مؤتمر القاهرة 1906م للتنصير
مؤتمر القاهرة 1906م للتنصير
كتبت الكاتبة أمل عاطف محمد الخضري في كتاب ( التنصير في فلسطين في العصر الحديث ) في هذا الموضوع
الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة ( 1439هـ - 2018م)
فقالت:
تـم عقد هـذا المؤتمر في القاهرة في الرابع من نيسان 1906م، في منزل «عرابي باشا» ـ قائد الثورة العرابية في مصر ـ في باب اللوق، وقد شارك فيه ممثلون عن إرساليات التنصيـر الأمريكيـة، والبريطانيـة، والإسكتلنديـة، والألمانية، والهولندية، والسويدية، والدانماركيـة الموجودة فـي بـلاد المسلمين، وقد بلـغ عدد المجتمعين اثنين وستين من المنصرين والمنصرات([1]).
أهم أعمال المؤتمر التي تمت مناقشتها:
1 ـ إعداد ملخص إحصائي عن عدد المسلمين في العالم، ودراسة وضع الإسلام في بعض الدول الآسيوية، والقارة الأفريقية، ومن ثَم دراسة أفضل طريقة للتنصير، كما درس المشاركون مدى فائدة ضم إرساليات التنصير المرسلة إلى المسلمين مع تلك المرسلة إلى الوثنيين، وكذلك فقد نظر في المؤتمر تعريف الإله عند المسلمين، والنصارى، وهل يوجد بينهما اتفاق أم لا؟
2 ـ العمل على التمييز بين النشرات التي يجب إذاعتها بين عامة المسلمين، وبين المتعلمين منهم، وطرح عدد من الموضوعات التي يجب نشرها في كتب تتناولهابالدراسة والشرح مثل: أسماء وألقاب المسيح، والخطيئة والغفران، والتجسد والروح القدس والثالوث، ونحو ذلك.
3 ـ وضع حلول لمساعدة الأشخاص الذي يُضطهدون بسبب تركهم للإسلام، وما يترتب على ذلك من تطبيق عقوبة الارتداد عليهم.
4 ـ مناقشة الكثيـر مـن شئون المرأة الإسلاميـة: كالـزواج في الإسلام، وتعدد الزوجات، وتربية المرأة، وعدم وجود التسامح الديني، لاستغلال ذلك في أعمال التنصير.
5 ـ دراسة مـا يتعلق بشئون المنصريـن والعلاقـة بينهم، وما يجب أن يتصفوا به مـن صفات تساعدهم على العمل التنصيري، وكذلك ما يجب أن يبذله المنصرون من جهود، لتنصير الشباب المسلم الذي تعلم على الطريقة الأوروبية، أو في المدارس الحكومية، وما يواجهونه من صعوبات تحول بينهم، وبين تنصير المسلمين، ومنها: تصدي الشباب المسلم المتعلم للمنصرين، والتعليم الديني الأزهري، ومدى تأثيره على الشباب.
6 ـ عـرض بعـض الوسائل الجديـدة التـي يمكن أن يستعين بها المنصرون بين المسلمين ومنها:
أ ـ تأسيس الإرساليات الطبية لما لها من تأثير على الجمهور.
ب ـ استخدام الفانوس السحري في عرض المناظر.
ج ـ تعلم اللهجات العامية التي يتحدث بها المسلمون.
د ـ دراسة القرآن.
ﻫ ـ ممخاطبة الناس على قدر عقولهم.
و ـ عدم إثارة النزاعات مع المسلمين، وإقناعهم بأن النصارى ليسو أعداءً لهم.
ز ـ العمل على إيجاد منصرين من بين صفوف المسلمين.
ح ـ القيام بالزيارات المنزلية بين النساء من قِبَل المنصرات، والعمل على توزيع الأناجيل، والمؤلفات التنصيرية، عليهن([2]).
أهم نتائج مؤتمر القاهرة 1906م:
النتيجـة الأولى: التوصل إلى أن الإله الذي يعبده المسلمون ليس هو إله اليهود والنصارى، فـقد أكـد زويمر أن تعريف المسلمين لإلههم يختلف عن تعريف النصارى لإلههم الذي هو إله قداسة ومحبة، أي أنه يجب دعوة المسلمين للاعتقاد بإله النصارى.
النتيجـة الثانية: بالرغم من تنوع الوسائل المستخدمة في التنصير إلا أنه وجد أن أكثر المتنصرين كانوا من العامة والأميين([3]).
وقد سار المنصرون في وضع خططهم التنصيرية المستقبلية من منطلق هذه الدراسات والتوجيهات والتوصيات والقرارات فيما بعد.
أهم قرارات مؤتمر القاهرة 1906م:
القرار الأول:ضرورة فصـل إرساليـات تنصير المسلمين عن إرساليات تنصير الوثنيين.
القرار الثاني: يجب معرفة أن البعد عن طرح الموضوعات الدينية، هو الطريق للنجاح، وجذب قلوب المستهدفين من المسلمين، وأن الاعتماد على المواضيع ذات الصلة الاجتماعية، والأخلاقية، والتاريخية، وعقد المحاضرات المختلفة، هو الطريق لجذب القلوب، وقد قام المنصرون بإنشاء مجلة الشرق والغرب لهذا الغرض.
القرار الثالث: العمل على اتخاذ مصر مقراً، وإنشاء معهد نصراني لتنصير الدول الإسلامية، وللوقوف في وجه التدريس الأزهري([4]).