أهداف التنصير
أهداف التنصير
كتبت الكاتبة أمل عاطف محمد الخضري في كتاب ( التنصير في فلسطين في العصر الحديث ) في هذا الموضوع
الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة ( 1439هـ - 2018م)
فقالت:
يتظاهر القائمون على عمليات التنصير بالرغبة في نشر الدين النصراني، وهداية العالم إلـى سماحة تعاليم المسيح، فهل فرغوا من هداية شعوبهم الملحدة حتى يتوجهوا إلى هداية المسلمين؟ كلا، فالعالم الغربي يعج بالأمراض النفسية، والاجتماعية، ويعاني من الخواء الروحي، نتيجة البعد عن العقيدة الصحيحة([1])، ومما يؤكد ذلك أن أهداف أغلب الممولين، والمشاركين في عمليات التنصير، والتي يسعون لتحقيقها لا تمتللدين بصلـة، باستثناء بعـض المنصرين ممـن يعتقـد أنه يقوم بعمل سامٍ، وهو إنقاذ العالم من المشكلات المحدقة به من كل جانب، معتقدين أن دينهم هو الحل الأمثل، فيندفع أمثال هـؤلاء بحمـاس، تدعمه العاطفة الدينية، والرغبة القوية لنشر الدين حباً في نشره، أو المسارعة في تقديم الدعم المادي لمن يقوم بتلك المهمة، وهم قلة لدرجة الانعدام أحياناً([2]).
ومنهـم مـن يستغل حمـلات التنصير لتحقيق أطماع شخصية، كالسفر إلى جميع أنحاء العالم على حساب مراكز التنصير، أو تحقيق مكاسب سياسية، أو مكاسب تجارية، ومنهـم من ينقـاد لأهوائه، ويسيطـر عليه حب الاستغلال، وانتهاز الفرص، فيتحول من كاثوليكي إلى بروتستانتي، أو العكس حسب أطماعه.
وبصورة عامة، فإن جميع المنصرين الانتهازيين منهم، والمخلصين، طلاب الدنيا، أو طلاب الدين، يُجمعون على أمر واحد لا يختلف عليه من بينهم اثنان، وهو إضمار الكره والبغض للمسلمين، فمعاملتهم للمسلمين قائمة على العداوة الشديدة، علاوة على العداوة القائمة بين الفرق النصرانية فيما بينها([3])، قال تعالى: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّـهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾[المائدة: 14]؛ لذلك أعد المنصرون العدة، وحبكوا المؤامرات ذات الأبعاد السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية، ليتسنى لهم تسخير الإمكانات، والطاقات الإسلامية، واستغلالها لخدمة الصليبية في أي مكان، ومحاولة كسب الوقت قبل امتداد الزحف الإسلامي إلى حصون الصليبية([4]).
ولا يعمـل دعاة التنصير لتحقيق أهدافهم وفق خطة مدروسة فحسب، بل من منطلق كنسي، فـقد تقـرر في مجمع الفاتيكان الثاني 1965م ـ الذي تم فيه تبرئة اليهود من دم المسيح ـ عدة قرارات خطيرة هي الأولى من نوعها، إذ كانت جميع قراراتالمجامع السابقة مجرد قرارات دفاعية عن صحة الدين النصراني، أما قرارات هذا المجمع فكانت هجومية، ومن أخطرها فرض العقيدة الكاثوليكية على جميع دول العالم، والقضاء على الإسلام والمسلميـن. ولإنجـاح عمليـات التنصيـر قرر المجمع إنشاء السينودس وهو المجلس الدائم لأساقفة الكنيسة العالمية، ومهمته الأساسية «إعلام وإرشاد مقر العمليات العالمي الخاضع للبابا»([5])، ومن القرارات أيضاً تحديث الكنيسة، أي إعادة صياغة ما بها مـن العقيدة اللامعقولـة، وجعلهـا تتوافـق مـع مفاهيـم العصر الحديث، واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتنفيذ مخطط التنصير([6]).
إذن يسعـى المنصرون بكـل طاقاتهم لتنفيذ أهدافهم وفق، ما هو في مخططاتهم، ويمكن تقسيم أهداف التنصير إلى قسمين:
القسم الأول: ويشمل الأهداف العامة التي تستهدف فلسطين، وغيرها من دول العالم الإسلامي.
القسم الثاني: ويشمل الأهداف التي يسعى المنصرون لتحقيقها في فلسطين بشكل خاص.
