مؤتمر كولورادو 1978م للتنصير
مؤتمر كولورادو 1978م للتنصير
كتبت الكاتبة أمل عاطف محمد الخضري في كتاب ( التنصير في فلسطين في العصر الحديث ) في هذا الموضوع
الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة ( 1439هـ - 2018م)
فقالت:
عقد هذا المؤتمر في الخامس عشر من مايو عام 1978م، في مدينة «جلين آيري» بولايـة «كولورادو» بأمريكـا، تحت اسم «مؤتمر أمريكا الشمالية لتنصير المسلمين»([1])، وقـد تـم اختيار مائة وخمسيـن ممثلاً من أنشط المنصرين في العالم، ومن أكثرهم اندفاعاً وحماسة للعمل التنصيـري وذلك بدقـة، وعنايـة، وحسب مستوى الاستجابة الكتابية على أبحاث متعلقة بالتنصير طلب منهم الكتابة عنها([2]).
وقد سارت فعاليات المؤتمر كما خُطط لها، وتم وضع استراتيجية سرية لإتمام هذا العمتل، ورصـدت له ميزانيـة تبلغ ألف مليون دولار، وقد تم جمعها فعلاً، ووضعت لحساب المؤتمر في أحد بنوك أمريكا([3]).
وخـرج المنصرون مـن هـذا المؤتمر متفقين على تحقيق هدف واحد، وهو الكيد للإسلام، والعمل على تنصير سبعمائة وعشرين مليون مسلم([4]).
من أهم توصيات المؤتمر:
1 ـ ضرورة وضع خطط جديدة وواقعية، لمجابهة مشاكل المنصرين بشكل مباشر بعد تقييم جهود المنصرين القديمة، ومقارنتها بالحديثة للخروج بأفضل النتائج.
2 ـ العمل على إقامة جهاز مركزي، الهدف منه أن يصبح معهداً للأبحاث، والتدريب علـى تنصير المسلمين، وقد تم إنشاء ذلك المعهد فعلاً في جنوب كاليفورنيا تحت اسم: «معهد صاموئيل زويمر»
3 ـ التأكيـد علـى ضرورة إقامة كنائـس خاصة للمسلمين الذين تم تنصيرهم، لتلائم أوضاعهم الجديدة([5]).
4 ـ يجـب علـى الكنيسة البعد عـن أساليـب التنصيـر العقيمة، واتخاذ أساليب جديدة، ومـن الأعمال التـي يجـب عليها أن تقوم بها كما حددها د. «ستانلي مونيهام»، رئيس منظمة «التصور العالمي الدولية»، والتي أشرفت على ذلك المؤتمر:
أ ـ العمل على دفع الإنجيل ليجد طريقه إلى قلوب المسلمين.
ب ـ يجب على المنصرين التخلي عن التعصب، واللامبالاة، وسُبل التنصير الفاشلة.
ج ـ كسـر حاجـز العزلة الـذي تعيش فيه الكنيسة، وضرورة اقتحام مجتمعات المسلمين المطلوب تنصيرهم، ودراسة ثقافاتهم.
د ـ ضـرورة تعاون نصـارى البـلاد الإسلامية مع المنصرين للوصول إلى أفضل النتائج([6]).
أهم قرارات مؤتمر كولورادو 1978م:
القرار الأول:يجـب علـى الكنيسة الاستجابة للتصور الجديد الذي كشف عنه المؤتمر، والذي هو عبارة عن استخدام وسائل جديدة تبعث الأمل لدى المنصرين.
القرار الثاني: تقييـم الوقت بأنه قد أصبح مناسباً، لتوقع تنصير أعداد كبيرة من المسلمين، نتيجة للتمزق الاجتماعي، والسياسي، الذي يعاني منه المسلمين.
القرار الثالث: ضرورة السعي للعمل التنصيري الجاد، والالتزام بتقديم الدعم المالي للمنصرين([7]).
وقـد اعتبـر «مونيهام» أن هذا المؤتمر هو أحد المؤتمرات القادرة على تغيير مجرى التاريخ([8]). لذلك أُلحـق بهـذا المؤتمر، مؤتمرٌ آخـر عقد في السويد عام 1981م، لمتابعة نتائجه، وكذلك لمتابعـة قـرارات مؤتمـر «لوزان»، ومدى فعاليتها، وأوصى المشاركون بضرورة التركيز على دول العالم الثالث([9]).
وقـد أُخضعـت وقائـع جلسات مؤتمر كولورادو للدراسة ـ بعد نشرها في مجلد يضم أكثر من تسعمائة صفحة ـ مـن قِبل بعـض المفكرين المسلمين([10])، لخطورة ما جاء فيها، ولعله كان آخر مؤتمر تنشر وقائعـه بصـورة علنية، وقد تكون دراسات المفكرين حول تلك المخططات وتحليلها، ونشر مخططاتها، عاملاً مساعداً على زيادة التكتموالسرية من قبل المنصرين، إذ لم تعثر الباحثة ـ بعد البحث والاطلاع والسؤال ـ على أي مصدر مكتـوب، يعرض وقائع المؤتمرات التـي تلـت ذلك المؤتمر بالتفصيل، سوى ذِكْر أسماءٍ لبعض المؤتمرات التي عقدت قبل ذلك المؤتمر ومنها: مؤتمر «استانبول» في تركيا، ومؤتمر «حلوان» في مصر، ومؤتمر «بلتيمور» في الولايات المتحدة 1942م، وقد حضره «بن غوريون» ـ الذي أصبح فيما بعد رئيساً للوزراء لدولة الكيان الصهيوني ـ مندوباً عن اليهود، وغيرها من المؤتمرات([11]).
([10]) قـام د. محمد عمارة بتأليف كتابه: الغارة الجديدة على الإسلام؛ بالكشف عن تلك المخططات، وكذلك كتـاب: استراتيجية التنصير في العالم الإسلامي، كما قام عبد الرازق ديار بكرلي بكتابة أكثر من خمسة مقالات في مجلة المختار الإسلامي، تحذر المسلمين، وتكشف عن مخططات ذلك المؤتمر، وله كتاب بعنوان: تنصير المسلمين يبحث في استراتيجية التنصير التي يطرحها المؤتمر.