جاري التحميل

باب في الكلام عن الموطأ

بَابٌ في الكِلامِ عَنِ الموطَّأ

كتب الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم، عن هذا الموضوع ،  فقال :

1 ـ أخبرنا أبو محمد عبدُ القادر بنُ محمدٍ سِبْطُ الذَّهبيِّ بقراءتِي عليه، أخبرتنا زينبُ ابنة أحمدَ المقدِسيَّةُ بقراءةِ جدي عليها وأنا أسمعُ، أخبرنا محمدُ بنُ إسماعيلَ الخطيبُ، أخبرتنا فاطمةُ ابنةُ سعـد الخيرِ بالقاهرةِ، أخبرنا زَاهِرُ بنُ طاهرٍ، أخبرنا أبو عثمانَ بنُ أبي عمرو البُحَيرِيُّ، أخبرنا أبو عمرو بنُ حَمْدَانَ، سمعتُ /[3/أ] أبا إسحاقَ إبراهيمَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ جَبَلَةَ الهَرَوِيَّ، قال: قال أبي: قال يحيى بنُ عبدِ اللهِ ابنِ بُكيْرٍ: كان مالكُ بنُ أنسٍ ـ رَحمَةُ الله عليهِ ـ إذا عُرِضَ عَلَيهِ «الموطَّأ» تَهيَّأ، ولَبِسَ ثِيَابَهُ وعِمَامَتهُ، ثمَّ أَطْرقَ، لا يَتَنَخَّمُ، ولا يَعْبَثُ بشيءٍ من لِحيتهِِ حتى يفرغ مِن القراءة؛ إِعظَاماً لحديثِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم. 

2 ـ تَابَعَهُ أبو عبد اللهِ محمـدُ بنُ الفَضْلِ الفُرَاوِيَّ، وأبو المُظَفَّرِ عبدُ المُنعِمِ القُشَيرِيُّ، عن أبي عثمانَ سعيدِ بنِ أبي عمروٍ محمدِ بنِ أحمدَ البُحَيرِيِّ، حدثنا أبو عمرو محمدُ بنُ أحمدَ بنِ حَمْدَانَ، فذَكَرَهُ([1]).

3 ـ تَابَعَهُ أبو حازمٍ عمرُ بنُ أحمدَ العَبْدَوِيُّ، سمعتُ أبا عمرو محمدَ بنَ أحمدَ ابنِ حَمْدَانَ يقول: سمعتُ إبراهيمَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ جَبَلَةَ يقول: حدثني أبي، عن يحيى ابنِ عبدِ اللهِ بنِ بُكَيْرٍ، فذَكرهُ([2]).

4 ـ وقال الحاكمُ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ([3]): أخبرني إسماعيلُ ابنُ محمدِ بنِ الفَضْلِ بنِ محمـدٍ الشَّعْرَانِيُّ، حدثنـا جـدي، حدثنـا إسماعيلُ بنُ أبي أُويْسٍ، قال:كان مالكُ بنُ أنسٍ إذا أرادَ أنْ يُحدِّثَ توضَّأ، وجَلَسَ على صَدْرِ فِراشهِ، وسرَّحَ لِحيتهُ، وتَمَكَّنَ في جلُوسِهِ بِوقَارٍ وهَيبةٍ، وحَـدَّثَ. فقيـل لـه في ذلك، فقال: أُحِبُّ أَنْ أُعظِّمَ حَدِيثَ رسـولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولَا أحدِّثُ إِلَّا على طَهارةٍ مُتَمكِّناً. وكان يَكرَهُ أنْ يُحدِّثَ في الطريـقِ، أو هُو قَائِـم، أو يَسْتَعْجِـل. وقال: أحِبُّ أنْ أَتَفهّمَ ما أُحَدِّث به عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم([4]).

5 ـ وقرأتُ بخَطِّ الحافظِ الضِّيَاءِ أبي عبدِ اللهِ محمدِ بنِ عبدِ الواحِدِ المقْدسيِّ فيما وجَدْتُهُ([5]) في جُزءٍ من مَسمُوعَاتـهِ بمَرْوٍ([6]) بخطِّهِ: أخبرنـا الإمامُ أبـو المُظفَّرِ عبدُ الرحيـمِ بنُ الإمامِ أبي سَعيدٍ عبـدِ الكريمِ بنِ الإمامِ أبي بكرٍ محمدِ بنِ الإمامِ أبي المُظفَّرِ مَنصـورٍ المرْوزِيّ السَّمْعَانِيّ بمَرْوٍ، أخبرنـا أبو القاسم الجُنيدُ بـنُ محمدٍ القَاينيّ قراءةً عليـه، أخبرنا أبو الفَضْلِ محمدُ بنُ أحمدَ الطَّبسِيُّ، أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ القاسمِ بـنِ إسحاقَ الفَارسيُّ، حدثنـا أبو عمرو بنُ أبي جعفَر بنِ حَمْدانَ /[3/ب] المقرئُ، حدثنـا أبـو العباس الثَّقفِيُّ، حدثنا حاتمُ بنُ اللّيثِ الجَوْهَرِيُّ، سمعتُ ابنَ أبي أُويْسٍ يقول:

كان خَالِي مالكُ بنُ أنسٍ لا يُحدِّثُ حَديثَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا على طَهارةٍ([7]).