أولاً ـ أهداف التنصير في فلسطين وغيرها من دول العالم الإسلامي:
1 ـ القضاء على الإسلام: وذلك بزعزعة العقيدة في قلوب المسلمين، وهدم نظام الأخـلاق الإسلاميـة، والتشكيك في صحة نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثَم التشكيك في صحة بعض أحكام الإسلام، مثل أحكام الرق وتعدد الزوجات والجهاد وغيرها، ومن خلال هذه القضايا يتم تشكيك المسلمين في دينهم، وخاصة عندما يُقدَم لهذه القضايا شروحات سطحية وملتوية، لإضعاف تمسك المسلم بدينه، إذ إن تمسك المسلم بدينه مستمد من رسوخ شجرة الإيمان، ومن ثبات القيم الإنسانيةالإسلامية([7]).
وبذلك يخرج المسلم من دينه مع احتفاظه بلقب مسلم، كما خطط له «زويمر»([8]) وهـو ما عبّر عنـه فـي قولـه: «ولكـن مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً، وإنمـا مهمتكم أن تخرجـوا المسلم مـن الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها»([9]).
وإذا شعـر المنصر بفشل، أو يـأس، فإنه يجد «زويمر» يطمئنه فيقول: «لا ينبغي للمبشر المسيحي أن يفشل أو ييأس أو يقنط عندما يرى أن مساعيه لم تثمر في جلب كثير مـن المسلمين إلى المسيحية لكن يكفي جعل الإسلام يخسر مسلمين، بذبذبة بعضهم. عندما تذبذب مسلماً وتجعل الإسلام يخسره، تعتبر ناجحاً يا أيها المبشر المسيحي، يكفي أن تذبذبه ولو لم يصبح هذا المسلم مسيحياً»([10]).
ويبدو أن هذا هو الإسلام الجديد الذي تحدث عنه القس «ينغ» في مؤتمر «لكنو» المنعقد في عام 1911م بقوله: «إنه قد أزف الوقت لارتقاء العالم الإسلامي (عن طريق النصرانية طبعاً في زعمه)، وسيدخل الإسلام في شكل جديد من الحياة والعقيدة، ولكن هذا الإسلام الجديد سينزوي ويتلاشى أمام النصرانية»([11]).
2 ـ تشتيت وحدة المسلمين في جميع بقاع الأرض، والقضاء عليها: وذلك بتجزئتهم بحيث لا يربط بينهم أي رابط عقائدي، أو تاريخي، ولا تجمع بينهم أية مصلحة مشتركة، فيصبح التعامل بين المسلمين على مستوى الأفراد مبنياً على حب الذات، وحب السيطرة، والتملك، بدلاً من سيادة روح التعاون، والإخاء، وعلى مستوى الدول، والحكومات، يعمل دعـاة التنصير على إضعاف اتصال أجزاء العالم الإسلامي بعضها ببعض، وإثارة الدعوات الطائفية، والنزعات الإقليمية، والخلاف بين المسلمين، كما حدث عندما وقعت الفتـن بيـن المسلمين العـرب، والمسلميـن الأتـراك، والترويج لإشاعةٍ تصف الأتراك بالاستعمار التركي الذي يَجثُم على قلوب المسلمين، وأنه يجب الخلاص منه، وما فعلوا ذلك إلا ليتمكنوا من القضاء على الخلافة الإسلامية؛ ليسهل التنازل عن أرضفلسطين وهذا ما حدث فعلاً([12])، وذلك بعد أن أصبحت الإمبراطورية الإسلامية العثمانية أعظم إمبراطوريـة فـي العالم، وقد بلغ من عظمتها أن البحر المتوسط أصبح بحيرة إسلامية عثمانية، وقد حققت هذه الإمبراطورية العزة، والقوة، والمنعة، للإسلام والمسلمين حتى عهد السلطان عبد الحميد، الذي أخفقت كل المحاولات الصليبية والمؤامرات اليهودية، ضـد الإسلام، والمسلمين في عهده، والذي بسقوطه تمكن الغرب الحاقد من نشر فكرة القومية العربية، وضرورة التخلص من الاستعمار التركي بزعمهم، فانفرط عقد الخلافة الإسلامية، وتفرقت أجزاء الامبراطورية الإسلامية العظيمة إلى دويلات، وإمارات، فاقدة بذلك قوتها، وسطوتها، في هذا الوقت قامت إسرائيل في قلب العالم الإسلامي بحماية القوى الأوروبية الكبرى، وتملكت القدس العربية لأول مرة في التاريخ عام 1967م، والقومية العربية المزعومة لا تحرك ساكناً! ([13]).
