جاري التحميل

تحريف الدين النصراني

الموضوعات

تحريف الدين النصراني

كتبت الكاتبة أمل عاطف محمد الخضري في كتاب ( التنصير في فلسطين في العصر الحديث ) في هذا الموضوع

الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة ( 1439هـ - 2018م)

فقالت:

أثنى القرآن الكريم على أتباع عيسى عليه السلام، دون ذِكر أسمائهم، فقد أطلق عليهم لقب الحواريين، وشهد لهم بالإيمان، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران: 52 ـ 53] أما مَـن يَزعُم النصـارى، أنهـم كانـوا حوارييـن، وأتباعاً للمسيح عليه السلام، فلم يكونوا يوماً مؤمنين، فضلاً عن أن يكونوا حواريين، بل يصدق فيهم وصف القرآن الكريم لهم بالكفر في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ[الصف: 14]، فهؤلاء الحواريون المزعومون يُنسب إلى بعضهم وإلى تلاميذهم وَضْعَ أخبثِ كُتبٍ اعتدت على ألوهية الله سبحانه وتعالى، وهي الأناجيل الأربعة المقدسة لديهم([1])([2])، ولا ينكر أحدٌ من فِرقهم أنها مُؤلفة من قِبَل بشر، فقد كان هؤلاء:

ـ إما مدسوسين من قبل اليهود، لإفساد الدين على أتباع المسيح عليه السلام، وإضلالهم، وخاصة بعد اختفاء الإنجيل الحقيقي الذي أُنزل على عيسى عليه السلام، فقد ورد في القرآن الكريم من الآيات ما يؤكد نزوله على عيسى عليه السلام، وليس كما يدّعون أنه كُتب بالإلهام علـى يـد هؤلاء المؤلفيـن، فقـد قال تعالى: ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ[المائدة: 46].

ـ أو كانوا مغالين في المسيح عليه السلام، مقرين بألوهيته، وذلك لمناقضة اليهود ومخالفتهم، بسبب إسراف اليهود في ذم المسيح عليه السلام، وزعمهم أنه ابن زنا، فرد عليهم النصارى بتأليه عيسى عليه السلام، ومُستندهم في ذلك هو اتباع الهوى والظن الكاذب، إذ لا دليل على ما يقولون من تثليث واتحاد وتأليه، سوى أناجيلهم المحرفة.

وهل يصح نقل هذه الأناجيل نقلاً متصلاً كما يزعمون؟ في الوقت الذي كانوا يعيشون فيه طيلة ثلاثة قرون مستترين خائفين، في حياة المسيح عليه السلام وبعد موته، وكانوا يَدْعُـون إلـى دينهم سراً، ولا يُظْهِرُون أمرهـم، ولا يجـدون مأوًى لهم يأمنون فيه على عبادتهم، لذا فلم يتمكن النصارى من حماية دينهم، أو مَنْعِ تبديله أو نقل معجزة أو آية عن رسلهم المزعومين نقلاً صحيحاً، بسبب قتل التلاميذ ـ الرسل ـ وأتباعهم وكلِ من يُظهر دينهم على يد أعدائهم، خلال الاضطهادات التي وقعت على النصارى بشكل عام، فأفسدوا دينهم بموافقتهم أو رغماً عنهم، ومن كان يعترض على هذا التحريف من علماء النصارى أو عُبّادهم، أو يريد أن يقول في عيسى عليه السلام قول الحق، أو مايقارب الحق، بإنكاره للتأليه، وغير ذلك مما سيأتي بيانه في هذا المبحث، فإنه يجمعُ له مجمعاً([3]) ويلعن فيه([4]).

وقد مر تحريف الدين النصراني بمرحلتين:

المرحلة الأولى ـ دور بولس([5]):