6 ـ وقال الحافظ أبو بكـرٍ أَحمدُ بنُ موسى بنِ مَرْدَويْهِ: حدثنا سليمانُ بنُ أحمدَ، حدثنا مَسْعَدَةُ بنُ سَعدٍ العَطَّارُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ المُنذرِ، سمعتُ مَعْنَ بنَ عيسى يقول: كان مالكُ بنُ أنسٍ ـ رحمةُ اللهِ عليهِ ـ إذا أَرادَ أَنْ يُحدِّثَ بِحديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اغْتَسلَ وتَبخَّرَ وتَطيَّبَ، فَإذا رفعَ أَحدٌ صَوْتَهُ عِندَهُ قال: اغْضُضْ من صَوتِكَ فَإِنَّ الله عَزَّ وجلَّ يقولُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ[الحجرات: 2]، فَمَنْ رَفعَ صَوْتَهُ عِندَ حديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فكأنَّما رَفعَ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم([8]).

7 ـ وقال الحافظ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ: حدثني عبدُ العزيزِ ابنُ عبدِ الملـكِ الأمَـويُّ ببُخَارَى([9])، حدثنا أبو العباس أحمدُ بنُ محمدٍ البَرْذَعيُّ، حدثني محمدُ بنُ أبي مَهْزُولٍ بالمَصِّيصَةِ([10])، حدثنا يوسفُ بنُ سعيدِ بنِ مُسْلمٍ، حدثنا إسحاقُ بنُ عيسى الطَّبَّاعُ، قال: قال عبدُ الله بنُ المباركِ:

كُنتُ عندَ مالكِ بنِ أنسٍ وهو يُحدِّثنا، فَجاءَتْ عَقْربٌ فَلدغتْهُ سِتَّ عَشْرةَ مَرةً، ومالكٌ يَتغيَّرُ لونُهُ ويَتَصبَّرُ، ولَا يَقْطعُ حَديثَ رسـولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا فَرغَ منَ المجلسِ، وتفرَّقَ النَّاسُ قلتُ له: أبا عبدِ اللهِ! لقد رأيتُ مِنكَ عَجَباً. قال: نَعمْ؛ أنا صَبرتُ إِجْلالاً لحديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم([11]).

8 ـ أنبأنا جماعةٌ منهم أبو الحسن عَليُّ بنُ محمدِ بنِ الصَّائغِ، عن القاسمِ بنِ المُظفَّرِ: أنَّ محمدَ بنَ غَسَّانَ الأنصاريَّ أنبأَهُ: أخبرنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ الحسنِ الحافظُسماعاً، أخبرنا أبو القاسمِ الخضري([12]) بنُ الحسينِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدَانَ، أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ أَحمدَ بنِ المُباركِ لفظاً، أخبرنا أبو محمد عبدُ اللهِ بنُ الحسينِ ابنِ عبيد اللهِ بنِ عَبْدانَ، أخبرنا عبدُ الوهَّابِ بنُ [4/أ] الحسينِ بنِ الوليدِ الكِلابيُّ قراءةً عليه، حدَّثني خَلفُ بنُ القاسمِ بنِ سليمانَ القَيْروانِيُّ أبو سعيدٍ، أخبرنا أبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ المُهنْدِسُ، وأبو القاسم عبيدُ اللهِِ بنُ محمدِ بنِ خَلفِ ابنِ سَهْلٍ البَزَّازُ ـ يُعرَفُ بـ «ابنِ أبي غَالبٍ»ـ العَدْلُ، قالا: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ زَبَّانَ، سمعتُ محمدَ بنَ رُمْحٍ يقول:

حَجَجْتُ مـعَ أبي وأنا صَبيٌّ لم أَبْلُغ الحُلمَ، فَنِمتُ في مَسجـدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فـي الرَّوضةِ بينَ القَبرِ والمِنبرِ، فَرأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ خرجَ من القَبرِ، وهو مُتوكِّئٌ علىأبي بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما، فَقُمتُ فَسَلَّمتُ عَليهِمْ، فَرَدُّوا عَليَّ السَّلام، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ! أَيْنَ أنت ذَاهبٌ؟ قـال: «أُقِيمُ لمالكٍ الصّراطَ المُسْتقِيمَ»، فَانتبَهْتُ، فأَتيتُ أنا وأبي، فَوجَدتُ النَّاسَ مُجتمعينَ عَلى مالكٍ، وقَد أَخرجَ لهم «المُوطَّأ»، وكان أوَّلَ خُروجِ «المُوطَّأ»([13]).

