انتشار التنصير في العالم
انتشار التنصير في العالم
كتبت الكاتبة أمل عاطف محمد الخضري في كتاب ( التنصير في فلسطين في العصر الحديث ) في هذا الموضوع
الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة ( 1439هـ - 2018م)
فقالت:
يعـد المنصـرون الصراعات والفتن والكوارث الطبيعية نقاط انطلاق مهمة من وجهة نظرهم، لأنهـا تفتـح لهم أبواباً جديـدة للتنصـير بين الشعوب، لما تسببه من فقر وتخلـف فـي العالم بصورة عامة، ولمـا تحدثه بيـن المسلميـن من اهتزاز لثقتهم بهويتهم الإسلامية، نتيجة المعاناة من الآثار السيئة التي تحملها هذه النكبات، الأمر الذي يضعف ارتباطهـم بالديـن الإسلامي، لذلك يعمل المنصرون على إثارة الفتن، وانتهاز حدوث الكـوارث، للمسارعة في تقديم المعونـات والمساعـدات لتحقيـق أهدافهم([1])، وهـذا ما يخططون له، ويؤكد ذلك ما جاء في التوصيات التي أوصى بها المؤتمِرون في مؤتمر كولورادو، ومنها: «لكي يكون هناك تحول، فلا بد من وجود أزمات معينة ومشاكل وعوامل أعداد([2]) وتهيئة تدفع الناس أفراداً وجماعات خارج حالة التوازن التي اعتادوها، وقد تأتي هذه الأمور على شكل عوامل طبيعية كالفقر والمرض والكوارث والحروب، وقد تكون معنوية مثل التفرقة العنصرية أو الحساسية بسبب تسامح المجتمع تجاهالنفاق أو الوضع الاجتماعي المتدني، وفي غياب مثل هذه الأوضاع المهيئة، فلن تكون هناك تحولات كبيرة إلى النصرانية»([3]).
وبالرغـم مـن استهـداف التنصيـر للمسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى([4])، إلا أنهـم علـى اختـلاف فِرقهـم، متفقون على تنصير المسلمين كلهم([5])، ومثـالٌ علـى ذلك: ما تـم انتاجه مـن مادة تسجيلية مصورة جديدة في فلوريدا، تدور أحداثها حول عيسى عليه السلام، وهي مخصصة لأغراض التنصير، وتهدف إلى إقناع المسلمين وغيرهم بأن عيسى عليه السلام لم يكن نبياً فقط، كما يصوره القرآن الكريم، بل هو أكثر من ذلك([6])، والهدف من تلك الحملة الدعائية جذب أكبر عدد من الأتباع، للتأثير عليهم بالتشكيك في ما جاء به القرآن الكريم.
وممـا يدل علـى استهدافهـم جميع المسلمين أيضاً تلك الدراسة التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمركية حـول خطط المنصرين لتنصير العالم وتحويله إلى النصرانية، بعنوان: «700 خطة لتنصيـر العالـم»، قدمها كاتبان نصرانيان، أحدهما يشغل منصب مستشار الفاتيكان لشئون التنصير العالمـي، ولـه دور بارز فـي تخطيط برامج الكنائس الغربية، وقد قام بتحرير دائرة المعارف النصرانية، ويدعى «دافيد باريت»، وثانيهما يعتبر خبيراً في شئون التنصير، ويدعى «جيمس ريبسوم»، وقد اشتركا في وضع ستة وثلاثين مشروعـاً تنصيرياً مـن بيـن ثلاثمائة وثمانية وخمسين مشروعاً، تم تنفيذها ما بين عامي 1953م ـ 1988م.