«وهكذا كانت نهاية الإمبراطورية العثمانية… أكبر انتصار للصليبية الأوروبية، واليهودية العالمية، وقد تركت فراغاً لم يملأ …»([14]).
3 ـ تشويه صورة حضارة الإسلام، وتزوير الحقائق التاريخية الإسلامية: وذلك عـن طريق بث الأفكار المزيفة المشوهة عـن الإسلام، وتاريـخ المسلمين، والعمل على الانتقاص من عظمة الدور الذي قام به المسلمون الأوائل، حتى وصلت الحضارة الإسلامية أعلى درجات المجد، والقوة، وكذلك العمل على إثارة الشبهات حول أعلام الإسلام، وذلك للتأثير على الشباب الإسلامي المعاصر، ليفقد ثقته، واعتزازه بالإسلام العظيم، وتاريخه الحافـل، ورسالته الإنسانية، فيفقد اتصاله بماضيه المشرف، مما يؤدي إلى شعور الشباب المسلم المعاصر بالنـقص والتخلـف عن ركب الحضارة، فيسهل التحكم بهم، والسيطرة على عقولهم([15])، ويقول في ذلك القس زويمر: «إن لنتيجة إرساليات التبشير فـي البلاد الإسلامية مزيتين: مزية تشييد ومزية هدم»([16])، ويقصد بذلك هدم المجتمع المسلم القوي وبناء جيـل متخاذل يكون نواة لمجتمعٍ ضعيف، يتسمى باسم الإسلام، والإسلام منه براء.
وكذلك يقول القس «زويمر» في مؤتمر القدس التنصيري المنعقد عام 1935م: «إنكم أعددتم نشئاً لا يعـرف الصلـة بالله. ولا يريد أن يعرفهـا، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولـم تدخلوه فـي المسيحية، وبالتالي فقد جاء النشئ طبقاً لما أراده الاستعمار، لا يهتـم بعظائـم الأمور، ويحب الراحة والكسل. فإذا تعلم فللشهوة، وإذا تبوأ أسمى المراكز، ففي سبيل الشهوة يجود بكل شيء»([17]).
4 ـ العمـل على خداع الشعوب الإسلامية: وذلك بأن يدّعي المنصر أن التقدم الحضاري والمدني في الدول المتقدمة مرتبط بالبعد عن الإسلام، وترك تعالميه، والتفلت من قيوده، والتخلـي عـن مثله ومبادئه، وإشعار المسلمين أن التخلف الحضاري الذي تعاني منه بلادهم ما كان إلا بسبب تمسكهم بالإسلام، والمفاهيم الإسلامية المتعارف عليها بيـن المسلمين، والمُجمَـع عليهـا مـن قِبَـل علمائهم، وإقناع الشباب المسلم بأن المبادئ والمثل النصرانية هـي الأفضل لتحقيق التقدم، وبهذا يسهل للمنصرين إيجاد أعوان لهم في حربهم هذه ضد الإسلام والمسلمين([18]).
5 ـ التحكـم فـي النشئ الجديد: وذلك بتشكيل أطفال المسلمين بالشكل الذي يريدونه، من خلال الترويـج للمدارس التنصيرية ورياض الأطفال، فيسهل استغلال هؤلاء الأطفـال([19])، إضافةً لِمَا يجنيه المنصرون مـن مكاسب ماديـة كبيرة مقابل تغريب أطفـال المسلمين، وذلك عـن طريـق تحصيل الرسوم المدرسية الخاصة بالالتحاق بهذه المدارس.
ويشهد لذلك ما جاء من أقوال زويمر في الفقرة السابقة.
6 ـ ضرب قوة الإسلام في مهدها قبل اكتمالها وانتظامها: إذ يوجد إجماعٌ بين جميع المنصرين على أن الخطر الحقيقي يكمن في الإسلام، لا في الشيوعية، ولا في اليهودية، أو غيرهـا، وأن القـوة التـي تخيـف أوروبا وأمريكا هي قوة الإسلام والمسلمين، يقول «لورنس براون» أحد المنصرين: «لقد كنا نخوّف بشعوب مختلفة، ولكننا بعد الاختبار لم نجد مبرراً لمثل هذا الخوف…ولكن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام وفي قدرته على التوسع، والإخضاع، وفي حيويته: إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمارالأوروبي»([20]). ويقول آخر ويدعى «غاردنر»: «إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوروبا»([21])؛ لذا أوجب المنصرون على أنفسهم العمل على تمزيق الأمة الإسلامية([22]).