9 ـ وبالإسنادِ إلى أبي القاسمِ الحافظِ([14]) قال: أخبرنا الفَقيهُ أبو الفَتحِ نَصرُ اللهِ ابنُ محمدٍ المِصِّيْصِيُّ، حدثنا أبو الفَتحِ نَصرُ بنُ إبراهيمَ الزَّاهدُ، أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ ابنُ جعفرَ بنِ عَليٍّ المِيْمَاسِيُّ، حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ أَحمدَ الزِّيَادِيُّ، أخبرنا القاضي أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبيد اللهِ بنِ إسحاقَ بنِ الحسنِ بنِ إبراهيمَ بنِ جابرٍ، حدثنا عمّي محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ الحسنِ بنِ إبراهيمَ بنِ جَابرٍ، حدثنا محمدٌ المُكنَّى بأبي الَحكَمِ بنِ أبي ذُهْـلٍ المصرِيُّ، سمعتُ محمدَ بنَ أبي السَّرِيِّ العَسْقلانِيَّ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في النَّومِ، فَقلتُ: يا رسـولَ اللهِ! حدثني بِعِلْمٍ أُحدِّثُ بهِ عنكَ. فقال لِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي قَد أَوْعَزتُ إِلى مالكٍ بِكنزٍ يُفرِّقهُ عليكُم.

ثُمَّ مَضَى وتَبعتهُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليكَ، حدّثني بِعلمٍ أُحدِّثُ بِهِ عنكَ.

فقال: إِنِّي قَد أَوْعَزتُ إِلى مالكٍ بِكنزٍ يُفرِّقهُ عليكمْ، ثُمّ مَضى، ثُمّ تَبعتهُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ! حدّثني بِعلمٍ أُحدِّثُ بهِ عنكَ، فقال صلى الله عليه وسلم لي: يا ابنَ أبي السَّرِيِّ إنِّي أَوْعَزتُ إِلى مالكِ بنِ أنسٍ بِكنزٍ يُفرِّقهُ عليكمْ، أَلا وهو «المُوطَّأ»([15])، أَلا وليسَ بعدَ كتابِ اللهِ عزّ وجلّ ولا سُنَّتي في إِجمـاعِ المُسلمينَ حَدِيثاً أَصَحُّ منَ «المُوطَّأ»، فَاسْمعهُ تَنتفع بهِ([16]). وذكرَ/[4/ب] بَقيَّتهُ. 

قَولُه: «أَوْعَزتُ»: يقال: أَوْعَزْتُ إلى الرَّجلِ، أُوعِزُ، إِيعَازاً: إذا تَقدّمتُ إِليهِ في أَمرٍ، أَو أَمَرتُهُ بهِ. قالهُ ابنُ دُريْدٍ([17]).

ولِجلالةِ قدرِ «المُوطَّإِ» كان أَهلُ مصرَ بعدَ موتِ مالكٍ من أصحابهِ يَسْتَسْقُونَ بِـ «مُوطَّئهِ» فيما رواهُ أبو نُعيْمٍ الأصْبهانيُّ من قصة ٍعن إسماعيلَ بنِ الحَبَّالِ الحِمْيَريِّ من قَوله([18]).

10 ـ وأنبأنا الحافظُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَحمدَ المَقدسيُّ، أخبرنا أبو نَصرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أبي نَصرٍ الفَارِسيُّ سماعاً في شَوالٍ سنة سَبعَ عشرةَ وسَبعَمائةٍ بالمِزّةِ([19])، أنبأنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ السَّهرَورْدِيُّ، أخبرنا أبو زُرْعةَ طَاهرُ بنُ محمدٍ سماعاً، أخبرنا أبو الفتحِ عبدُوْسُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدُوْسٍ، أخبرنا أبو بكرٍ محمـدُ بنُ أحمدَ الطُّوْسِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ يعقوبَ الأصَمُّ ـ من أَصلِ كتابهِ العَتيقِ ـ حدثنا بكرُ بنُ سَهلٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ التِّنِّيْسِيُّ، حدثنا خَلفُ بنُ عمرَ قال:

كنـتُ عندَ مالـكِ بـنِ أنسٍ، فَأَتاهُ ابنُ أبي كَثيرٍ قَارِئُ المدينـةِ، فَناولَهُ رُقعةً، فَنظرَ فِيها مالكٌ، ثم جَعلهـا تحتَ مُصَلَّاهُ، فلمَّا قامَ مِن عندهِ، ذَهبتُ أَقُومُ، فقال: اثْبُتْ يا خَلفُ، فَناولَني الرُّقْعةَ، فإذا فيها: رأيتُ اللَّيلةَ في منامِي كأنَّه يقال لِي: هذا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جالسٌ في المسجدِ، فَأتيتُ المسجدَ، فإذا نَاحيةٌ مِنَ القبرِ قَد انفرجتْ، وإذا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالسٌ، والنَّاسُ يقولون له: يا رسولَ اللهِ! أَعطِنَا، يا رسولَ اللهِمَنْ([20]) لَنَا؟فقال: لِـمَ ؟ إِنِّي كَنزْتُ تحتَ المنبرِ كَنْزاً، وقَدْ أَمرتُ مالكاً أَنْ يَقسِمَهُ فيكُم، فَاذهبوا إلى مالكٍ، فَانصرفَ النَّاسُ وبَعضُهُم يقولُ لبعضٍ: ما تَرونَ مالكاً فَاعلاً؟ فقال بعضُهُم: يُنفِّذُ لِما أَمرَهُ بهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قال: فَرَقَّ مالكٌ وبكى، ثم خَرجْتُ وتَركتهُ على تلك الحالِ([21]).