ويذكر الكاتبان فـي هذه الدراسة أنـه لا يزال هنـاك شعوب لم يصلها التنصير، لذلك يجب بذل جهود مستمـرة للتعـرف علـى هذه الأوساط وتنصيرها، وأن عليهم اتباع أفضـل السبـل لتجنـب منـع نشاطهم في كثير من بلاد العالم، وأنه حتى لو كانت الأساليب المتبعة منافية للأخلاق ومخالفة للقوانين، فإن هذا لا يهم، وتشير الدراسة إلى أنه لدى المنصرين الآن أجهزة سرية تمكنت من اختراق تلك الدول التي منعتنشاطهم بصـورة قانونيـة، ولكنهـم مارسوه بصورة سريـة خفيـة([7])، ويفتخر المؤلفان بالشبكة التنصيرية الضخمة التي تملكها المؤسسة التنصيرية العالمية فيقولان: «هناك شبكة تنصيرية ضخمة تحت السلطة تعتمد أساساً على الكلمات الشفهية، فلا توجد هنا رسائل مكتوبـة ولا مكالمـات هاتفية»([8]) وهذا يوحي بمدى الانغلاق والسرية التي تحاط بها العمليات التنصيرية.
ويركز المنصرون نشاطهم على القارة الأفريقية، لأن الدين الإسلامي هو الأكثر انتشاراً فيها، لذا فإنه يتعرض لحملة عنيفة، وهجمة شرسة من قِبَل المنصرين، لتحويل القارة الأفريقية المسلمة إلى قارة نصرانية.
وقد عانى السكان في أفريقيا من أنواع التخلف والجهل كافة، وما كان ذلك إلا بسبب احتكـار المؤسسات التنصيرية للتعليم، كما أن هناك العديد من الدول الأفريقية ذات الأغلبية المسلمة تخضع لرئيسٍ نصراني، وعلاوة على ذلك فإن الوظائف القيادية بأيدي النصارى، ولا يحظى مسلم واحد بوظيفة وزارية، لذلك يعاني السكان من سوء الإدارة وعدم المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية في بلادهم، وكذلك يعانون من التحكم في اقتصاد البلاد، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الفقر والأزمات الاقتصادية وبالتالي يهيئ لوجود المناخ الذي ينشط فيه المنصرون لممارسة التنصير([9]). فقد استغل المنصـرون الجفـاف والتصحـر والفقـر الذي تعانـي منـه المجتمعات المسلمة بتكثيف عمليات الإغاثة مما أدى إلـى تنصـر عـدد كبير من المسلمين خلال ست سنوات، بينما تعاني القلة الباقية من عدم توفر العناية والرعاية من قِبل إخوانهم المسلمين، بالإضافة لمعاناتهم من عدم معرفة الكثير من تعاليم دينهم([10]).
وتستهـدف عمليـات التنصيـر كذلـك الأقليات المسلمة في أفريقيا، وتتحداها بإمكانات هائلـة لا قبـل لهـم بها([11])، فهـم يعملـون بـلا كللٍ أو مللٍ تحت شعار رفعه مجلس الكنائس العالمي بعنوان: «أفريقيا نصرانية عام 2000»، وقد وضع هذا المجلس بمساعدة المنظمات الكنسية الخطط اللازمة لتنصير القارة الأفريقية باستغلال ما تعانيه من جوع وفقر ومرض([12])، ويتوفر للمنصرين الطائرات اللازمة لنقل الأطباء والأدوية والممرضات لعلاج المرضى في الغابات والجبال، ولا يتوانى المنصرون عن إقامة حفلات على ظهر سفن خاصة معدة لمثل تلك الحفلات، يوزعون من خلالها المطبوعات الكنسية، تحت ستار «المعرض العائم للكتاب»([13]).
وفي المقابل فإن هناك أصواتاً تنادي بضرورة العمل لمواجهة المنصرين، فيقول أحد المهتمين([14]): «إن أفريقيا التي كانت تدين بالإسلام قبل أن تطأها أقدام الاستعمار تحتاج على الأقل إلى عمل عشرين منظمة إسلامية بعد ترك الاستعمار المسلمين في حالة يرثى لها من الفقر وعدم التأهيل والتعليم»([15]).