كان «بولس» هو أول القائلين بتأليه عيسى ابن مريم عليه السلام، ويعتبر هو المؤسس الحقيقي للنصرانية الحالية، إذ تنسب له أكثر مما تُنسب إلى غيره، فقد تأثر النصارى برسائله التي كان يلقيها إلى الجموع، أثناء طوافه في الأقاليم شرقاً وغرباً، يُفَصّل فيها تعاليم النصرانية، التي كان هو نفسه من ألدّ أعدائها، وأشدهم قسوة واضطهاداً لأتباعها، حيث طاردهم في كل مكان([6]). ومن أجل إفساد النصرانية نفسها، بعد أن فشل في القضاء عليها قضاءً تاماً ادعى أنه مؤمن، واختلق قصة يشرح فيها سبب إيمانه، فزعم أنـه بينمـا كـان سائراً في طريقه إلى دمشق لمحاربة النصارى واعتقالهم، ظهر له نور من السماء، فسقط على الأرض مذهولاً، وسمع صوتاً يناديه متسائلاً عن سبب اضطهاده للمسيح، فأجابه أنه لا يعرفه فيضطهده، فأعلمه أنه هو يسوع المسيح، وأشار عليه بأن يذهب للمدينة([7]) ليعلم واجبه تجاه نشر هذا الدين، والدفاع عن أتباعه، فاعتنق النصرانية على يد «حننيا»([8])، وتوجه إلى مكان تجمع أتباع المسيح عليه السلام، وحاول التقرب إليهم، فخافـوا منه ولم يطمئنوا إلى قصة إيمانه، فلما شهد له «برنابا»([9])، بالصدق، أَمِنوا جانبه واتبعوه([10])، وهكـذا لـم يتحول «بولس» فجأة من قلبٍ كافرٍ، إلى قلب ينبض بالإيمان فحسب، بل إلى رسول يوحَى إليه من الله([11]).

وأصبح «بولس» هـو المؤثر القوي فـي النصرانية، بالرغـم من أنه أسلم على يد «حننيا». أي إنه لم يدرك المسيح عليه السلام ولم يره، فكيف يصفه بالألوهية، وينقل عنه قصصاً وأقوالاً؟ مع أن من رأى المسيح من أتباعه، لم يتمكنوا من إيصال أي نقلٍ، كما سبق بيانه!.

وقد كتب «بولس» رسائله في الوقت الذي كانت فيه أقوال المسيح وتعاليم الحوارييـن تُنْقَلُ مشافهـة، وقد أطلق على تلك الأقوال والتعاليم التراث الشفهي، أي إن «رسائل بولس» كانـت أول الكتابـات المُتداوَلـة السائـدة قبـل الأناجيل، فقد كان هناك كتابات كثيرة عن المسيح عليه السلام، ولكن لم يُعتد بها، ولم تنل الاهتمام الكافي، بل أوصت الكنيسة بإخفائها، فلم تعتمدها كما اعتمدت «رسائل بولس»([12]).

وهذا يبين أنه أول من أفسد دين النصارى، فقد كانت تجمعهم قَبْله كلمة واحدة، وهي أن عيسى عليه السلام([13]) «عبد رسول مخلوق مصنوع مربوب لا يختلف فيه اثنان منهم»([14]). فلما تسلم بولس زمام الأمور، وآلت إليه شئون الدعوة إلى الدين الجديد، تمكن من التغيير والتبديل وفق هواه.

أهم ما أحدثه بولس في الدين النصراني:

1 ـ                   ابتدع عقيدة تأليه المسيح، فقد قام بالدعوة إلى الدين النصراني مدعياً ذلك، فقال في رسالته إلى «أهل رومة»: «ألا وهو يسوع ربنا» (1/ 4).

2 ـ                   وكذلـك قـال ببنوتـه، وقد ذكر في أعمال الرسل ما يؤكد قوله وهو: «فأخذ لوقته ينادي في المجامع بأن يسوع هو ابن الله» (9/ 20).

3 ـ                   وادعـى أنه صلب، إذ جاء ذكر الصلب في رسالته إلى أهل «غلاطية» فقال: «لأني بالشريعة مت عن الشريعة لأحيا لله، وقد صلبت مع المسيح. فما أنا أحيا بعد ذلك بل المسيح يحيا في» (2/ 19 ـ 20).

4 ـ                   وقال بقيامه من القبر، فقد جاء في رسالته إلى «تسالونيكي» الأولى: «وتنتظرون أن يأتي من السماوات ابنه الذي أقامه من بين الأموات، ألا وهو يسوع الذي ينجينا من الغضب الآتي» (1/ 10)، وقال في رسالته إلى أهل رومة: «فقد مات المسيح وعاد إلى الحياة ليكون رب الأموات والأحياء» (14 ـ 9).