ويؤكـد ذلك ما صرح به المنصر «لورنس براون» بقوله: «إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطراً. أو أمكن أن يصبحوا نقمة له. أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير»([23]).
7 ـ الوصول إلى أهم مقدسات العالم الإسلامي: يقول المنصر «روبرت ماكس»: «لـن تتوقف جهودنـا وسعينا فـي تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكة، ويقام (قداس الأحد) في المدينة»([24]).
ويقول المنصر «وليم جيفورد بالكراف»: «متى يتوارى (القرآن)، ومدينة (مكة) مـن (بلاد العرب)، يمكننا أن نـرى «العربي» يندرج في سبيل «الحضارة» التي لم يبعده عنهـا إلا «محمد» و«كتابه»»([25])، ويضيـف أنـه متى تمت السيطرة على أعظم المقدسات الإسلامية يمكن إعادة النصرانية إلى عدد كبير من الدول الإسلامية، أو الاكتفاء بفرض سيطرتها على غيرها من الأمم([26]).
8 ـ الالتفـاف حـول حكـام المسلمين: لاحتوائهم والسيطرة على بلاد المسلمين من خلالهم([27]). والواقع الذي يعيشه العالم الإسلامي أكبر شاهد على ذلك.
9 ـ العمـل علـى نشر الرذيلـة بيـن أبناء المسلمين: وذلك عن طريق، استغلال المؤسسات التنصيرية، لاصطيـاد البسطـاء، وبـث الأفكار الهدامة بينهم([28])، وذلك أن هـذه المؤسسات لا تحقـق للتنصيـر كسباً معنوياً بإحداث التدمير الخلقي للمستهدفين من أبناء الإسلام، والقضاء على روح الإسلام والانتماء العقائدي فحسب، بل يحتالون لتحقيق الكسب المادي فـي تحويل مصارف الأموال لتصب في مؤسسات أجنبية، بدلاً من أن تصب في مؤسسات إسلامية، محلية تخدم الإسلام، والمسلمين.
يقول «زويمر»: «أنا لا أهتم بالمسلم كإنسان إنه لا يستحق شرف الانتساب إلى المسيـح فلنغرقه بالشهـوات ولنطلـق لغرائـزه العنان حتى يصير مسخاً لا يصلح لأي شيء»([29]).
10 ـ العمـل علـى تغريب الأمة الإسلامية وسلبها مناعتها الثقافية: وهذا جزء من مخطط الغزو الثقافي، يقول «سيرج لاتوش» في كتاب «تغريب العالم»: «إن تغريب العالم كان لمدة طويلة جداً ـ ولم يكف كلياً عن أن يكون ـ عملية تنصير»([30]).
ولذلك يعمل دعاة التنصير على إفساد النظم التربوية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والأسرية، وصبغها بصبغة غير إسلامية مستوحاة من أنماط غربية، مستمدة من خلفية دينية نصرانية أو يهودية، وكذلك محاربة اللغة العربية، وتشجيع بناء اللغة العامية كخطوة لإيصال لغة القرآن الكريم، إلى ما وصلت إليه اللغة اللاتينية منالهجران، والتفكك، إلى لهجات عديدة، وأيضاً محاربة القيم الأصيلة عن طريق الإعلام، وكذلك تغريب القانون، وإبعاده عن الشريعة الإسلامية، وحصر الإسلام فقط في أداءالعبادات، وإقامة الشعائر والصلوات، ولا مانع من إعادة فهم الإسلام وتفسيره، ليلائم ظروف هذا العصر، وكل هذا يؤدي إلى شعور المسلمين بالهزيمة النفسية فيسهل احتواؤهم، والسيطرة عليهم، كما يؤدي إلى إبعاد الإسلام وتعاليمه، عن مجالات الحياة المادية التطبيقية من ناحية عملية([31]).
11 ـ العمـل على إفساد المرأة المسلمة: لأنها راعية النشء الجديد، وكل ما يؤثر عليها يؤثر على المحيط الذي تعيش فيه بشكل عام، وينعكس على أطفالها مباشرة بشكل خـاص، لذا ركز المنصرون في أنشطتهم على استهداف المرأة، لإخراجها عن إسلامها باستخدام وسائل متعددة، كالدعـوة إلى السفور والتبرج تحت شعار الحرية والمساواة مع الرجل، وكذلك دفـع شباب المسلمين إلى الزواج من نصرانيات، ولا يخفى ما لهذا الزواج من أثر سلبي على الأبناء([32])، نظراً لوجود اختلاف في القيم، والمثل، التي يتبناها كلٌ من الزوجين، زيادة على اختلاف المعتقد أصلاً، ومن أخطر ما يتعرض له هذا النوع من الزواج احتفاظ الأم النصرانية الأجنبية، بأبناء هذا الأب المسلم، عند وقوع الخلاف والانفصال بينهما، فيحدث الخلل في بنية الأسرة الإسلامية، والتي هي نواة المجتمع، مما يؤدي إلى تشتيت أبناء الإسلام، بتفكك الروابط الأسرية.