وأمـا بالنسبة لقـارة آسيا فلـم تسلم أيضاً من المخططات التنصيرية، التي تركز عملها في دول الجزيرة العربية والخليج العربي بشكل خاص، لوجود بلد المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها، ولانطلاق الإسلام منها إلى مشارق الأرض ومغاربها، ولوجود أعظم المقدسات الإسلامية فيها([16])، والتي أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنع دخول اليهود والنصارى فيها، إذ أخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«لأخرجن اليهود والنصـارى من جزيرة العرب، حتى لا أدع إلا مسلماً»([17])، لذلك يضعها المنصرون نصب أعينهم، فيقول المنصر الصليبي الأمريكي «روبرت ماكس»: «ولن تتوقف جهودنا وسعينا في تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكة، ويقام (قداس الأحد) في المدينة»([18]).
وكذلـك تتعرض باقـي الدول الإسلاميـة في القارة الآسيوية، بما فيها فلسطين لحملات التنصير المتلاحقة، والمتجددة، طمعاً في إنجاح المخططات المدروسة،والموضوعة بإحكـام مـن قِبل مجلس الكنائس العالمـي، والفاتيكـان، وهمـا يقومـان بتعييـن مراكز للإشراف على مشاريع حركات التنصير، ومتابعتها، وتمويل أنشطتها، وإمدادها بالباحثين المؤهلين، لإدارة تلك المشاريع وتنفيذها([19]).
ولـم يكتف المنصـرون بالعمل فـي صفوف المسلمين، بل عملوا جاهدين على تشويه صورة الإسلام وحضارتـه للحد مـن انتشاره، وذلك بين الأمم غير النصرانية، والتي لا تديـن بالإسلام، ويتركز عمـل المنصريـن بيـن شعـوب الدول التـي ترى في الإسلام تاريخاً، وحضارة، النموذج الأمثل للقوة، والعدل، في أسمى صُوَرِه، وكذلك الشعـوب التـي ضمها الإسلام ضمـن حكمـه العادل فـي عصور الخلافة الإسلامية الراشدة، لزرع الحقد والكراهية فـي قلوبهـم ضـد الإسلام والمسلميـن، فتهتـز صورة الإسلام في قلوب هؤلاء الناس، وحتى الشعوب غير المسلمة التي كانت تتعاطف مع المسلمين، أو تتعاون معهم، فقد قاموا ببث الأحقاد، والكراهية في قلوبهم، ضد الإسلام، وذلك بإيهامهم بأن الإسلام هو السبب في التخلف الذي تعاني منه شعوبهم.
إذن فهم لا يعملون على قتل الإسلام في قلوب معتنقيه فحسب، بل ويعملون على تنفيـر غيـر المسلمين مـن الإسلام، ومنعهـم من مجرد الشعور بعظمته، فضلاً عن التفكير في اعتناقه، ومن ثَم يَسْهُل عرض تعاليم الدين النصراني أمام هذه الشعوب لاعتناقها، وقـد يكتفـي المنصرون أحياناً ببقـاء الأمم غيـر الإسلامية على وثنيتها، أو إلحادها، أو دينها السابق، إضافة إلى إقناع الكثير من أفراد هذه الأمم بالعمل ضد الإسلام، بحجة أنه سبب التخلف، والبعد عن المدنية، والتقدم والحضارة([20]).
ومما جاء في خطاب البابا «يوحنا بولس الثاني»([21]) في عام 1993م: «التأكيد على أهمية وضرورة تنصير العالم، وخاصة في بلدان ما بعد الشيوعية خشية من استمرارها في الإلحاد أو من تحولها إلى الإسلام… ومن هنا باتت ضرورة ضرب الإسلام على أنه يمثل الملجأ الوحيد أمام الذين يكفرون بمسيحيتهم عند اكتشافهم كل ما أُجري في عقيدتهم من تحريف ولا يمكنهم العيش في الإلحاد»([22]).
حتى في أوروبا فقد بذل المنصرون جهودهم للحد من انتشار الإسلام فيها بين النصارى أنفسهم، وخاصة بعـد أن تعرّف النصارى علـى سماحـة الإسلام، وسلامة عقيدته، وحُسن تعامله مع الآخرين([23]).
كانت هذه لمحة سريعة عن التنصير العالمي للكشف عن بعض المخططات التنصيرية، التي تسعى لإحكام القبضة حول العالم واستغلاله من قبل المنصرين.