11 ـ وبالإسنادِ إلى الأصَمِّ قال: حدثنا بكرُ بنُ سَهْلٍ([22])، عـن أَشْهبَ بنِ عبدِ العزيزِ الدَّرَاورْدِيِّ([23]) قال:

رأيتُ في المنامِ أَنِّي دَخلتُ مسجدَ محمدٍ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم([24]) /[5/أ] على المنبرِ يُصلِّي بالنَّـاسِ؛ إِذْ أَقْبـلَ مالـكُ ابـنُ أنسٍ، فَدخـلَ من بابِ المسجدِ، فلمَّا أَبصـرَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِليَّ إِليَّ». فَأقبلَ مالكٌ حتَّى دَنا منهُ، فَسَلَّ خَاتِمه من خُنْصرهِ، فَوضَعهُ في خُنْصرِ مالكٍ([25]).

12ـ وأخبرنا أبو عبد اللهِ محمـدُ بنُ الشَّرفِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ المُحْتَسِبِ مُشافهةً بالإِجازةِ، أخبرتنا فاطمةُ ابنةُ سليمانَ بنِ عبدِ الكريمِ إِجازةً في ربيعٍ الآخرِ سنةَ سبع وسبعمائةٍ، عن أبي الغنَائمِ سالمِ بنِ الحسنِ التَّغْلِبيِّ، أخبرنا أبو الفَتحِ محمدُ ابنُ يحيى بنِ محمـدٍ البَرَدَانِيُّ سماعاً ببغدادَ، أخبرنا الشَّرِيفُ أبو عليٍّ محمدُ بنُ محمدِ ابنِ المهديِّ، أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ القَزْوِيْنيُّ إِملاءً، حدثنا عمر بنُ أحمدَ ـ يعني: ابنَ هَارُونَ ـ الآجُرِّيُّ المُقْرئُ، حدثنـا أبو عمرو عثمانُ بنُ أحمدَ الدَّقِيْقِيُّ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا نَصرُ بنُ عليٍّ، أخبرنا حسينُ بنُ عُروةَ قال:

قدمَ المهديُّ المدينـةَ، فبعثَ إلى مالـكٍ بِأَلْفيْ دينـارٍ ـ أَو قال: بثلاثةِ آلافِ دينارٍ ـ ثم أَتاهُ الرَّبِيعُ بعـدَ ذلك، فقال لـه: إِنَّ أَميرَ المؤمنينَ يُحبُّ أَنْ تُعادِلَهُ([26]) إلى مدينـةِ السَّلَامِ، فقال لـه مَالكٌ: قـال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «والمدينةُ خَيْرٌ لهم لو كانوا يعلمونَ»([27])، والمالُ عِندي على حالهِ([28]).

13 ـ وأنبأنـا شيخُنَا الحافظ أبو بكـرٍ في آخَرينَ عن القاسمِ بنِ مُظفَّرٍ، عن محمدِ بنِ غَسَّانٍ الأنصاريِّ، أخبرنا أبو القاسم عليُّ بنُ الحسنِ الحافظُ سَماعاً، أخبرنا أبو الحسنِ عَليُّ بنُ أحمدَ بنِ منصورٍ المالكيُّ، أخبرنا أبي أبو العباس الفَقيهُ، أخبرنا عبدُ الوهَّابِ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو يَعلى عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ القَرِيبِ الحَرَّانِيُّ المُقْرِئُ قراءةً عليه، حدثني ابنُ عمِّي إِسحاقُ بنُ عبدِ الخالقِ الحرَّانِيُّ، حدثنا أبو بكرٍ أحمـدُ بنُ مَروانَ المالكيُّ، حدثنـي إبراهيمُ بنُ نَصْرٍ النَّهَاونْدِيُّ، حدثني عَتِـيقُ بنُ يعقوبَ الزُّبيريُّ، قال:

قَدِمَ هارونُ الرَّشيد المدينةَ، وكـان قـد بلغـهُ أنَّ مالكَ بنَ أنسٍ ـ رحمهُ اللهُ ـ عِنده «المُوطَّأ» يقرَأهُ على النّاسِ [5/ب]، فوجَّه إليهِ البَرْمَكِيّ([29])، فقال: أقرهِ السَّلام، وقل له: يَحمِلُ إِليَّ الكتابَ فيَقرَؤهُ عليَّ، فأَتاهُ البَرْمَكيُّ، فقال [مَالكٌ]: أقرِهِ السَّلامَ، وقُل له: إنَّ العلمَ يُزَارُ ولا يَزورُ، وإنَّ العلمَ يُؤْتَى ولا يَأْتِي. فأتاهُ البَرْمَكِيُّ، فأخبرهُ، وكـان عِنـده أبو يوسفَ القاضي، فقـال: يا أميرَ المؤمنين! يَبلـغُ أَهل العراقِ أنَّك وجَّهَتَ إلى مالـكِ بنِ أنسٍ في أمـرٍ فَخَالفكَ! اعزِمْ عليه. فَبينَا هو كذلك إِذ دخلَ مالكُ بنُ أنسٍ، فسلَّمَ وجلسَ، فقال: يا ابنَ أبي عَامرٍ أبعثُ إِليك فتُخَالِفُنِي؟ فقال مالكٌ: يا أميرَ المؤمنينَ! أخبرني الزُّهرِيُّ، وذكَرَهُ عن خارجةَ بنِ زيدِ بنِ ثابتٍ، عَن أبيهِ رضي الله عنه، قال:

كُنتُ أَكتـبُ الوحـي بـينَ يـديْ رسـولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ [النساء: 95]، قال: وابنُ أُمِّ مَكتُومٍ عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ! إنِّي رجلٌ ضريرٌ، وقَد أَنزلَ اللهُ عزَّ وجَلَّ في فضلِ الجهادِ ما قَد عَلِمتَ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَا أَدْرِي». وقَلَمِـي رَطْـبٌ مـا جَـفَّ حتَّى وقعَ فخـذُ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم على فَخذي، ثم أُغمـيَ على رَسـولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثـم جلـسَ فقـال صلى الله عليه وسلم: «يا زَيـدُ! اكْتُـبْ: ﴿ﭖ ﭗ [النساء: 95]». ويا أميرَ المؤمنينَ! حـرفٌ واحِدٌ بُعِثَ فيـه جبريلُ والملائكةُ من مسيرةِ خمسينَ ألـف عامٍ، أَلَا ينبغي لِي أنْ أُعـزّهُ وأُجلّهُ؟! وإنَّ اللهَتعالى رفعكَ وجعلـكَ فـي هـذا الموضـعِ بعلمـكَ، فلا تكُن أنت أوّلَ من يضـعُ عِـزَّ العِلـمِ، فيضعُ اللهُ عِزِّكَ.

قال: فقامَ الرَّشيدُ فمشى مع مالـكٍ إلى منزلهِ يسمعُ منه «المُوطَّأ»، وأجلَسَهُ معهُ على المنصَّةِ. فلمَّا أَرادَ أنْ يقرأَه على مالكٍ قال: تَقرَأهُ عليَّ؟ قال مالكٌ: ما قَرأتُهُ على أحـدٍ مُنذ زمانٍ، قال: فيَخرُجُ النَّاسُ عنِّي، حتَّى أقرأهُ أنا عليكَ. فقال مالكٌ: إنَّ العلمَ إذا مُنِعَ من العامَّةِ لأجـلِ الخاصّةِ لم ينْفع اللهُ به الخاصّةَ. فَأمرَ له مَعْنَ ابنَ عيسى القزَّازَ ليقرأهُ عَليهِ.

فلمَّا بدأَ ليقرأهُ قال مالكُ بنُ أنسٍ لهارونَ /[6/أ] الرَّشيدِ: يا أميرَ المُؤمنينَ! أدركتُ أهلَ العلمِ ببلدنَا وإنَّهم ليُحِبُّونَ التَّواضعَ للعلمِ، فنزلَ هارونُ عنِ المَنصَّةِ، فجلسَ بين يديهِ([30]).

وقد رويت هذه القصّة أطـولَ من هذه من طريـقِ عبدِ اللهِ بنِ وهبٍ قوله، وهذه أَمْثَلُ.

وقد أشار إلى هذهِ القصّةِ الشيخُ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ عليِّ بنِ يوسفَ الشِّيْرَازِيُّ ([31]) ـ رحمةُ الله عليه ـ في كتابه: «الطَّبقاتُ»([32]) في ترجمـةِ مَعْنِ بنِ عيسى المذكورِ أحدِ الأثبَاتِ، وهو أولُ من ذكرتُهُ مِن رواةِ «المُوطَّأِ» نظماً في تلك الأبياتِوهي:

مُوطَّأُ مالكٍ يَرْويِهِ مَعْنٌ

مُطَرِّفُ، وابْنُ وهْبٍ، وابنُ مَهْدِي

ومصعبُ، شَافِعي، صُوْرِي، ولِيدٌ

قُتَيْبَةُ، زَنْبَرِي، فَدَكِي، ابنُ بُردِ

ويَحيَى، وابنُ يَحيَى، وابنُ اويْس

أَخُوهُ، وابنُ طَارِق، مَع سُويدِ

جُويْرِيةُ، ابن قَاسِمُ، قَعْنَبِيًّا

سعيداً، أَشْهَبَ، الزّهريَّ عُدِّ

كَذَا الشَّيْبَانِي، عُتْبَةُ، وابْنُ قَيْس

ويحيى مالك، كالأخت ندِّ

وماضي، والحُنَيني، وابن شبل

وعَيْشـيٌّ، وذو نونٍ بزهدِ

وحافد أعين، القطانُ، رُوح

ومروانُ، بنُ قزعةَ، مثل سعد

كذاك الَحضْرمـي، وأبو نعيمٍ

هِشَامٌ، كابنِ نافع الأسدِّ

وتنِّيـسي، عبيدُ، فتى شروسٍ

فتى حكم، وبربرُ عنه عَدِّ

ويحيى الحنظلي، خلفٌ، حبيبٌ

وحسّانٌ وحفصُ ابنان شدِّ

وطباعٍ، وقرعوسٍ، وناجي([33])

وغازي، وابنُ صالح كالمجد

عَتيق، خالد الأيلي، زياد ٍ

وبكّار، ابنِ موسى، وابنِ هندِ

فتى عبدوس، محْرزُ، عبدُ الاعلى

وعيسى التونسـي، أسدٌ يُحمْد

وتلِّي، وابنُ ناصح، والوُحَاظِي

عليُّ التُّونـسي، الأشبوني أدِّ

فتى مُضر، ابنُ خالد، وابن يحيى

فتى اسماعيل خاتمُ ممن يؤدِّ


[6/ب]/وهذا حينُ الشروعِ في ذكرِهِم نَثْراً حسبما نَظمتُهُم في هذه الأبياتِ ذِكَراً. وقبل ذكرِ ذلك نذكرُ ترجمةً مُختصرةً للإمامِ مالكٍ.

 

 

*  *  *

 



([1])   أخرج ابن عساكر هاتين المتابعتين بهذا السند والمتن في «كشف المغطى»: (ص33).

([2])    أخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (1/385)، وزاد: (لبـس ثيابه ويأخذ ساجه... ثم أطرق لا يتنخم)، ومن طريق الخطيب خرّجه ابن عساكر في «كشف المغطى»: (ص32).

          ومن المتابعات: متابعـة عبـد الرحمن محمـد بن الحسين السلمي عند السمعاني في «أدب الإملاء والاستملاء»، السمعاني، تحقيق ماكس فايسفايلر، دار الكتب العلمية، بيروت ط1/، 1401ﻫ، 1981م: (ص27).

([3])    محمد بن عبد الله بن حمدويه الطهماني، النيسابوري، الشافعي، أبو عبد الله الحاكم، من كتبه: «معرفة علوم الحديث»، و«المستدرك على الصحيحين»، و«فضائل الشافعي»، مات سنة (403ﻫ). ينظر: «الإرشاد»: (3/851/852)، «تاريخ بغداد»: (5/473)، «الأنساب»: (1/432)، «سير أعلام النبلاء»: (17/162 ـ 177).

([4])    خرّج البيهقـي هذا الأثر في «المدخل إلى السنن الكبرى» (ص392) بهذا السند والمتن. وينظر: «حلية الأولياء»: (6/318)، «ترتيب المدارك»: (1/155).

([5])   الوجادة: «أن يقف على كتاب شخص فيه أحاديث يرويها بخطه ولم يلقه، أو لقيه ولكن لم يسمع منه ذلك الذي وجده بخطه ولا له منه إجازة ولا نحوها، فله أن يقول: وجدت بخط فلان أو قرأت بخط فلان... وهو من باب المنقطع والمرسل غير أنه أخذ شوباً منالاتصال بقوله: وجدت بخط فلان». مقدمة ابن الصلاح (ص 178).

([6])   مرو: من أشـهر مـدن خراسان وأقدمها وأكثرها خيراً، وأحسنها منظراً وأطيبها مخبراً، أضحت في وقت ما عاصمة خراسان، وتدعى (مرو الكبرى) أو (مرو الشاهجان) أي مرو السلطانية، لكونها مقر الأمير الحاكم.

          وهي عاصمـة منطقـة ماري إحـدى مدن جمهوريـة تركمنستان. ينظـر: معجم البلدان (5/112/113)، آثار البلاد وأخبـار العبـاد للقزويني (ص186)، «أطلس الحديث النبوي» شوقي أبو خليل، (ص41).

([7])    خرّج أبو نعيم هذا الأثر في «حلية الأولياء»: (6/318) قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله،حدثنا محمـد بـن إسحـاق، حدثنا الجوهري... ثم ساقه بـه. وينظر: «ترتيب المدارك»: (1/155).

([8])    خرّج ابن الجوزي هذا الأثر في «المنتظم»: (9/43) من طريق أبي بكر بن مردويه به.

           وخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي»: (1/406) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن يحيى العطار بأصبهان، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني إملاءً، أخبرنا أبو سعد يحيى بن منصور الهروي بمكة، أخبرنا إبراهيم ابن المنذر الحزامي.. ثم ساقه به. وخرجـه السمعاني في «أدب الإمـلاء والاستملاء» (ص27) قـال: أخـبرنا أبـو سعيد عبد اللطيف بن أحمد بن محمد الأصبهاني... ، أخبرنـا أبو أحمد الهيثم بن محمد الخراط، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب... ثم ساقه بمثل سند الخطيب.