12 ـ العمـل علـى إقصـاء القادة المسلمين المتمسكين بإسلامهم، عن المناصب السياسية والقيادية، في المجتمعات المسلمة: وذلك بإيصال أعوانهم إلى تلك المناصب، باستخدام الرشوة، وتقديمها لأصحاب القرار، ممن يملك حق التعيين، والعزل([33]).
13 ـ التجسس علـى دول العالم الإسلامي، لصالح الاستعمار الصليبي العالمي: حيث يعمل الكثير من المنصرين على استغلال المؤسسات التنصيرية، كأوكار للتجسس، لحساب هـذه القوى([34]). ويقول «اللورد بلفور» وزير خارجية بريطانيا صاحب الوعد المشئوم: «إن المبشرين هـم ساعد لكل الحكومات في أمور هامة ولولاهم لتعذر عليها أن تقاوم كثيراً من العقبات»([35]).
14 ـ الاستيلاء على أملاك المسلمين: وذلك عن طريق شراء أراضي المسلمين، حيث يعرضون أسعاراً مغرية ثمناً لتلك الأراضي، وفي المقابل يعملون على استردادها بوسائـل خبيثـة، بفتـح الحانـات، وبيوت الدعارة، ونشر الخمور، والترويج لتعاطي، وبيع المخدرات، وإقامة الملاهي الماجنة، والمصايف السياحية، لنشر الفساد، والرذيلة، فيتحقق الهدف الخبيث الداعي إلى إفساد المسلمين، إضافة لكسب الأراضي الإسلامية، ونقلها إلى حوزتهم([36]).
15 ـ إجبار المسلمين على التخلي عن عقيدتهم: وذلك باستغلال الواقع الاقتصادي الصعـب، والظروف المعيشية القاسية، التـي يعاني منها معظم سكان العالم الإسلامي، لإذلالهم بغرض التنازل عن إسلامهم، مقابل تقديم الدواء، والكساء، والمعونات.
ويبين المنصر «ألمر دوغلاس» كيفية استغلال أعمال الخير في سبيل التنصير فيذكر في مقال بعنوان: «كيف نضم إلينا أطفال المسلمين في الجزائر»، وذلك عن طريق إنشاء الملاجئ وتقديم الطعام، والكساء، والمسكن للفقراء، فيقول: «إن هذه السبيل لا تجعل الأطفال نصارى، لكنها لا تبقيهم مسلمين كآبائهم»([37]).
وقد اهتم المنصرون بذلك المجال اهتماماً واسعاً، فرصدت له الميزانيات، وألفت لبيان أهميته الكتب، والمقالات، ومنها كتاب «أسس جديدة للتبشير» لجماعة من المنصرين، شرحوا فيـه بخبـث، ودهاء كيفية التدرج في إعطاء الأموال، بحيث يقل دفع الأموال كلما اقترب المدفوع لهـم مـن الكنيسة، ويبالـغ في الدفع لمن هم بعيدون عنها، كما كتب القس «صمويل زويمر» مقالاً فـي مجلة العالم الإسلامي بعنوان: «استخدام الصدقات لاكتساب الصابئين» يريد محاكاة الإسلام في دفعه الزكاة للمؤلفة قلوبهم من ذوي الحاجة، باستغلاله أعمال الخير والإحسان في سبيل التنصير([38]).
وقد أصبح التنصير علماً من العلوم التي تُدرس في المعاهد والمراكز التنصيرية([39])، ويوضـع لها مناهـج متخصصـة، لتحقيـق الأهداف المرصودة، تبعاً لاختلاف البيئات الجغرافية، أو الثقافية، وقلما تجد منصراً يعمل على تحقيق جميع هذه الأهداف، فإن كل منصر يركز علـى هدفٍ واحدٍ، أو عدة أهداف محددة، فيبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيـق ما كُلف به([40])، وإن نجاح المنصرين في تحقيق هدف واحد من هذه الأهداف في فلسطين، أو أيـة دولة إسلامية، لكفيـل بإحـداث خلل في الكيان الإسلامي فكيف لو تحققت هذه الأهداف مجتمعة، فإن المصاب يكون جللاً، والخطر أعظم([41]).