وفيمـا يلي نمـاذج لبعض الأنشطة التنصيرية في بعض الدول، والتي تعتبر شبه خاصة بكل دولة حسب ظروفها:
منطقة الخليج العربي:
ذكرت وكالة «فيدس» التابعة للفاتيكان، في تقرير لها عام 1985م، عن الحركة التنصيرية فـي الخليج، أنها تملـك مؤسسات نصرانيـة فـي تلك المنطقـة تمارس العمل التنصيري، من خلال مائة ألف عاملٍ في مجال التنصير، يعملون في البحرين وقطر وأبو ظبي، وأخطر ما فـي التقرير هـو أن رجال الدين النصارى، الذين يُمنعون من دخول تلك البلاد بصفتهم الدينية، يدخلونها كمتعاقدين لدى شركات نفطية([24]).
ومن المنظمات العاملة في منطقة الخليج العربي: جمعية مبشري الكنيسة، والاتحاد العالمي للكنائس، والإنجيل والزمالة الطبية للمبشرين، وغيرها كثير([25]).
كما جاء في تقرير ألقاه «جون بوتين» سكرتير التجمع العالمي للمنصرين في نيويورك في مؤتمر مجلس الكنائس العالمي بتاريخ 21 سبتمبر عام 1979م ما يأتي: «إن المنظمات التبشيرية العالمية قررت جعل «دبي» مركزاً وقاعدة للانطلاق والهجوم على «مكة»»!!([26]).
وقـد تـم استهدافهـا فعلاً حيث يقـام فيها كل عام «سوق دبي الدولي»، والذي يرتاده المنصرون بدون قيود تمنعهم من الدخول، أو من بث أفكارهم التنصيرية التغريبية.
السعودية:
يتباهى المنصرون باختراقهم الحدود السعودية، والتي تعتبر مغلقة أمامهم، وبأنهم الآن يعملون فـي جميع مجالات التنصير فـي الخفاء، وقد بلغ عدد العاملين منهم هناك حوالي خمسين ألف أمريكي([27]).
اليمن:
بـدأ أول عمل تنصيري منظـم فـي اليمـن من خلال منظمة فريق البحر الأحمر الدولي، والتي يأتي أفرادها للعمل في البلاد الإسلامية بهدف نشر الإنجيل بين المسلمين، ويستغـل المنصرون المستشفيات والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية لتحقيق أهدافهم، ولقد حذرت «رابطة العالم الإسلامي» من نشاط المنصرين في اليمن، فأشارت في نشرة تُصْدِرُها إلى نجاح المنصرين في تنصير مائة وعشرين يمنياً مسلماً في حضرموت([28]).
مصر:
تخطـط الكنيسة المصرية للعمـل علـى بلـوغ شعب الكنيسة إلى نصف الشعب المصري، ولتنفيذ ذلك تم اعتماد عـدة قـرارات أهمها: تحريم تحديد النسل وتنظيمه بين شعب الكنيسة، في الوقت الذي يجب العمل فيه على تشجيع ذلك بين المسلمين، والهدف من ذلك خفض معدل الزيادة بين المسلمين ورفعه بين النصارى([29]).
أفغانستان:
عملت المؤسسات التنصيرية الغربية بمساندة الأمم المتحدة على تكثيف العمل التنصيري داخل أفغانستان، تحت شعار «من أجل إعمار أفغانستان»، ففي عام 1980م بدأت العشرات من تلك المنظمات التنصيرية تتوافد إلى أفغانستان، ومن أبرزها مؤسسة «تيم»([30]) الأمريكية التي تعمل على توزيع الكتب النصرانية والأناجيل على الطلاب والطالبات، خلال حفلات ماجنة يقيمها المنصرون([31]).
السودان:
يوجـد فـي جنوب السودان الكثيـر ممـن يحملـون أسماء نصرانية مع أن آباءهم وأجدادهم مسلمون، ومن أساليب التنصير الطبي في السودان في المستوصفاتالخاصة بالمنصرين، أنه لا يقوم الطبيب بمعالجة المرضى، إلا بعد الإفصاح والتعبير عن الإيمان والاعتقاد بأن الشافي هو المسيح والعياذ بالله([32]).
