جاري التحميل

الإرسالية الروسية إلى فلسطين

الإرسالية الروسية  إلى فلسطين

كتبت الكاتبة أمل عاطف محمد الخضري في كتاب ( التنصير في فلسطين في العصر الحديث ) في هذا الموضوع

الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة ( 1439هـ - 2018م)

فقالت:

عندما وصل مبعوث الدولة الروسية إلى القدس عام 1857م، بادر بشراء أرض لإقامة مستشفى روسي عليها، وقد تم شراء الأرض فعلاً خارج السور المحيط بالمدينة المقدسة فـي الناحيـة الشمالية الغربية، وكانت تلك الأرض تمثل جزءاً كبيراً من أرض الميدان الذي تقام فيه الاستعراضات العسكرية، والاحتفالات الرسمية، والذي يعتبر مكاناً للتنزه للسكان، وقد أقيم عليه كنيسة كبيرة، ومستشفى، ومسكن، ومكتب للقنصل الروسي، وبيوت واسعة لنزول الحجاج الروس، وقد أنشأت البعثة الروسية عام 1844م، سلسلة مدارس مجانية تدرس مناهجها باللغة العربية في القدس، والناصرة، والرملة، وبيت جالا، ويافا، وحيفا، وغيرها من المدن، والقرى الفلسطينية، وفي عام 1858م أنشئ في القدس الحي الروسي، الذي أطلق عليه الناس «المسكوبية»، وذلك لأن لقب «مسكوبي» كان يطلق على كل روسي، كما تعرف بلاد روسيا أيضاً ببلاد المسكوب([1]).

وفي عام 1871م اشترت البعثة الروسية أرضاً في الخليل، وهي المكان المعروف باسم بلوطـة سيدنا إبراهيـم عليـه السلام، وبنت عليهـا كنيسة، ودار ضيافـة لنـزول الحجاج الروس، كما أقامت فوق«جبل الزيتون» في القدس ديراً روسياً، وآخر في قرية «عين كارم» جنوب غرب القدس، ثم أقيم مركز في «بيت جالا» عرف فيما بعد باسم دار المعلمات، حيث كانت تتدرب فيه بنات البلد لمدة ثلاث سنوات، ثم يتم انتخاب بعضهن من قِبَل المدارس الروسية للعمل فيما بعد في مدارس الإرسالية الروسية، وقد كان هناك تنافسٌ في افتتاح المدارس في فلسطين، والعمل على تطويرها بين المؤسسات الروسية، ومثيلاتها البروسية (الألمانية)، وذلك لخدمة المصالح الكاثوليكية والمصالح الأرثوذكسية. وقد تطورت المدارس الروسية في فلسطين تطوراً ملحوظاً، فتكونت المدارس في نهاية القرن التاسع عشر من مدارس ابتدائية ودور معلمين، ويذكر في أحد تقارير الحكومة العثمانية أنه يوجد في فلسطين أربع وثمانين مدرسة روسية تقدم التعليم الإرسالي الروسي لعشرة آلاف طالب وطالبة([2]).

 



([1])   جاءت التسمية نسبة لموسكوبا عاصمة روسيا كما كانت تسمى ذلك الوقت ـ انظر:

From: http:// www. kehil/ schoo ـ tzafo. net:/ magd/ nz ـ maskoby. htm 

([2])   انظـر: جولـة فـي تاريـخ الأرض المقدسة: جقمان ـ المجلد الثاني ـ الباب الأول ـ ص: 192 ـ 196.

الموضوعات