ثانياً ـ أهداف التنصير في فلسطين:
بالإضافة إلى الأهداف العامة التي تستهدف جميع الدول الإسلامية، فإن هناك هدفاً خاصاً بفلسطين، وهو العمل على تحقيق نبوءة قيام مملكة الرب على أرضفلسطين، وذلك عن طريق بسط هيمنة الكنيسة على العالم سياسياً، ودينياً، وثقافياً، وعلمياً، وعند ذلـك ينزل المسيح المنتظـر، وتقـوم المعركة الفاصلة «هرمجدون»([42]) بقيادته، ضد قوى الشر(المسلمين)هذا فـي نظرهم، لذلك كانت المحاولات متكررة، ومتتابعة للاستيلاء على القدس؛ لتحقيق هذه النبوءة من قبل الغرب الصليبي، وعودة المسيح المنتظر لدى النصارى مرهونة بعودة اليهود إلى فلسطين، و«هناك ميل مسيحي قوي الاعتقاد بأن مجيء المسيح المنتظر يجب أن تسبقه عودة الدولة اليهودية…»([43])، وكان هذا الاعتقاد خاصاً بالكنيسة البروتستانتية فقط، التي تساند اليهود، وتجعل بينهم وبين أرض فلسطين رابطة أبدية، باعتبارها وطنهم القومي الذي يجب أن يعودوا إليه، اعتماداً على نبوءة جاءت في التوراة المحرفة، والإنجيل ـ الذي حرف بأيدٍ يهودية ـ وتدعو هذه النبوءة إلى تحقيق هـذا الهدف، وهو عودة اليهود إلى فلسطين، كواجب مقدس عليهم، على النقيض من الكنيسة الكاثوليكية، التي كانت تنظر لليهود نظرة عدائية، لكفر اليهود بالمسيح عليه السلام، والتآمـر عليه وقتله إذ إن الكنيسة الكاثوليكيـة كانـت تـرى أن اليهـود آثميـن، لذلك انقطعـت علاقتهم بأرض فلسطين المقدسة إلى الأبد، ولا يوجد أدنى احتمال لإمكان عودتهم إليها([44]).
ولما كانت غالبية نصارى بريطانيا، وأمريكا يدينون بالمذهب البروتستانتي، فإن فكـرة الوطن القومـي لليهود في فلسطين، أصبحت جزءاً من ثقافتهم، مما ساعد على نشر فكرة إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين وتجميع اليهود فيه، ثمهدايتهم وتحويلهـم إلـى النصرانية، ومن ثَم انتظار نزول المسيح المنتظر على نهاية الألفية الثانية للميلاد، لتقوم المعركة الفاصلة، ويهزم المسيح المنتظر قوى الشر، وبذلك تصبح السيادة للنصارى على فلسطين، هذا ما يزعمه أصحاب المذهب البروتستانتي.
ولكن الله سبحانه وتعالى وعدنا على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالقضاء على الملل المعادية للإسلام وليس كما يزعمون القضاء على الإسلام، بل كما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس بيني وبينه نبي ـ يعني عيسى ـ عليه السلام، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه… فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام»([45]).
ولتحقيـق أهداف النصارى، فقد أصبح لزاماً على المنصرين المسارعة في تنصير شعوب دول العالـم الإسلامي بما فيها فلسطين، ليتم لهم السيطرة على العالم، والعمل جارٍ لتنفيذ هذه الخطة على قـدم وساق، وكذلك فهم يعملون على تجميع غالبية اليهود من شتاتهـم إلى أرض فلسطين، ثم العمل على تنصيرهم، وقد تمكنوا من تجميع اليهود وإقامة دولة لهم، ولكن لم يتسن لهم تنصيرهم بعد، فإن القانون العبري([46]) يمنع تنصير اليهود ويعاقـب عليه، لذا فقد تنازل البروتستانت عن الاعتقاد بضرورة تنصير اليهود قبل نزول المسيح المنتظر، والاكتفاء بالاعتقاد بدخول اليهود النصرانية مع ظهور المسيح المنتظر الذي سينقذهم من أعدائهم([47]).
كذلـك اهتم النصارى بالعمل على انتزاع القدس من أيدي المسلمين بعد فشل الحـروب الصليبية في ذلك فيقول «ليفونان فيري»: «لقد أحب الصليبيون أن ينتزعوا القدس من أيدي المسلمين بالسيف ليقيموا للمسيح مملكة في هذا العالم»، ولكن بعد خيبة الصليبيين وفشل الحملات، أرادت الدول الأوروبية «أن تثير على المسلمين حرباً صليبية جديدة من طريق التبشير، فاستخدمت لذلك الكنائس والمدارس والمستشفيات…»([48]).