الحبشة:
اتخـذ المنصرون فـي الحبشة أسلوباً خطيـراً فـي تقديـم العلاج للمرضى، فكان لا يعالج المريض حتى يركع ويسأل المسيح أن يشفيه، ثم تطور أسلوب التنصير في المستشفيات عـن طريـق الاكتفاء بمظاهـر النصرانيـة، وإيحاءاتها التي يُحاط بها المرضى كوضع صورة العذراء أو رمز الصليب أمام المريض، ليصحو وينام ويفتح عينيهويغلقهما على هذه المشاهد، بالإضافة إلى إغراق المرضى بالخدمة الممتازة، والمجاملات المحسوبة، مما يقلـل مقاومـة المريض لتلـك العقيدة، ويصبـح مؤهـلاً نفسياً لتقبـل أنشطة لم يكن ليسمح لهم بممارستها معه من قبل([33]).
أندونيسيا:
مـن أساليب المنصرين فـي أندونيسيا، القيـام بمنـح النساء الأندونيسيات المال اللازم لبيع الأطعمة لدعم دخل العائلة، وكذلـك تقديـم الأدوات الزراعيـة والبذور والأسمـدة للفلاحين، وإنشاء جمعيات للإقراض بشروط سهلة، لكل من كان بحاجة إلى مهنة، أو عمل، أو إكمال دراسة.
ومـن أخطر الممارسات التنصيرية ما يشيعـه المنصـرون بيـن العامة، من صعوبة اتباع دين الإسلام، وسهولة الدين النصراني، من حيث حاجة المسلم لبقائه منتسباً للإسلام إلى الاستيقاظ مبكراً لتأدية الصلاة، وتكرار تلك الصلاة أربع مرات في اليوم بعد ذلك، منذ سن الرشد حتى الموت، أما في النصرانية فلا شيء ينغص على النصارى حياتهم، ولا يعانون مـن هذا النظام الصارم الذي يلزمهم بالصلاة خمس مرات في اليوم، وعلى مدى الحياة، وهي من وجهة نظر المنصرين مهمات صعبة يطلبها الرب في الإسلام، أما في النصرانية فالـرب حنـون لأنه لا يطلب منك إذا أصبحت نصرانياً سوى المجيء إلى الكنيسة كـل يـوم أحـد. ولا يتوانـى النصارى الكاثوليك في بعض المناطق عن تنظيم صـلاة كصـلاة الجمعة، وارتـداء الطاقية الأندونيسية التي يرتديها المسلمون، وكذلك إلقاء تحية الإسلام على الناس، وذلك لمنافسة المسلمين([34]).
جنوب الصحراء الكبرى([35]):
تعمـل الإرساليـات العاملة جنـوب الصحراء الكبرى على استغلال الأوضاع الاقتصادية، لتنصير القبائـل المسلمة التـي تقيم هناك، فيتم التعاقد مع حَمَلةِ المؤهلات العاليـة وذوي الفكر المعادي للإسلام والعـرب، ويسعـى المنصـرون إلى إقناع القبائل التي تنتقل من مكانٍ إلى آخر بالاستقرار في مخيمات دائمة ليسهل التحكم في مصائرهم، إضافة إلـى العمل على إسكات أصوات المعارضين من ذوي الرئاسة والعلم والدين، بالهدايا والهبات، والعمل على التفريق بين الطوائف الدينية بتأييد إحداها علىالأخرى، وبناء كنائس في بعض القرى الهامة لاستدراج السذج، ويتم عزل أخبار هذه العمليات عن الإعلام الإسلامي.
ومـن أخطر ما تقـوم بـه الإرساليـات التنصيرية عمليات التوأمة لكل مخيم مع قرية أو مدينة أوروبيـة يتـم اختيارها لمساعـدة سكان المخيم المسلم، فهم يطمعون من وراء ذلك، إلى تفضيل سكان المخيم الصحراوي لتلك القرية، أو المدينة المساعدة، على مكة المكرمة، والمدينة المنورة([36]).