([9])   بخارى: من أعظم بلاد ما وراء النهر، تقع في إقليم الصغد غربي سمرقند. كانت قاعدة المملكة السامانية كما كانت إحدى مراكز الفكر الإسلامي. ينسب إليها الإمام بالبخاري وغـيره، وتقـع اليـوم في إقليـم أوزبكستان بروسيـا الأسيويـة. ينظـر: معجـم البلدان (1/353)، أطلس الحديث النبوي، شوقي أبو خليل، دار الفكر سوريا : (ص11).

([10])   المَصِّيْصَة: مدينة على شاطىء جيحان، من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم، قريبة من طرسوس، وتقع اليوم في تركيا. ينظر: معجم البلدان (5/145)، أطلس الحديث النبوي (ص132).

([11])    أخرج البيهقي هذا الأثر في «المدخل إلى السنن الكبرى» (ص394): قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم... ثم ساقه بسنده به. ومن طريق البيهقي خرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (36/313). وينظر: «ترتيب المدارك»: (1/155)، «مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة» أبو بكر السيوطي، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، ط3/ 1399: (ص52)، «نفـح الطيـب»: (2/531)، «الحطـة في ذكـر الصحـاح الستـة»: (ص229).

([12])   وهو الخضر بن حسين بن عبد الله بن الحسين بن عبيد الله ابن عبدان، الأزدي الدمشقي الصفَّار، (ت: 543ﻫ). ينظر: «سير أعلام النبلاء»: (20/222).

([13])    أخرج ابن عساكر هذا الأثر بسنده في «تاريخ دمشق»: (17/12) قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين ابن عبد الله بن عبدان... ثم ساقه به.

([14])    هو علي بن الحسن بن عساكر الحافظ، أبو القاسم، (ت: 571ﻫ) صاحب كتاب «تاريخ دمشق». «سير أعلام النبلاء»: (20/554ـ572)

([15])   أخرجه العلائي في «بغيـة الملتمس في سباعيات حديث الإمام مالك بن أنس»، ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، دار النوادر، بيروت، ط1/ 1427ﻫ، 2006م: (ص86) قال: أخبرنَا إسماعيل بن يوسف المقُريّ... حدثنا عبد العزيز بن أحمد... ، ثم ساق بقية السندوالمتن كما ذكر ابن ناصر الدين الدمشقي.

([16])   قاله ابن عساكر في «كشف المغطا» (ص 21).

([17])   قاله ابن دريـد في «جمهرة اللغة»: (2/818). وينظر: «معجم مقاييس اللغة»، أحمد بن فارس القزويني، تحقيـق: عبد السلام محمد هارون، دار الجيـل، بيروت، لبنـان، ط2/ 1999م: (6/126)، «لسان العرب»: (5/430).

([18])   نعم أشار أبو نُعيم في «حلية الأولياء»: (9/81 ـ 84) إلى هذه العبارة في قصة طويلة جرت مع الإمام الشافعي والخليفة هارون الرشيد.

([19])   المِزَّة: قريـة كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق بينها وبين دمشق نصف فرسخ، وبها فيما يقال قبر دحية الكلبي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. معجم البلدان (1/117).

([20])   في «عوالي مالـك» رواية الحاكـم الكـبير (أبي أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ)، ، تحقيقمحمـد الحاج الناصر، دار الغـرب الإسلامي، ط2/1998: (ص125) وردت: «مُرْ».

([21])   أخرج هذه الرواية: الحاكم في «عوالي مالك» (ص125) قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف... ، ثم ساق بقيـة السند بـه. وأخرجه الصوري في «الفوائد المنتقاة المؤرخة من الصحـاح والغرائب»، للقاضي علي بن المحسن التنوخي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2/ 1973م: (ص113)، والهروي في «أحاديث في ذمِّ الكلام وأهله»، تحقيق ناصر عبد الرحمن محمد الجديع، دار أطلس، الرياض، ط1/ 1996م): (5/92) بسندهما إلى بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عن خلف بن عمـر به. وأخرجه ابن عساكر في «كشف المغطى»: (ص23) بسنده إلى أبي العباس محمد بن يعقوب عن بكر بن سهل، ثم ساق بقية السند كاملاً به.

           وذكره أبو نُعيم في «حلية الأولياء»: (6/317)، والقاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/80)، والنـووي في «تهذيب الأسـماء»: (2/383)، والمـزي في «تهذيب الكـمال»: (27/118)، والذهبي في «سير أعلام النبلاء»: (8/62) كلهم من طريق بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسـف، عن خلف بن عمر الدمياطي. بعضهم بنفس اللفظ والبعض الآخر بمثله.