وقـد حرص المنصرون على إقامة كنائس محصنة على أراض إسلامية فلسطينية، بعد شراء الأرض على يد أحد النصارى، ثم وقفها على كنيسة معينة، ويراعى أنتكون هذه الأراضي واقعة على منافذ المدن الكبرى، ويراعى عند إنشاء الكنائس الجديدة على تلك الأراضي أن تصمـم لتكـون قلاعاً حربيـة، ومستودعات للأسلحة يستخدمونها عنـد قيـام المعركة الفاصلة بين الخير والشر بقيادة مسيحهم المنتظر كما يزعمون، وأقيم عدد من هذه الكنائس ـ التي هي قلاعٌ حصينة ـ على منافذ القدس الثلاثة، التي تؤدي إلى رام الله، والخليل، وعمان([49]).
وعلـى أمل تحقـق نبوءة نـزول المسيح المنتظـر، توافد الآلاف من النصارى إلى فلسطين، لانتظار نزول المسيح المنتظر عنـد بداية الألفية الثالثة وانقضاء الألفية الثانية، اعتقاداً منهم بنزول المسيح المنتظر أمامهم حيث يروج المنصرون لهذا الحدث فقد ألقى المنصر الإنجيلي الأمريكي القس «جيمي سوجارت» موعظة بتاريخ 22 سبتمبر 1985م، جاء فيها: «كنت أتمنى أن أستطيع القول بأننا سنحصل على السلام، ولكني أؤمن بأن هرمجدون مقبلة… وسيخاض غمارها في وادي مجيدو، إنهم يستطيعون أن يوقعوا أعلى اتفاقيات السلام… ولكن ذلك لن يحقق شيئاً. هناك أيام سوداء قادمة … إنني لا أخطط لدخول جهنم القادمة، ولكن الإله سوف يهبط من عليائه… يا إلهي!! إنني سعيد من أجل ذلك… إنه قادم ثانية، إن هرمجدون تنعش روحي»([50]).
وقـد كان مـن المتوقع أن يشارك فـي هـذه الألفية نحو مليون ونصف إلى ثلاثة ملايين نصراني، وعلى رأسهم بابا الفاتيكان، والرئيس «كلنتون» رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق، والرئيس «بوريس يلتسين» رئيس الاتحاد السوفيتي السابق، وغيرهم([51]).
كما يعتقد النصارى أيضاً أنه بعد عودة اليهود إلى فلسطين، وخاصة إلى القدس لبناء هيكلهم المزعوم، يخـرج مسيحهم المنتظـر، ـ أي مسيح اليهود المنتظر ـ ويفسد في الأرض، ويملأهـا كفراً، ثـم يأتـي مسيـح النصـارى المنتظـر ليقتله، ويقتل معه ثلثي اليهود، ويبقى ثلثاً لتنصيرهم([52]).
تعقيب:
يعتقد النصارى بمسيح آخر غير ابن مريم ويطلقون عليه Anti ـ chrest أي ضد المسيح أو المسيـح الدجـال، هـذا المسيح الدجال يعتقد البروتستانت أنه سيخرج قبل عودة عيسى عليه السلام وأنه سيكون من اليهود، وهو كافر طاغية، كما يعتقدون أنهسيغزو العالم بعد أن يخرج من شمال فلسطين المحتلة من جهة سوريا، وسيبدأ دعوته بالدعوة إلى الإصلاح ثم يدعي أنه المسيح المخلص، ثم يدعي الربوبية، ويتبعه خلق كثير([53]) لما يجري الله سبحانه وتعالى على يديه من خوارق، وبعد ذلك يقوم بهدم مقر البابوية في روما (الفاتيكان)، ثم يأتي المسيح المخلص ويقاتله ويقاتل أتباعه، هذا ما يراه النصارى البروتستانت([54])، وهم يخدعون أنفسهم فهم لن يؤمنوا إلا بالمسيح الدجال لاعتقادهم بتجسد الإله.
وهكذا فإن مسيحهم المنتظر هو المسيح الدجال الذي سيقود اليهود والنصارى، في معركتهم الخاسرة، أمام المسيح عليه السلام، والذي سيقاتلهم باسم الإسلام، وتنتهي المعركة بهزيمة النصارى واليهود وقتل الدجال.