بورما(3):
([37])تدفع الأقليات المسلمة الفقيرة في بورما، مقابل الغذاء والكساء ثمناً غالياً، إذ يطلب منهم مقابل ذلك أخذ أبنائهم إلى مدارس الإرساليات التي يرفضها المسلمون، وبذلك يوضعـون أمـام تحدٍ صعب، إما دفع الثمن غالياً بفقد الأبناء وتنصيرهم، وإما الفقر والعوز والحاجة([38]).
السنغال:
تولـى «ليوبولـد سيدار سنغور» منصب رئاسة الجمهورية في السنغال المسلمة، عقب نيلها الاستقلال عـن فرنسا عام 1960م، وظل في منصبه عشرين سنة، ثم تخلى عنه في عام 1980م، وكـان متحمساً لنصرانيتـه، مجاهراً بعدائـه للإسلام ويحاول بكل وسيلةٍ للنيل منه، فمن أقواله: «لا نستطيع أن نحول بين السنغاليين وعقيدتهم الإسلامية، ولكننا نستطيع أن نصوغهم في قوالب أسوأ مسلمين»([39]). وتوفي في العشرين من ديسمبر عام 2001م في فرنسا عن عمر يناهز الخامسة والتسعين([40]). وقد أنشئت العشرات من المـدارس التنصيرية التـي تقـوم الدولـة بحمـايتهـا، في الوقت الذي تثار فيه القلاقل والإضرابات الطلابية في المدارس الحكومية، الأمر الـذي يؤدي إلى تسرب الفوضى في تلك المدارس مما يدفع الأهالي إلى إرسال أبنائهم إلى مدارس الإرساليات التنصيرية([41]).
سريلانكا:
من أخطر الإجراءات التي يتعرض لها المسلمون في سريلانكا، ما عرف بضريبة الموت، وهي من وسائل التنصير المباشرة، إذ يجد السريلانكي المسلم نفسه أمام اختيار صعب إمـا أن يدفع ضريبة باهظـة مقابـل عـدم دخوله في النصرانية، وإما الموت، أو اعتناق النصرانية([42]).
إيران:
قام المنصرون بفتح مدارس ومستشفيات تنصيرية في إيران، بدعم من جمعية التنصيـر الإنجليزية، وكانـت بدايـة التنصيـر سنة 1811م، وبالرغم من اتساع نطاق هـذه الحمـلات بعـد الثورة، إلا أن نفـوذ العلمـاء والمسلمين لا يزال هو المسيطر على الساحة([43]).
روسيا:
تم تسجيل ما يزيد على ألف بعثةٍ تنصيرية، ومركزٍ ديني، ووكالة إخبارية أجنبية عاملة في روسيا، تخدم جهات دينية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية وألمانيا والسويد، وتقوم بتوزيع المعونات على السكان، مستغلة سوء الأحوال الاقتصادية، إلى جانب قلة اهتمام السلطات المحلية تجاههم([44]).
بريطانيا:
تقـوم «منظمة الزمالة التنصيرية الدولية» بإصدار نشرات توزعها على الطلاب الأجانب المسلمين لديهـا، وهـي تعمـل جاهـدة لاستمالتهم بمختلف الوسائل، سواء أكانوا من ماليزيا، أو باكستان أو إيران أو غيرها، وتطور عملها باستخدام طرق تحليل سلوك الجمـاعات المسلمة، ويوجـد مركز لهذه المنظمة التي تأسست عام 1928م، في «ليستر»، وقـد بلغـت ميزانية هـذه المنظمة السنوية، ستمائة وعشرين ألفاً ومائة واثنين وثمانين جنيه استرليني لعام 1983([45]).
