أثر ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه إتحاف السالك على من بعده

أفاد من ابن ناصر الدين الدمشقي عدد من العلماء كان من أبرزهم الإمام السيوطي وظهر ذلك جلياً في كتابه «تنوير الحوا لك» و«تزيين الممالك». ففي كتابه تنوير الحوالـك ذكر مجموعة من أشهر الرواة عن مالك، وفي كتابه تزيين الممالك ذكر مجموعة أكبر من الرواة.

قال السيوطي: والـرواة عن مالك فيهم كثرةٌ جداً بحيث لا يُعرفُ لأحد من الأئمة رواةٌ كرواته، وقـد أفـرد الحافظ أبو بكر الخطيب كتاباً في الرواة عن مالك، أورد فيـه ألـف رجـل إلا سبعة، وذكر القاضي عيـاض أنه ألف في رواته كتاباً ذكر فيه نيفاً على ألف اسم وثلاثمائة اسم، قال ـ أي السيوطي ـ: وقد سردت أسماء الجميع في مقدمة الشرح الكبير، أمـا الذين رووا عنـه الموطأ فقد عقد لهم القاضي عياض باباً في «المدارك»([1]).

وقال السيوطي: ثم وقفت على كتاب ألفه الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين الدمشقي في رواة الموطـأ سماه:«إيجـاب السالـك برواة الموطأ عن الإمام مالك» فرأيته ذكر فيه: أن الحافظ ثقة الدين أبا القاسم بن عساكر بلغ برواة الموطأ عن مالك إحدى وعشرين رجلاً، قال الحافظ ابن ناصر الدين: فتتبعت زيادة على ما ذكره، فوقع لي ثمانية وخمسون سواهم من الرواة, فبلغوا تسعاً وسبعين([2]).

 قلت: لقد ذكر السيوطي في كتابـه «تزيين الممالك»([3]) الذين دونوا في رواة الموطأ عن مالك، فذكر أولاً القاضي عياض ثم ابن عساكر ثم ختمهم بذكر ابن ناصر الديـن الدمشقي وذكر أسماء رواة الموطأ جميعاً من طريق هؤلاء. وبعد أن ذكر رواة الموطأ ذكر الرواة عن مالك عامة.

*  *  *