وذلك كما جاء في الأحاديث الصحاح:
ورد في حديث طويل ذكره الإمام مسلم في صحيحه: «إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميـراث ولا يفـرح بغنيمـة» ثـم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشأم فقال عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام قلت الروم تعني قال نعم وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة» فبينما هـم فـي قتالهم يأتيهم الخبر ببأس أكبر مما هم فيه وهو: «إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون…»([55]).
وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يتبع الدجال، من يهود أصبهان([56]) سبعون ألفاً، عليهم الطيالسة»([57])، والطيالسة جمع طيلسان، وهو كساء أخضر، ويعتبر من لباس العجم([58]).
وفي حديث طويل عن النواس بن سمعان، قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة…» ووصف ما يكون من أفعال ثم قال: «فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم. فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق… فيطلبه ـ أي الدجال ـ حتى يدركه بباب لد ـ وهي بلدة قريبة من بيت المقدس ـ فيقتله»([59]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهـود فيقتلهـم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلـم يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله. إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود»([60])([61]).
وهكذا يكيد اليهود والنصارى للإسلام ولكن الله موهن كيد الكافرين والعزة لله ولرسوله والغلبة للإسلام والمسلمين.
* * *
([1]) انظر: التبشير والاستعمار في البلاد العربية: د. خالدي، د. فروخ ـ ص: 34، وما يجب أن يعرفه المسلم من حقائق عن النصرانية والتبشير: الجبهان ـ ص: 101.
([7]) انظر: أجنحة المكر الثلاثة: الميداني ـ ص: 38، وما يجب أن يعرفه المسلم من حقائق عن النصرانية والتبشير: الجبهان ـ ص: 103، وجذور البلاء: التل ـ ص: 205، والتنصير: د. النملة، ص: 33 ـ نقلاً عن: حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر: أحمد عبد الوهاب ـ مكتبة وهبة ـ القاهرة ـ 1401ﻫ ـ 1981م ـ ص: 162، وانظر أيضاً: خطر التنصير: د. الفقي ـ ص: 63.
([8]) زويمر: 1867م ـ 1952م، أشهر منصر في القرن السابق، مؤسس مجلة العالم الإسلامي، والتي =
= لا تزال تصدر إلى الآن من مدينة هارتيفورد بولاية كونكتيكت في الولايات المتحدة الأمريكية، وله كتاب الإسلام تحدٍ لعقيدة ـ انظر: الموسوعة العربية العالمية ـ 1/ 714، والزحف إلى مكة: د. عبد الودود شلبي ـ ص: 99، 100، والموسوعة الميسرة ـ 2/ 676، والمنجد ـ ص: 588.
([9]) مـا يجب أن يعرفـه المسلم مـن حقائق عـن النصرانية والتبشير: الجبهان ـ من خطاب زويمر في مؤتمر القدس المنعقد في عام 1935م ـ ص: 104، 105.
([12]) انظر: أجنحة المكر الثلاثة: الميداني ـ ص: 38، وما يجب أن يعرفه المسلم من حقائق عن النصرانية والتبشير: الجبهان ـ ص: 103، 100، وجذور البلاء: التل ـ ص: 205، وانظر أيضاً: التبشير في العالم الإسلامي: الطشو ـ ص: 6، وخـطـر التنصير: د. الفقي ـ ص: 63.
([13]) انظر: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: أبو الحسن الندوي ـ دار القلم ـ الكويت ـ الطبعة =
= التاسعة ـ 1393ﻫ ـ 1973م ـ ص: 159، 161، 170.
([15]) انظـر: أجنحة المكر الثلاثـة: الميداني ـ ص: 38، 39، وما يجب أن يعرفه المسلم من حقائق عن النصرانية والتبشير: الجبهان ـ ص: 103، وخطر التنصير: د. الفقي ـ ص: 13.
([17]) التنصير: د. السايح ـ ص: 81، وجذور البلاء: التل ـ ص: 275، 276، مع اختلاف بعض الألفاظ بين النقلين.
([18]) انظـر: أجنحـة المكـر الثلاثـة: الميدانـي ـ ص: 39، والتنصير: د. النملة ـ ص: 34 ـ نقلاً عن: المستشرقون: نجيب العقيقي ـ 3/ 138.
([22]) انظـر: ما يجب أن يعرفـه المسلم من حقائق عن النصرانية والتبشير: الجبهان ـ ص: 104 ـ نقلاً عن: لم هذا الرعب كله من الإسلام: سعيد جودت، وانظر أيضاً: التنصير: د. السايح ـ ص: 79، 80.