبـة، المصنف: كتاب الجهاد، ما ذكـر فـي فضـل الجهاد والحـث عليـه، (ج4/ ص594).
[10])) ابن أبي شيبة، المصنف: كتاب الجهاد، ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه، (ج4/ ص578).
[11])) ( قِنْطارًا ): قال ابن منظور: قال ثعلب: اختلف الناس في القِنْطَار ما هو؟ فقالت طائفة: مائة أُوقية من ذهب.وقيل: مائة أُوقية من الفضة. وقيل: أَلف أُوقية من الذهب. قال: والمعمول عليه عند العرب، الأَكثر أَنه أَربعة آلاف دينار [لسان العرب: قنطر، (ج 5/ ص 118)].
[12])) ابـن أبـي شيبـة، المصنف: كتـاب الجهاد، ما ذكـر في فضـل الجهـاد والحـث عليـه، (ج4/ ص576).
[13])) المرجع نفسه، (ج4/ ص578).
[14])) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: كتاب الجهاد، ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه، (ج4/ ص578).
[15])) صحيح مسلم: كتاب الجهاد، باب عَدَدِ غَزَوَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ص814، ح4694.
[16])) ابن أبي شيبة، المصنف: كتاب الجهاد، ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه (ج4/ ص580).
[17])) صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ وَهْيَ الأَحْزَابُ، ص694، ح4097.
[18])) السيرة النبوية لابن هشام: غـزوة أحـد، [خُرُوجُ الرّسُولِ فِـي أَثَـرِ الْعَدُوّ لِيُرْهِبَهُ]، ص682.
[19])) متفـق عليه: صحيح البخاري: كتاب المغازي، بـاب غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَـاعِ، ص699، 4128، واللفظ له.وصحيح مسلم: كتاب الجهاد والسِّيَر، باب غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ، ص815، ح4699.
[20])) لأنه كان بدينًا، فلم يتسع له التابوت، أي الكرسي الذي يجلس عليه.
[21])) قالوا له ذلك لجسامته وثقله.
[22])) هي سورة التوبـة؛ لما فيها مـن البحث عن المنافقين، وكشف أسرارهم، وتُسمَّى المُبَعْثِرة. [الفائق: (بحث)، (ج2/ ص407)].
[23])) الحاكم: المستـدرك علـى الصحيحين: كتـاب التفسيـر، (تفسير سورة التوبـة)، (ج2/ ص363)، ح3282، وقـال: (هذا حديث صحيح الإسنـاد ولم يخرجـاه). ووافقـه الذهبي.
[24])) ابن سعد، الطبقات الكبرى: أبو طلحة، (ج3/ ص507). وابن حبان، الصحيح: كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين، (ج16/ ص152)، ح7184.
[25])) (جَنَبُوهَا): من جَنَبَ، جعلوها على المُجَنِّبـة. قال ابن الأثير: (مُجَنِّبَـة الجيْش: هي التي تكون في المَيْمنة والمَيْسـَرة، وهُما مُجَنِّبَتَان والنون مكسورة). [النهاية في غريب الحديث والأثر، (جنب)، (ج1/ ص819)].
[26])) ابن هشام، السيرة النبوية: غزوة أحد، [مَنْ أَجَازَهُمُ الرّسُولُ وَهُمْ فِي الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ]، ص654.
[27])) المرجع نفسه: غزوة أحد، [مَثَلٌ مِنَ اسْتِمَاتَةِ الْـمُسْلِمِينَ فِي نُصْرَةِ الرّسُولِ]، ص682.
[28])) ابن أبي شيبـة، المصنف: كتاب الجهاد، ما ذكـر فـي فضل الجهاد والحث عليـه (ج4/ ص580).
[29])) تَلَهَّفَ: أي تَأَسَّفَ. [مختار الصحاح، (أسف)، ص32].
[30])) أي ادخُل فيها ما وجدْتَ مَدْخلا. [النهاية في غريب الحديث والأثر: (سوغ)، (ج2/ ص1034).
[31])) الطبقات الكبرى: أبو أيوب رضي الله عنه، (ج3/ ص485).
[32])) أسد الغابة في معرفة الصحابة: أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، (5/ 25) ، ط دار الفكر، بيروت، 1409ﻫ.
[33])) صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب النساء الغازيات يُرْضَخُ لهنَّ ولا يُسْهَمُ، والنهي عن قتل صبيان أهل الحرب، ص813، ح4690.
[34])) متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب غَزْوِ النِّسَاءِ وَقِتَالِهِنَّ مَعَ الرِّجَالِ، ص476، ح2880. واللفظ له. وصحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غَزْوَةِ النِّسَاءِ مَعَ الرِّجَالِ، ص(811 ـ 812)، ح4683.
[35])) صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب غَزْوَةِ النِّسَاءِ مَعَ الرِّجَالِ، ص811، ح4682.
[36])) صحيح البخاري: باب مُدَاوَاةِ النِّسَاءِ الْجَرْحَى فِي الْغَزْوِ، ص476، ح2883.