قلت: بعـد الرجوع إلى سند هذه الرواية والروايات الأخرى نجد أن مدارها كلها على بكر بن سهل الدمياطي أبي محمد. قال فيه النسائي: ضعيف. وقال الذهبي: حمل الناس عنـه، وهو مقـارب الحال، توفي سنة (289ﻫ). ينظـر: «ميزان الاعتدال»: (2/62)، «تاريخ الإسلام»: (21/135).

وفي سنـد هذه الروايات أيضاً: خلف بن عمر: وهـذا لم يترجم له العلماء سوى ما قاله البيهقي في «المدخل في السنن الكبرى» (ص440): إنه صديق لمالك، وذكره الرشيد العطار دون جرح أو تعديل في «مجرد أسماء الرواة عن مالك» (ص50). فلم يوثِّقه أحد، وبالتالي فهو مجهول الحال.

([22])   زاد الحاكم في «عوالي مالك» (ص125) في السند: إسحاق بن إسماعيل.

([23])   عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي، أبو محمد الجهني مولاهم المدني، صدوق، كان يحـدث من كتـب غـيره فيخطئ. قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر، من الثامنة، مات سنة (187ﻫ)، روى له الجماعة. «تقريب التهذيب» (ص358).

([24])   زاد الحاكم في «عوالي مالك» (ص125): «فوافيته». وينظر: «سير أعلام النبلاء»: (8/62). 

([25])   خرج هذه الرواية الحاكم في «عوالي مالك» (125) من طريقه قال: حدثنا محمد بن يعقوب ابن يوسف...، ثم ساق بقية السند به. وخرَّجه ابن نقطة في «التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد»: (ص437) قال: أخبرنا زاهر بن أبي طاهر... قال: حدثنا أبو العباس محمد بنيعقوب الأصم.. ثم ساقه به. وينظر: «سير أعلام النبلاء»: (8/78).   

([26])   تعادِلَه: تأتي بمعنى المصاحبة والرفقة في السفر. في «المعجم الوسيط»: (1/400): (زَامَلهُ) عادَلَهُ على البعير وغيره، ومنه يقال: زَامَلهُ في العمل. ورواية أبي حاتم الرازي تقوي هذا المعنى، قـال في «الجرح والتعديل» (1/30): إن أمـير المؤمنين يحب أن يزامل مالكاً إلى مدينة السلام.

([27])   خرَّجه البخاري في كتاب الحج، باب من رغب عن المدينة (2/663)، ومسلم في كتاب الحج، باب الترغيب في المدينة عند فتح الأمصار (2/1008).

([28])   هذا الأثـر مخـرج في «الجرح والتعديل»: (1/30)، و«الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء» (ص42)، و«ترتيب المدارك»: (1/113)، و«تذكـرة الحفاظ»: (1/210)، و«سير أعلام النبلاء»: (8/62 ـ 63).

وهذا الأثر فيه راوٍ وصف بالضعف والوهم هو الحسين بن عروة البصري، قال ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (2/297): قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال الساجي: فيه ضعف. وقال الأزدي: ضعيف.

وقال ابن حجر في «التقريب»: (ص 167): صدوق يهم من العاشرة.

([29])   البَرْمَكي: هو جعفر بـن يحيى بن خالـد بن برمـك الفارسي، مـات مسجوناً بالرقة سنة (187ﻫ). «سير أعلام النبلاء»: (9/59).

([30])   خرَّجه ابن عساكر في «كشف المغطا»: (ص130 ـ 131) من طريقه بهذا السند والمتن، وخرَّجه أيضاً في «تاريخ دمشق»: (36/311 ـ 312) من طريـق أخـرى إلى أبى يعلى عبد العزيز بن عبد القريب الحراني... ثم ساقه عنه به.

           وينظر: «ترتيب المدارك»: (1/159)، «سير أعلام النبلاء»: (8/66)، «بغية الملتمس»: (ص77)، «شذرات الذهب»: (1/290 ـ 291).

([31])   إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي، أبو إسحاق، شيخ الإسلام علماً وعملاً وورعاً وزهـداً وتصنيفـاً واشتغـالاً وتلامذةً، صاحب التصانيف، منهـا «المهذب في المذهب» و«اللمع وشرحها في أصول الفقه» توفي ببغداد سنة (472ﻫ). ينظر في ترجمته: «اللباب»: (2/451 ـ 453)، «تهذيب الأسماء»: (2/465 ـ 467)، و«فيات الأعيان»: (1/28)، «طبقـات الشافعية» للسبكي: (4/215)، «طبقـات الشافعيـة» لابـن قاضـي شهبـة: (1/238).

([32])   لم يفصـل الشيرازي في ذكر هذه القصـة في كتابـه «طبقات الفقهاء»: (ص154) سوى قوله: وهوـ أي معن بن عيسى ـ الذي قرأ «الموطَّأ» على مالك للرشيد وبنيه.

([33])   والصحيح أنـه باجـي (محمد بن بشير المُعافري) كما ترجمه ابن ناصر الدين الدمشقي في الترجمة رقم (57).

الموضوعات