5 ـ                   وقال أنه ظهر لتلاميذه فقط بعد قيامه ويؤكد ذلك ما جاء في «أعمال الرسل» علـى لسانـه: «والذي قتلـوه إذ علقـوه على خشبة هو الذي أقامه الله في اليوم الثالث،وخوله أن يظهر لا للشعب كله، بل للشهود الذين اختارهم الله من قبل» (10/ 39 ـ 41).

6 ـ                   ثـم ابتدع ما يطلق علـيه«العشاء الربانـي»، وفرضه على أتباع المسيح عليه السلام، فقد خاطب «أهل كورنثـوس»، بقولـه: «أليست كأس البركة التي نباركها مشاركة في دم المسيح؟ أليس الخبز الذي نكسره مشاركة في جسد المسيح» (10/ 16).

7 ـ                   ولـم يكتف بذلك بـل نهـى عـن أهم شرائع التوراة وهو الختان، إذ جاء في «أعمـال الرسل» علـى لسان بعـض المؤمنيـن من «الفريسيين»: «يجب ختن الوثنيين» (15/ 5)، ثم دار نقاش وجدال حول الختان وكيف أصبح التعميد بدلاً منه، لإزالة المشقة عن الوثنيين والتيسيـر لهـم حتـى يتمكنوا من الدخول في النصرانية، فقال أحد الرسل: «ولذلك فإنـي أرى ألا يضيـق علـى الذين يهتدون إلى الله من الوثنيين» أعمال الرسل (15/ 19)، ويقـول بولس نفسه في رسالته إلى «أهل غلاطية»: «طيطس نفسه وهو يوناني لم يلزم الختـان» (2/ 3)، ويقول في هذه الرسالة أيضاً: «ها أنا بولس أقول لكم إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً» (5/ 2).

8 ـ                   وكذلك اعتبر الأطعمة كلها طاهرة، لأنها من خلق الله، فألغى النجس والمحرم وأباح شرب الخمر، فقال في أعمال الرسل: «ما طهره الله لا تنجسه أنت» (10/ 15)، وفي رسالته إلى «رومية» كل شيء طاهر» (14/ 20)، وقال «أن لا شيء نجس في حد ذاته» (14/ 14)، وجاء في «أعمال الرسل» بل يكتب إليهم أن يجتنبوا نجاسة الأصنام والزنى والميتة والدم».

9 ـ                   وكان النصارى قد ابتدعوا الرهبانية لقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّـهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد: 27]، فلما جاء «بولس» أفسد تلك الرهبانية وأباح للمؤمنين الزواج إن أرادوا ذلك، فقد جاء في رسالته الأولى إلى «قورنتس»: «وأقول لغير المتزوجين والأرامل إنه يحسن بهم أن يظلوا مثلي فإذا لم يطيقوا العفاف فليتزوجوا» (7/ 8 ـ 9).

هـذا بعـض ما أحدثـه «بولس» لإفسـاد الديـن النصراني ومن يقرأ رسائله في كتابهم المقدس يجد الكثير من ذلك([15]).

«وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى نجاح الخطة الخبيثة التي غيرت معالم المسيحية الحقة والأصيلة التي جاء بها المسيح، والتي تحولت بفضل «بولس» إلى عقائد ضالة تشرك مع الله إلهاً آخراً، بعد أن كان التوحيد الخالص هو شعارها، فها هي المجامع النصرانية تعقد وتلتمس من تعاليم «بولس» طريقاً ونهجاً لها»([16]).

المرحلة الثانية ـ دور المجامع:

عندما تولى «قسطنطين» المُلك على روما الشرقية، وعاصمتها «القسطنطينية»([17])، كان أغلب رعاياها من النصارى، فعمل الملك على تقريب النصارى إليه، واستعانوا به ليخلصهـم من عبودية الطاغية «مكسنتيوس»([18]) الذي كان يستعبد النصارى ويقتلهم وينهـب أموالهم، وزعم «قسطنطين» أنه تنصر وأن سبب اعتناقه للنصرانية كان بسبب ظهور الصليب له وذلك حتـى يقضي على النصارى بعد أن فشل من سبقه في القضاء عليهم فقال إنه بينما هو يفكر فـي طريقة لإنقاذهم، ظهر له صليب مضيء من كواكب في السماء مكتوب حوله» «بهذا تغلب»، فقيل إنه اعتنق النصرانية لهذا السبب، واتخذ صليباً كبيراً من ذهب، وخرج لنصرة أهل روما من النصارى، فلما انتصر أمر ببناء الكنائس في كل بلد وجعل لبنائها نصيباً من بيت المال([19])([20]).

