مهام الإرساليات التنصرية
مهام الإرساليات التنصرية
كتبت الكاتبة أمل عاطف محمد الخضري في كتاب ( التنصير في فلسطين في العصر الحديث ) في هذا الموضوع
الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة ( 1439هـ - 2018م)
فقالت:
شكلت الإرساليات التنصيرية في فلسطين بصورة خاصة، وفي العالم الإسلامي بصورة عامة ظاهرة اجتماعية خطيرة، نظراً لما تقوم به من تهجمٍ على الإسلام وتحريفٍ لمقاصده، وما ينجم عن ذلك من مساندة للاستعمار([1])، إذ كانت إرساليات التنصير تفضل اقتلاع المسلم من بيئته الاجتماعية والثقافية، لأنها في نظرهم شريرة ولا تحمل له الخلاص، ومن هنا فإنه يفرض على المتنصر رفضها ومعارضتها وإدانتها؛ لأنها السبب في تخلفه، في الوقت الذي يتوجب عليه قبول تعاليم المسيح المزعومة والثقافةالاجتماعية والفكرية الخاصة بمن نصره، سواء أكان بروتستانتياً، أو كاثوليكياً، أو غير ذلك([2]).
وبالرغم من أن إرساليات التنصير تقوم بتحقيق أهداف التنصير على وجه الإجمال، إلا أنها تركز عملها في عدة مهام تفصيلية ومن أهمها:
1 ـ احتضان الفتاة المسلمة، وتنشئتها في جو مشبع بالمفاهيم النصرانية والعلمانية، لذلك كانت أولى اهتمامات الإرساليات إنشاء مدارس للبنات([3]).
2 ـ اتخـاذ التعليم وسيلـة لتحقيـق مصالـح الدولة المُرسِلَة، ولتثبيت نفوذها في البلد الإسلامي، إضافة إلى كسب ولاء الطلاب وانتمائهم.
3 ـ الدعـوة إلـى وحـدة الأديان، وإمكانيـة تحقـق الجمـع والمساواة بين رسالة الإسلام المنزلة من عند الله ناسخة لما قبلها، وبين الأديان التي كانت أصولها سماوية ثم حرفت بأيدٍ بشرية، وحملت الكثير من العقائد الوثنية بين ثناياها.
4 ـ تصويـر الديـن على أنه فكر قديم، وأنه معارض للعلم من حيث إن العصر الحالـي هو عصـر العلـم، مما يفتح المجال أمام الناقدين للدين الإسلامي، للإدلاء بما يشاءون من شهادات زائفة، وحجج واهية ضد الإسلام.
5 ـ فتـح المجال واسعاً لظهـور القومية والعصبية، وإحياء الحضارات المندثرة، وذلك للقضاء على وحدة العالم الإسلامي.
6 ـ التركيـز علـى تعليم اللغات الأجنبية في مدارس الإرساليات، وخاصة لغة الدولة المرسِلة للقضاء علـى اللغة العربية الفصحى، لأنها لغة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، مـع السعي إلـى إحيـاء اللهجـات العامية، والادعاء بعدم صلاحية اللغة العربية كلغةٍ للعصر.
7 ـ تقديم ثقافة عصرية خفيفة، تتضمن مفاهيم غربية منافية لروح الإسلام، مكتوبـة بحروف عربيـة خاليـة مـن اللفـظ البليغ والبيان الرصين، وبعيدة عن الثقافة العربية الأصيلة.
8 ـ الإكثـار مـن الترجمات عـن اللغـات الأجنبيـة، وخاصة القصص الإباحية والإغريقية الوثنية، والمقالات التي تحمل بين طياتها الشبهات والشكوك والإلحاد.
9 ـ طـرح النظريات الفلسفيـة الوضعيـة المشبوهة، وخاصة ما تعلق منها بعلم النفس، والاجتماع، والأخلاق لتحطيم مفاهيـم الديـن الحق، ونشر الفساد الأخلاقي لدى الشباب، وهدم المجتمع.
10 ـ استغلال الآيات التي مدحت عيسى عليه السلام وأمه في القرآن الكريم، لإقناع المسلمين بما يقولون، أو الادعاء بأن القرآن مستمد من التوراة والإنجيل، وأن الفكر الإسلامي ما هو إلا فكر قد استُوحيت أصوله من الفلسفة اليونانية.
11 ـ تشجيـع البعثـات الخارجيـة، بهدف التأثير على شخصية الشباب، وذلك بتغريبهم، ومن ثَم حصارهم في بلادهم بعد عودتهم، ليكونوا دعاةً لإحلال الثقافات الغربية محل الثقافة الإسلامية([4]).
وبذلـك يتـم «خلـق ذلك الجيل ذي الولاء الخاص العامل على تدمير مقومات المجتمع الإسلامي من حيث تمكينه لقيادة الثقافة والاستيلاء على ألوية التوجيه»([5]).
* * *