جاري التحميل

مؤتمر لكنو 1911م للتنصير

مؤتمر لكنو 1911م  للتنصير

كتبت الكاتبة أمل عاطف محمد الخضري في كتاب ( التنصير في فلسطين في العصر الحديث ) في هذا الموضوع

الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة ( 1439هـ - 2018م)

فقالت:

تـم عقـد هـذا المؤتمر في الحادي والعشرين من شهر يناير، في مدينة لكنو بالهند عام 1911م، وقد تركزت أعمال المؤتمر على كيفية إحكام السيطرة على العالم الإسلامي، وإحكام القبضة عليه، وتفكيك أواصر الوحدة بين المسلمين.

ويعتبر هذا المؤتمر هو المؤتمر الثاني الخاص بالإسلام، بعد مؤتمر القاهرة، إذ إنه لما وجد المنصرون زيادةً في تمسك المسلمين بدينهم، ومحاولةً لإحيائه في الصين، وزيادة انتشاره فـي الهنـد وأفريقيا وغيرهـا، فقـد كان هذا باعثاً لهم على العمل بحزم، والنظر بجدية، وعناية، في أمر التنصير، والمنصرين، فكان هذا المؤتمر([1]).

أهم أعمال المؤتمر التي تمت مناقشتها:

1 ـ                   دراسة وضع الإسلام في تلك المرحلة.

2 ـ                   استنهاض همم المنصرين لتوسيع نطاق التعليم بين صفوف المنصرين، وكذلك الاهتمام بالتعليم النسائي.

3 ـ                   مناقشة موضـوع الجامعة الإسلامية([2]) الذي سيربط بين المسلمين في بعض الدول الإسلامية، وكيف يمكـن إضعافها بمـا تبثه إرساليات التنصير من محبة وهمية، وما توجده مـن روابط أخرى([3])، كمـا يؤكـد ذلك المنصر «سيمون» إذ يقول: «ولكن عبثاً يبنـي هؤلاء آمالهم على الجامعة الإسلامية، لأن التربية غير الإسلامية قد أنبتت في دمائهم بفضل مدارس التبشير»([4]).

أهم قرارات مؤتمر لكنو 1911م:

القرار الأول: الاتفـاق علـى عقد مؤتمر في القاهرة في العام 1916م، وفي حال وجود أي موانع فإنه يعقد في لندن.

القـرار الثاني: تأسيس مراكـز قويـة للتنصير في أفريقيا، دون التأثير على المناطق الأخرى، وخاصة في الأماكن التي يعتبرها المنصرون مواطن حظر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإتمام ذلك مثـل حسن اختيار المنصرين، وحسن تربيتهم، وتوجيههم لتحقيق الهدف المطلوب.

القرار الثالث: تأسيس مدرسة للتنصير في مصر، يُنتقى فيها الأكفاء من المنصرين الموهوبين، والاهتمام بتعليمهم اللغة العربية، وتاريخ الدين الإسلامي، وأهم ما يتعلق به من مؤلفات.

القرار الرابع: متابعة مشروع إنشاء الجامعة الإسلامية، والبحث في قراراتها، ومحاولة التأليف بينها، وبين تنصير المسلمين.

القرار الخامس: التشديد على المنصرين، والمنصرات، بضرورة الاحتكاك بالرجال، والنساء، خلال القيام بالأعمال التنصيرية، مع الاهتمام بتربية النساء المنصرات([5]).

 



([1])   انظر: الغارة: شاتليه ـ ص: 56، 57، وأجنحة المكر الثلاثة: الميداني ـ ص: 96، 97.

([2])   الجامعـة الإسلامية: يقصد بها في نظر المنصرين بث شعور الوحدة بين المسلمين، وتنفيرهم من كل شيء غير إسلامي. انظر: الغارة: شاتليه ـ ص: 67.

([3])   انظر: المرجع السابق ـ ص: 58.

([4])   أجنحة المكر الثلاثة: الميداني ـ ص: 97.

([5])   انظر: الغارة: شاتليه ـ ص: 83، 84، وأجنحة المكر الثلاثة: الميداني ـ ص: 98.

الموضوعات