كانـت هـذه بعـض جهـود المنصرين، وخططهم لتنصير العالم الإسلامي، على سبيل المثال لا الحصر.
p p p
([1]) انظر: التبشير والاستعمار في البلاد العربية: د. مصطفى خالدي، د. عمر فروخ ـ بدون دار نشر ـ بيـروت ـ الطبعـة الثالثـة ـ 1383ﻫ ـ 1964م ـ ص: 130، والموسوعة الميسرة: دار الندوة ـ 2/ 684، ومخططات تنصيرية تستهدف المسلمين: وكالة الأنباء الإسلامية ـ الاقتصادالإسلامي ـ العدد: 147 ـ السنة الثالثة عشرة ـ صفر ـ 1414ﻫ ـ يوليو/ أغسطس ـ 1993 ـ دبي ـ ص: 20.
([4]) لم يقتصر التنصير على استهداف المسلمين بل تعداه ليشمل اليهود، إذ تنشط الحملات التنصيرية في أكثر من ستين مدينة حول العالم لتنصير اليهود بقيادة منظمة أمريكية تدعى « يهود من أجل المسيح»، وذلك في اعتقادهم انطلاقاً من واجب يمليه عليهم الإنجيل ـ انظر: نشاط تنصيري اخطبوطي كبير في بريطانيا والعالم الإسلامي ـ
From: http:// tansser. jeeran. com ـ 28 ـ 10 ـ 2002.
([9]) انظر: يسعون لتنصير أفريقيا ـ الاقتصاد الإسلامي ـ العدد: 138 ـ السنة الثانية عشرة ـ جماد الأول ـ 1413ﻫ ـ نوفمبر ـ 1992م ـ دبي ـ ص: 55.
([10]) انظر: واقع محزن للمسلمين في أفريقيا والتنصير يزداد شراسة وضراوة ـ الاقتصاد الإسلامي ـ العدد: 147 ـ السنة الثالثة عشرة ـ صفر ـ 1414ﻫ ـ يوليو/ أغسطس ـ 1993م ـ دبي ـ ص: 21.
([11]) انظر: في بورما يواجهون القتل والتشريد وفي أفريقيا يتعرضون لحملات التنصير: صديق محمد مضوي ـ الاقتصاد الإسلامي ـ العدد: 140 ـ السنة الثانية عشرة ـ رجب ـ 1413ﻫ ـ يناير ـ 1993م ـ دبي ـ ص: 46.
([12]) انظر: إيجاد الإنسان الأفريقي التابع هدف لحركة التنصير: حقار بن محمد أحمد ـ حوار: حسين حسن حسيـن، ومحمـد القعطبـي ـ الفيصـل ـ العـدد: 222 ـ ذو الحـجـة ـ 1415ﻫ ـ مايو ـ 1995م ـ الرياض ـ ص: 51.
([14]) وهو المشير عبد الرحمن حسن سوار الذهب رئيس السودان السابق ـ انظر: واقع محزن ـ الاقتصاد الإسلامي ـ العدد: 147 ـ ص: 21.
([16]) انظر: وسائل المنصرين: سليمان بن فهد العودة ـ ص: 20
From: http:// www. alsalafyoon. com/ salmanaldah/ tanseer1. htm
([17]) رواه مسلـم: كـتاب الجهاد والسير ـ بـاب إخـراج اليهـود والنصارى من جزيرة العرب ـ رقم الحديث 1767 ـ انظر صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج ـ تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء المكتبة العربية ـ القاهرة ـ د. ط ـ د. ت. ن ـ 3/ 1388.
([18]) مؤامـرة التنصيـر للزحف علـى مكـة المكرمـة: د. خالـد محمد نعيم ـ دار النهضة الإسلامية ـ بيروت ـ د. ط ـ د. ت. ن ـ ص: 37.
([21]) البابا يوحنا بولس الثاني: حمل هذا الاسم اثنان من باباوات الفاتيكان، وهذا الثاني ولد عام 1920م في فادوفيتس قـرب كراكـوف فـي ببلونيا، شغل منصب رئيس أساقفة كراكوف عام 1964م، ثم منصب البابا عام 1978م، تعرض للاغتيال عام 1981م ـ انظر: المنجد في اللغة والأعلام ـ دار المشرق ـ بيروت ـ الطبعة الثامنة والثلاثون ـ 2000م ـ ص: 623.