واستأمـن النصارى على أنفسهم، وظهر دينهم حاملاً الكثير من الاختلافات، وذلك بسبب دخول طوائف مختلفة من الوثنييـن، مـن الرومـان واليونان والمصريين، وقد كانت هذه الطوائف تحمل عقائدها الوثنية الشركية، مما أثر على الدين الجديد، إذ كان كل من يدخل فيه يريد أن يفهمه على ضَوء مَنْطِقه وتفكيره ومعتقده القديم، ولم تظهر هذه الخلافات جَليّة طوال فترة الاضطهاد الروماني، ولكن بتولية «قسطنطين» العرش وإعطائهم الأمان، بدأت هذه الخلافات تظهر، وخاصة حول شخصية المسيح؛ أهو رسولٌ، أم ابنٌ لله؟، أم هو من الله بمنزلة الابن مع كونه مخلوق؟ وغير ذلك فأدت هذه الاختلافات إلى انتشار عدم الاستقرار في الامبراطورية الرومانية، مما دفع الملك إلى المبادرة بعقد مجمع «نيقية»([21])، لحسم هذه الخلافات العقائدية([22]).

ومـن المُسَلّم بـه أن الدين الذي جاء به المسيح عليه السلام، وكان عليه أتباعه، ومعظم من جاء بعدهم، هو دين التوحيد، وذلك حتى ظهور «بولس» وانتشار دعوته إلى تأليه المسيح، ثم ظهور عقيدة التثليـث، التـي يعتنقهـا حالياً الغالبية العظمى من النصارى، هذه العقيـدة كانـت قد استمـدت أصولها مـن عقائـد الطوائـف الوثنية التي اعتنقت النصرانية ولا تزال رواسب التثليث الشركية([23]) مستقرة في عقولهم([24])، ولكنها لم تظهر دفعة واحدة، بل تقررت بالتدريج حسب قرارات المجامع المنعقدة بأمر من الملوك، في أزمان متفاوتة، وأماكن مختلفة([25]). وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن ضلالهم حيث قال: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ [المائدة: 77].

وأهم هذه المجامع:

1 ـ مجمع نيقية 325م:

يعتبر «آريوس»([26]) السبب المباشر لعقد هذا المجمع([27])، إذ خرج ببدعة جديدة، فانتشرت مقالتـه بين النصارى([28]) ولما سمع بطريرك([29]) الإسكندرية مقالة «آريوس»، منعه من دخول الكنيسة ولعنه، فاستغاث «آريوس» بالملك «قسطنطين»، فجمع بينه وبين بطريرك الإسكندرية، ليناظره فبدأ بـ «آريوس» وطلب منه أن يشرح مقالته([30]):

قـال «آريوس»: «أقـول إن الأب كـان إذ لـم يكن الابن، ثم الله أحدث الابن، فكان كلمة له إلا أنه محدث مخلوق، ثـم فـوض الأمر إلـى ذلك الابن المسمى «كلمة» فكان هو خالق السماوات والأرض وما بينهما…»([31])([32])، فسأله البطريرك: مَن في رأيك يستحق العبادة من خلقنا؟ أم من لم يخلقنا؟ فأجابه «آريوس»: بأن الخالق هو الذي يعبد، فلزمت الحجة على «آريوس»، واستحسن الملك ومن معه مقالة البطريرك، ولم ترق له مقالة «آريوس»، فأمـر بلعنِه، وكـل مـن يقـول مقالته، ثم بعث الملك إلى جميع البلدان ودعا البطاركة والأساقفة([33]) لعقد مجمـع لتقريـر عقيـدة النصرانية في المسيح والدين، وعقد المجمع في مدينة نيقية بعد سنة وشهرين من تاريخ الدعوة، وذلك في عام 325م، واجتمع ألفان وثمانية وأربعون أسقفاً من جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وكانوا مختلفي الآراء والأديان([34]).

