مؤتمر كوالالمبور 2001م  للتنصير

كتبت الكاتبة أمل عاطف محمد الخضري في كتاب ( التنصير في فلسطين في العصر الحديث ) في هذا الموضوع

الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة ( 1439هـ - 2018م)

فقالت:

عقـد مؤتمر الجمعية العمومية الدولية الحادي عشر لمنظمة «الزمالة التنصيرية» ـ التي تعتبر أقدم من مجلس الكنائس العالمي بأكثر من مائة عام ـ في «كوالالمبور» عاصمة «ماليزيـا» ـ التـي تعد من أعظم الدول الإسلامية، إذ تبلغ نسبة السكان المسلمين فيها أكثر من 99% من السكان ـ وذلك في شهر مايو 2001م.

وقد استمرت جلسات ومناقشات المؤتمر لمدة سبعة أيام، واختُتِمَت أعماله في العاشر من مايو في العام نفسه، وشارك في أعمال المؤتمر ممثلون عن مائة وخمسين مليون من أتباع الكنيسة البروتستانتية الإنجيلية في العالم.

وحـدد «أوغستين جون» ـ الرئيس الدولي لمنظمة «الزمالة التنصيرية الدولية» ـ آلية اختيار الأماكن التي تعقد فيها المؤتمرات، وفقاً لعدة اعتبارات منها:

‌أ ـ                      بناءً على دعوة التحالف الإنجيلي المحلي في ذلك البلد.

‌ب ـ                 ضمان الأثر الإيجابي للمؤتمر على الإنجيليين هناك.

‌ج ـ                   سماح الدولة المستضيفة بحضور جميع المشاركين أعضاء المؤتمر.

ولم يقتصر العمل على الاجتماعات، والمناقشات، بل وأقيمت ورشات عمل متعددة، كانت تجتمع بشكل يومي في قاعات مختلفة، ويشرف على تلك الورشات سبع لجان وهي:

1 ـ                   اللجنة اللاهوتية: وتبحث في أثر العولمة على عمل الكنائس المحلية، والاستجابة الكنسية، من وجهة نظر الإنجيل.

2 ـ                   لجنة تتولى دراسة مواضيع تهم المرأة، والتحديات التي تواجه عملها الكنسي.

3 ـ                   لجنة الإعلام الدولي النصراني: وتهتم برسم استراتيجية إعلامية لكل كنيسة، إضافة إلى البحث في مصادر للتمويل، والعمل على التواصل الإعلامي بين أتباع الكنائس. 

4 ـ                   لجنة تهتم بتطوير وتدريب الدور القيادي لرجال الكنيسة.

5 ـ                   لجنة تهتم بتدريب الشباب ومناقشة أزماتهم.

6 ـ                   لجنة تناقش قضية الحريات الدينية، وما يواجه المنصرين من حواجز سياسية، ودينية، تقف أمام التنصير في البلاد المختلفة، وبَحْث إمكانية التطوير للوصول لأفضل السبل الملتوية، والالتفافية، لتوصيل «بشارة المسيح» ـ في نظرهم ـ إلى الأماكن التي يُمنع المنصـرون مـن ممارسة نشاطهـم فيها، كمـا تقوم هـذه اللجنة بمناقشة الآثار الإيجابية للعولمة([1]) على نشر النصرانية في مثل هذه الدول.

7 ـ                   واللجـنة الأخيرة تهتـم بالإرساليـات عـن النماذج الكنسية التي تصدرها الزمالة البروتستانتية الدولية إلـى دول العالم، كما تهتـم بالتشكيل الروحي للمنصرين، وما تحدثه العولمة من آثار سلبية وإيجابية.

قرارات مؤتمر كوالالمبور 2001م:

القرار الأول:قـرر المجتمعون أن يعقـد لقـاء جديد في الأسبوع الأول من مايو 2005م.

القرار الثاني: الإعلان عن عقد مؤتمر دولي في «إزمير» بتركيا في الفترة الواقعة ما بيـن الخامس عشر إلـى الثامن عشر من نوفمبر 2001م، من المقرر أن يحضره أكثر من ثلاثمائة شخصية قيادية مـن جميـع أنحاء العالم، لدراسة مهمة تأسيس إرساليات تهتم باللاجئيـن حـول العالم، وكيـف يمكـن تقديم المساعدة لهم، بالإضافة لاهتمام المؤتمر بالأطفال، والنساء، والفقراء، والقساوسة.

القرار الثالث: الإعلان عـن عقـد مؤتمر توحيد الإرساليات الإنجيلية في مدينة «هاينس» بولاية «فلوريدا» بأمريكا الشمالية، وذلك خلال ثلاثة أيام من شهر سبتمبر، تبدأ في اليوم العشرين وتنتهي في الثالث والعشرين من الشهر نفسه، وقد وصف المؤتمر بأنه سيكون الأول من نوعه في البلاد منذ أربعين عاماً.

القرار الرابع: تحديد برنامج رحلات البعثات الإرسالية القادمة، التي تستهدف اختراق فئة معينة من الناس، زماناً، ومكاناً، في أكثر من ستين بلد إسلامي([2]).

مؤتمرات مجلس الكنائس العالمي:

اتخـذت الكنائس قـراراً بعـد انتهـاء الحرب العالمية الثانية، بضرورة عقد مؤتمر للكنائس مرة كـل ست أو سبع سنوات، متنقلاً من بلد إلى آخر، وقد عقد أول مرة في «أمستردام» بهولنـدا عام 1948م، ثـم توالـت المؤتمرات الكنسية بعد ذلك، فكان من بينهـا مؤتمـر «جاكرتـا» بأندونيسيا عـام 1975م، وقـد اشترك فيه ثلاثة آلاف منصر، وكذلك مؤتمر «كاليفورنيا» المنعقد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980م، والذي أوصى بضرورة زيادة العمل التنصيري في الدول الإسلامية، وخاصة منطقة الخليج العربي([3])، وكان آخر مؤتمر لمجلس الكنائس العالمي، قد عقد بمدينة «جنيف» بسويسرا، واستمر لمدة ثلاثة أيام، ابتداءً من الرابع والعشرين من فبراير الماضي عام 2003م،وكان من أهم توصياته ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الطوائف النصرانية، وتقرر أن يكون اللقاء التالي في فبراير عام 2006م بالبرازيل([4]).

p p p