([22]) تنصير العالم: مناقشة لخطاب البابا يوحنا بولس الثاني ـ د. زينب عبد العزيز ـ دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ـ المنصورة ـ الطبعة الأولى ـ 1415ﻫ ـ 1995م ـ ص: 26.
([25]) انظر: الزحف إلى مكة ـ حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي: د. عبد الودود شلبي ـ الزهراء للإعلام العربي ـ القاهرة ـ الطبعة الأولى ـ 1409ﻫ ـ 1989م ـ ص: 23.
([29]) انظر: ما يجب أن يعرفـه المسلم مـن حقائق عن النصرانية والتبشير: إبراهيم السليمان الجبهان ـ الرئاسة العامـة لإدارات البحوث العلميـة والإفتـاء والدعـوة والإرشاد ـ المطابـع الأهليـة ـ الرياض ـ الطبعة الأولى ـ 1397ﻫ ـ 1997م ـ ص: 23، 25.
([30]) تيم Team بعثة الإنجيل المتحدة وهي منظمة دولية تنصيرية نصرانية، تأسست عام 1890م في اسكندنافيا، وتهتم بالأمور التربوية والطبية والإذاعية ـ انظر: أجنحة المكر الثلاثة: الميداني ـ ص: 31، 32.
([31]) انظر: جمعيات التنصير الصليبية تغزو أفغانستان: د. خالد نعيم ـ الجندي المسلم ـ العدد: 59 ـ السنة التاسعة عشرة ـ ربيع الأول ـ 1411ﻫ ـ سبتمبر ـ 1990م ـ الرياض ـ ص: 44، 48.
([32]) انظر: حركة التنصير فـي العالـم الإسلامي: د. يحيى هاشم فرغل ـ جزء مـن كتاب: في الفكر الإسلامي لمجموعة من المؤلفين ـ مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة ـ العين ـ د. ط ـ 1410ﻫ ـ 1990م ـ ص: 524.
([34]) انظر: زلزلة العقيدة أولاً ثم تنهدم الأسوار أساليب حملات التنصير فـي أندونيسيا ـ البيان ـ العدد: 27 ـ رمضان ـ 1410ﻫ ـ نيسان ـ 1990م ـ لندن ـ ص: 71، 72.
([35]) الصحراء الكبرى بادية فسيحة تقع في شمال أفريقيا، وتعد أوسع صحاري العالم، تمتد بين البحر الأحمر والمحيط الأطلسي، تنتشر في جنوب كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر كما تشمل موريتانيا والصحراء الغربية وأجزاء من مالي ونيجيريا وتشاد والسودان ـ انظر: المنجد ـ ص: 344.
([36]) انظـر: حملـة لتنصير الطوارق جنـوب الصحـراء الكبـرى ـ البيـان ـ العدد: 33 ـ ربيع الثاني ـ 1411ﻫ ـ نوفمبر ـ 1990م ـ لندن ـ ص: 67.
([37]) تقع بورما في جنوب شرق آسيا علـى خليج البنغال بين تايلاند ولاوس والصين وبنغلاديش والهند وعاصمتها رنغون، نالت استقلالها عن الهند عام 1947 ـ انظر: المنجد ـ ص: 146.
([40]) انظر: المرجع السابق ـ ص: 243، وأبرز الشخصيات التي غابت عام 2001م ـ
From: Http:// www. news. masrawy. com/ year/ 28122001/ 67840news. htm
ومجاهيل ومشاهير شخصيات سياسية ـ
From:: Http:// www. islam ـ online. net/ arabic/ famous/ 2002/ 01/ article05. shtml.
([42]) انظر التنصير وضريبة الموت: أحمد أبو زيد ـ منار الإسلام ـ العدد الثامن ـ السنة السابعة عشرة ـ شعبان ـ 1412ﻫ ـ فبراير ـ 1992م ـ الإمارات العربية المتحدة ـ ص: 130.
([43]) انظـر: التبشيـر والاستشراق أحقـاد وحملات على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبلاد الإسلام: محمد عزت الطهطاوي ـ الزهراء للإعلام العربي ـ القاهرة ـ الطبعة الأولى ـ 1411ﻫ ـ 1991م ـ ص: 190.