وسمع«قسطنطين» مقالات الجميع فكانت مقالاتهم متعددة لا تنحصر ولا تنضبط، فعجب «قسطنطين» من ذلك، وجعل لهم داراً واستضافهم جميعاً وأكرمهم وأمرهم بالمناظرة ليرى من معه الحق فيتّبعه، فدارت المناظرة بين «آريوس»، وبين «أثناسيوس»([35])، الـذي يتزعـم فكرة التثليـث وألوهية المسيح، فناصر «آريوس» ألف وسبعمائة وواحد وثلاثون أسقفاً، وهـم ثلثـا الأعضاء تقريباً، أي أنهـم يمثلون الأكثرية، واتفق ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً على رأي واحد ودين واحد([36])، وهو رأي «أثناسيوس» الذي رفض الموافقة على رأي «آريوس»، وأراد التقرب إلى «قسطنطين»، فأعلن أن المسيح هو الإله المتجسد، أي أنه إله تام متحد الجوهر مع الله([37])، فانحاز الملك للقائلين بتأليه المسيح، أي أنه رجع إلى رأي «بولس»([38]).

ومع أن الأمر الطبيعي عند تدخل صاحب السلطان للفصل بين المتنازعين هو اعتماد رأي الأغلبية لا الأقلية، إلا إن «قسطنطين» أخذ برأي الأقلية مما يدعو إلى التساؤل، هل كان «قسطنطين» متنصراً فعلاً عندما أقر عقيدة التثليث؟ أم بقي على وثنيته؟ وإن الذي يؤكد أنه كان وثنياً، أنه تم تعميده وهو على فراش الموت، ومعلومٌ أن التعميد هو: إعلان الدخول في النصرانية، أي أنه عندما أخذ برأي الأقلية، القائلين بالتثليث، وألوهيـة المسيح، لـم يكن إلا وثنياً، وقد رجـح ما هـو أقرب إلى وثنيته، التي أساسها الإيمان بتجسيد الآلهة ونزولها من السماء([39]).

وهكذا تم فرض عقيدة تأليه المسيح على النصارى بأمرٍ من السلطان، ولُعن كل من يخالف تلك العقيدة، وذلك بعد عقد مجمعٍ خاص مكون من ثلاثمائة وثمانية عشراً أسقفاً، وهم المؤيدون لفكرة التأليه والتثليث، وقد أمرهم السلطان بوضع توقيعاتهم على الوثيقة المشهورة بعنوان «عقيدة الأمانة»([40])، فأطاعوا السلطان، وخالفوا المسيح([41])، قال تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّـهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّـهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ[التوبة: 30].

وهذه العقيدة التي يحفظها أطفالهم ونساؤهم ورجالهم، هم يسمونها «الأمانة» وهـي أكبر خيانـة([42]) ويجمع عليها اليوم سائر الفرق النصرانية، ويزعمون أنه لا يصح لهم عيد، ولا قربان، إلا بها، مع أنها لا أصل لها في الإنجيل، وليست مأخوذة من قول المسيح، ولا من أقوال تلاميذه، بل هي متناقضة يكذب بعضها بعضاً([43]).

وأثبتوا في هذه «الأمانة» أن الابن مولود من الأب قبل كون الخلائق وأن الابن من طبيعة الأب غير مخلوق([44])([45])، وقـد دفع الملك للأساقفة المتمسكين بعقيدة التأليه والتثليث خاتمه وسيفه، وخولهم بالتصرف في شئون المملكة، وما فيه صلاح الدين والمؤمنين، فدفعوا له سيفه، وطلبوا منه نصرة الدين، ووضعوا له أربعين كتاباً تشمل السنن والشرائع مما يصلح أن يعمل به الملك، ويصلح أن تعمل به الأساقفة([46]).

2 ـ مجمع القسطنطينية 381م:

لم تكتمل عقيدة التثليث كما هي عليه الآن عند النصارى، إلا بعد مجمع القسطنطينية الذي انعقد في عام 381م، والذي تقرر فيه ألوهية الروح القدس، وزادوها في عقيدة الأمانة، وقالوا إنه منبثق من الآب والابن، بعد أن كانوا يؤمنون بتجسد المسيح من الروح القدس دون تأليهه، وأثبتوا ثلاثة أقانيم، وتعني ثلاثة وجوه، وثلاثة خواص، في وحدانية واحدة، وكيان واحد، وثلاثة أقانيم تعني أيضاً إله واحد، وجوهر واحد، وطبيعة واحدة، أي توحيد في تثليث، وتثليث في توحيد([47])([48]).

وأركان عقيدة التثليث لدى النصارى هي:

‌أ ـ                       الآب:«وهو الأقنوم([49]) الأول من الذوات الإلهية الثلاثة مع كونه والد الأقنوم الثاني وأنهما من جوهر واحد»([50]).

‌ب ـ                  الابن:«وهو الأقنوم الثاني مع كونه ولد الأقنوم الأول وابنه الوحيد… فإنه خلص العالم من الخطيئة بقتله على الصليب»([51]).

‌ج ـ                    الروح القدس: «وهو الأقنوم الثالث وقد صدر عن ركني التثليث الآخرين بصورة دائمة أبدية ومهمته إعطاء الحياة»([52]).

وهكذا تقرر التثليث، وتقررت أقانيمه بقرارات بشرية، محولةً النصرانية من دين مثالي قوامه التوحيد، إلى خليط من الوثنيات والخرافات والأساطير([53]). قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ[المائدة: 77].

3 ـ مجمع أفسوس 431م:

وقـد تقرر في هذا المجمع ألوهية مريم([54])، إذ قالوا: «… مريم القديسة ولدت إلهاً وهو ربنا يسوع المسيح الذي هو مع الله في الطبيعة ومع الناس في الناسوت»([55]).

ثم توالت المجامع بعد ذلك، وبلغ عددها أكثر من عشرين مجمعاً، في كل مجمع يتـم نقـض قرارات المجمـع السابـق، أو يضـاف عليـه زيـادات أخـرى، ويُحكم على المخالفين بالكفر والحرمان ولعنة الكنيسة، مما أدى إلى بداية نشأة الفرق التي قوامعقيدتها التثليث ومع ذلك فإن كلاً منها يحمل عقيدة مخالفة للأخرى، وقد تسبب ذلك فيظهور التعصب المذهبي والانتصار للأهواء، دون اعتماد على وحي سماوي أو عقل سليم أو أساس علمي، فكانت النتيجة الحتمية لهذا الصراع إزهاق أرواح الملايين([56]).

وبعد الخلاف حول ألوهية الأقانيم الثلاثة، أو عدم ألوهيتها، انتقل الخلاف في المجامـع إلـى حقيقة المسيـح، وكيفية اجتماع الناسوت باللاهوت، وهل هو ذو طبيعة واحدة أم طبيعتين؟ هـل هـو ذو مشيئة واحـدة أم مشيئتين؟ ثم دار الخلاف بعد ذلك حول روح القدس، هل انبثق من الآب وحده؟ أم من الآب والابن معاً([57])؟!

وإذا كان الكـفر قـد حصل بتأليه المسيح ومريم وروح القدس، فهل تُفيد تلك القرارات شيئاً؟ وهل خففت شيئاً من الكفر الذي وقعوا فيه؟ كلا بل زاد الكفروالشقاق والانقسام بينهـم، ممـا أدى إلـى ظهـور الفرق، والتي لم يكن يجمع بينها سوى القول بالتثليث.

ومن أخطر المجامع بعد ذلك:

4 ـ مجمع اللاتران([58]) الرابع 1215م:

عُقد هذا المجمع بالكتدرائية البابوية في روما، والذي تقرر فيه منح الكنيسة حق الغفران والحرمان، فأفرط الأساقفة في ذلك، وأنشأوا «صكوك الغفران»، وبيعت للمذنبين، وأصبح للبابا ورجاله السلطة العليا في مغفرة خطايا البشر([59]).

5 ـ مجمع الفاتيكان 1870م:

عقد هذا المجمع في روما، وقد تقرر فيه إثبات عصمة البابا بإعطائه حق النسخ والتشريع في العقيدة، وإقرار ما يتفق وأهوائه([60])، قال تعالى: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة: 31].

6 ـ مجمع روما 1964م:

وتـم فـي هذا المجمع تبرئة اليهود من دم المسيح، والتأكيد على أنه لا علاقة لهم بصلبه([61])([62]).

وهكـذا في كل مجمع تنفصل كنيسة([63])، ويمثل أتباعها فرقة جديدة، قال تعالى: ﴿ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ[مريم: 37]، وقـال تعالـى: ﴿ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون: 53] وقـال تعـالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٦٣﴾ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٦٤﴾ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ[الزخرف: 63 ـ 65].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، أو اثنتين وسبعيـن فرقـة والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)([64]).

هـذه أشهر المجامع النصرانية ومع ذلك فهم يدّعون أنهم يتمسكون بمسيحهم وإنجيله وتلاميذه، ثم يقـع بينهـم كـل هذا الاختلاف!؟، فكيف لو عُرض دينهم هذا علـى قوم لم يعرفوا لهم إلهاً قط، لتوقفوا وامتنعوا عن قبوله، وكيف يقبلون ديناً يكفر أساقفته بعضهم بعضاً، ويلعن بعضهم بعضاً([65])، «فدينهم إنما قام على اللعنة بشهادة بعضهم على بعض وكل منهم لاعن ملعون»([66]).

هذا ما حكم الله عليهم به قال تعالى: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّـهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ[المائدة: 14].

هذه هي الديانة النصرانية، كانت قائمة على التوحيد، ثم استقرت على التثليث، وأول مـن دعا إلـى تألـيه المسيح هو «بولس» عدو النصرانية، ثم المجامع المدمرة التي عرفت بأنها مصانع لإنتاج الآلهة، فابتدعـت عقيـدة التثليـث وخاصـة المجمـع الأول الذي ألهوا فيه عيسى عليه السلام، والمجمع الثاني الذي ألهوا فيه روح القدس، والمجمع الثالث الـذي ألهوا فيـه مريـم والدة المسيح عليه السلام([67]). فعجباً لقوم «يعتقدون أن إلههم خلق أمه وأن أمه ولدت خالقها»!!! ([68]).

 

 

 

*  *  *

 



([1])   ومـع ذلك فـإن سنـد هـذه الأناجيـل منقطع كمـا ذكر بعض القسيسين في مناظرة بينهم وبين رحمة الله الهندي فقال: «إن سبب فقدان السند عندنا وقوع المصائب والفتن على المسيحيين إلى مدة ثلثمائة وثلاثة عشرة سنة» ـ إظهار الحق: الهندي ـ ص: 43.

([2])   والأناجيل هي:

‌أ ـ    إنجيل متى، وكتبه في بيت المقدس بالعبرانية، وترجمه يوحنا بن زبدي إلى اللاتينية، ومتى من تلاميذ المسيح.

‌ب ـ                      إنجيل لوقا، وكتبه باللغة اللاتينية إلى بعض ملوك الروم، وهو تلميذ بطرس (شمعون باطرة).

‌ج ـ                         إنجيل يوحنا، وكتبه في مدينة روما باللاتينية، وهو تلميذ بطرس.

‌د ـ   إنجيل مرقس، وكتبه بطرس ونسبه إلى تلميذه مرقس.

انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل: ابن حزم ـ 1/ 251 ـ 252، ومقدمة ابن خلدون: عبـد الرحمن بـن محمد بـن خلـدون ـ تحقيـق: درويش الجويـدي ـ المكتبة العصرية ـ بيروت ـ الطبعة الثانية ـ 1418ﻫ 1997م ـ ص: 214.

([3])   المجمع: هو مؤتمر يعقده الأساقفة للتداول في شئون الكنيسة ويعد مسكونياً إذا حضره أساقفة العالم كله، وأما إذا ضم فئة معينة فعندئذٍ يسمى إقليمياً أو وطنياً أو طائفياً ويسمى أيضاً سينودس ـ أنظر: المنجد ـ ص: 521.

([4])   انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل: ابن حزم ـ 1/ 254، 255، 288 ـ 290، والجواب الصحيح: ابن تيمية ـ 2/ 87، 88.

([5])   بولس: اشتهر بلقب رسول الأمم، كان يدعى شاول قبل تنصره، قتل وقطع رأسه في روما عام 67م، له أربع عشرة رسالة موجهة إلى الكنائس أو التلاميذ ـ انظر: المنجد ـ ص: 149.

([6])   انظر: محاضرات في النصرانية: أبو زهرة ـ ص: 65، 66.

([7])   المدينة المذكورة: أورشليم كما وردت في: أعمال الرسل (22/ 17).

([8])   حننيا: وهو من تلاميذ الرسل، وينسب إليه تعميد القديس بولس في دمشق بعد اهتدائه وذلك كما جاء في كتابهم المقدس ـ انظر: المنجد ـ ص: 225.

([9])   برنابا: وهو رفيق بولس، قبرصي الأصل، ينسب له أحد الأناجيل ـ انظر: المنجد ـ ص: 122.

([10])   انظـر: الكتـاب المقـدس ـ أعـمـال الرسل: (9/ 1 ـ 19)، (22/ 1 ـ 21)، (26/ 9 ـ 90)، ورسالة إلى أهل رومة: (1/ 1 ـ 11).

([11])   انظر: الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل: أبو حامد الغزالي ـ تحقيق وتقديـم وتعليـق: د. محمد عبد الله الشرقاوي ـ دار الهداية ـ القاهرة ـ الطبعة الثانية ـ 1406ﻫ ـ 1986م ـ مقدمة الكتاب ـ ص: 59.

([12])   انظر: القـرآن الكريـم والتـوراة والإنجيـل والعلـم دراسـة الكتـب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة: د. موريس بوكاي ـ مكتبة مدبولي ـ القاهرة ـ الطبعة الأولى 1996م ـ ص: 102، 103.

([13])   انظر: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى: شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية ـ تحقيق: عصام فارس الحرستاني ـ المكتبة الثقافية ـ بيروت ـ الطبعة الأولى ـ 1414ﻫ ـ 1994 ـ ص: 341.

([14])   المرجع السابق ـ ص: 341.

([15])   انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل: ابن حزم ـ 1/ 270، وتحفة الأريب في الرد على أهل الصليـب: أبو محمد عبـد الله الترجمـان الميورقـي ـ تحقيـق: عمر وفيق الداعوق ـ دار البشائـر الإسلامية ـ بيروت ـ الطبعة الأولى ـ 1408ﻫ ـ 1988م ـ هامش ص: 108 ـ نقلاً عن فلسفة الفكر الديني بين الإسلام والمسيحية: لويس غريديه، ج. قنواتي ـ ص: 279 ـ 280.

([16])   تحفـة الأريب: الميورقـي ـ هامش ص: 108 نقلاً عـن: فلسفـة الفكـر الدينـي بيـن الإسلام والمسيحية: لويس غريديه، ج. قنواتي ـ ص: 279 ـ 280..

([17])   القسطنطينية: هي بيزنطة القديمة، أعيد بناؤها على يد قسطنطين 324، ونسبت إليه، كانت مقر الإمبراطور ومركز البطريركية المسكونية منذ 451م، وعقد فيها أربعة مجامع كنسية في الأعوام 381م، 553م، 680 ـ 681، 869 ـ 870 ـ انظر: المنجد ـ ص: 439.

([18])   مكسنتيوس: إمبراطور روماني 306 ـ 312، قضى عليه قسطنطين في معركة جسر ميلغو ـ انظر: المنجد ـ ص: 542.

([19])   انظر: الجواب الصحيح: ابن تيمية ـ 3/ 18 ـ 20، وهداية الحيارى: ابن القيم ـ ص: 343 ـ 345.

([20])   ينقل كل من ابن تيمية وابن القيم الوقائع التاريخية النصرانية عن: تاريخ سعيد بن البطريق.

([21])   نيقية: مدينة قديمة في آسيا الصغرى، ويطلق عليها اليوم اسم أزنيق في تركيا، عقد فيها مجمعان مسكونيان عام 325، 787م، كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية ـ انظر: المنجد ـ ص: 584.

([22])   انظر: محاضرات في النصرانية: أبو زهرة ـ ص: 112، 113، ومناظرة بين الإسلام والنصرانية لمناقشة العقيدة الدينية بين مجموعة من رجال الفكر من الديانتين الإسلامية والنصرانية ـ دار نهر النيل ـ منشورات الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد ـ الرياض ـ دار الكتاب الإسلامي العالمي ـ أم القيوين ـ الإمارات العربية المتحدة ـ د. ط ـ 1412ﻫ ـ ص: 243.

([23]

الموضوعات